الساعة الحادية عشر مساءًا
كان يركض بسرعه بعد ان اوقف دراجته في موقفها الخاص حاملًا معه ما تبقى من كعك المقهى
هو الان فقط يريد رؤيته لا يعلم السبب ولكن هو حقا يريد رؤيته وبشدة
توقف تشانقبين قليلًا قبل أن يضغط الجرس الخاص بالشقه التي يقبع بها سونقمين
اخذ نفسًا عميقًا وهدأ قليلًا ونظر امامه ثم رفع يده يضغط الجرس بهدوء
انتظر ثواني عدة حتى فُتِحَ الباب من قبل الطرف الاخر ليخرج رأسه من خلف الباب قائلًا
" اهلًا تشانقبين..ادخل "
هو قالها لينحني الاخر بخفة ويدخل خالعًا حذائه بجانب الباب سيرًا للداخل
تبعه سونقمين قائلًا
" تفضل بالجلوس سأعد القهوة و اعود "
" اوه حسنًا.. "
وضع نشانقبين الكيس الذي بيده على المنضدة امامه وجلس ببطئ إنه متوتر جدًا وعقله يتشاجر مع قلبه هو تاره يريد البقاء ومعرفة سبب بكائه وتارة يريد الركض لمنزله دون معرفة اي شيء
انحنى بظهره للامام عاقدًا كفيه ووضعها كاداة ارتكاز اسفل ذقنه مفكرًا
لكن تفكيره لم يدم طويلًا بسبب قدوم سونقمين الذي وضع كوبان من القهوة على الطاولة ويجلس هو الاخر بجانبه..
مرت لحظة صمت لمدة دقائق مما زادت من شحنة التوتر بين الطرفين
تشانقبين حاول كسر ذلك الصمت بقوله
" همم سونقمين احضرت الكعك معي... "
رفع سونقمين نظره نحو الكعك وابتسم ليعاود النظر ليديه الذي كان يلعب بهما بتوتر
" هي..تشانقبين..بشأن ما سمعته..اعني تجاهل ذلك.. "
نظر إليه تشانقبين باستغراب قبل أن يقول
" ولكن اخبرتك بالفعل نسيت كل ش.."
لم يكمل تشانقبين كلامه حتى قاطعه سونقمين و الدموع في عينيه
" لم اقصد الامس..بل اليوم انا كنت هناك ايضًا سمعت ورأيت كل شيء..انت كنت هناك ايضًا.."
دقات القلب المؤلمه تلك مجددًا..هو لا يعلم لمَ ينزعج بشدة عندما يراه يبكي
هو حقًا يريد أن يضمه لصدره الان
" جونهو ليس بشخصٍ سيء تشانقبين..ا-انا المخطئ لمَ اعطيه حقه.."
تشانقبين غضب و هو غضب بشدة حقًا
كيف له أن يدافع عنه حتى بعد ما سمعه؟!!
كيف له أن يبكي من اجله؟
تشانقبين كتم غضبه وتحدث بهدوء
" حقًا؟ هل هو كذلك؟ هل انت متأكد حتى بعدما سمعت ذلك الحديث القذر مثله ؟ "
سونقمين بقي صامتًا و دموعه تتسابق على وجنتيه
هو لم يستطع قول شيء فكلام تشانقبين صحيح حتى وإن حاول نكران ذلك
" ربما انت تدافع عنه حبًا اما هو؟ يراك عاهرًا واستخدم جسدك لمتعته فحسب سونقمين استيقظ "
" لا تشانقبين جونهو لديه اعذاره حقًا اعلم أنن.."
قاطعه تشانقبين بنهوضه وهو يصرخ قائلا
" هل ستلوم نفسك الان؟ هل ستظل تدافع عنه رغم ما فعله بك ؟!! "
سونقمين لم يستطع فعل شيء سوى أن ينظر لتشانقبين بصدمة بينما دموعه في ازدياد
تشانقبين لا يعلم حقًا لمَ هو منفعل هكذا هو بنفسه صُدم من ردة فعله هاته
هو بسرعه جلس مجددًا واحتضن الاخر
" اسف..لم اقصد.."
سونقمين اكتفى بالصمت ليبتعد الاخر ببطئ ناظرًا اليه
هو لم ينظر اليه عن كثب من قبل هذه اول مرة له
حقًا جميل لم تخنه عيناه منذ اول مرة رأى فيها هذا الفتى الاجنبي
هو تمعن النظر في وجه الاخر وقام بمسح دموعه بإبهامه برفق
لا اراديًا قام تشانقبين بالاقتراب و اطبق شفتيه بشفتي الاخر
تشانقبين لا يعلم ما الذي يفعله الان و ربما سيندم على هذا لاحقًا ولكن هو نوعًا ما وجد ذلك ممتع و...لذيذ
سونقمين استسلم لتلك القبله و بادله ايضًا مما جعل تشانقبين يعمق القبلة اكثر
هو يريد التوقف ولكن تلك الشفاه التي بين خاصته طعمها لذيذ جدًا إنها مثل الكعكة التي اعدها سونقمين قبلًا...لا لا بل اكثر انها الذ بكثير إنه لا يستطيع التوقف عن التهامها
أنين سونقمين الذي اصدره من بين القبل جعلت من تشانقبين يتوقف ويبتعد سريعًا ليلحظ أن شفتي الاخر قد انتفخت وجرحت فعلًا
اِحمر وجه تشانقبين بشدة لم يشعر بنفسه حقًا هو اصلًا كيف قام بتقبيله..الاهم من هذا كله هل هو شاذ ايضًا؟!!
هو نهض بسرعه وخرج من منزله دون أن يلقي كلمة واحدة إنه حقًا يشعر بالاحراج من فعلته ولم يستطع النظر لوجه الاخر
حتى إنه لم يساعده في مشكلته بعد أن صرخ عليه وسرق قبلة منه ايضًا
" اللعنه عليك تشانقبين اللعنه .."
تشانقبين قالها بينما قبضته استقرت على حائط المصعد ليخرج متوجهًا الى شقته..
خرج من دورة المياه يجفف شعره بالمنشفة الصغيره ليسمع طرق خفيف على باب شقته وبعدها ظرف متوسط الحجم يدخل من اسفل الباب
نظر الى الظرف باستغراب ليقترب منه ويحمله ويتفقده من الامام و الخلف حتى وجد عليه اسم سونقمين
اختلج قلبه عندما قرأ اسمه مما جعله يرمي بالظرف فوق الطاولة التي تقبع في الرواق ويتجاهلها تمامًا
هو لم يشعر بهذا قط ولا يريد الشعور بهذا مجددًا ابدًا حتى إنه يحاول كبته لكن لا يستطيع فقلبه يخبره أن يذهب ويراه الان أن يذهب ويملي عيناه وصدره ولكنه مصر على تجاهل الامر بحجة أنه ليس شاذ وما فعله امر غير جيد ...
هو لم يمر بحالة كهذه من قبل ولا يعرف ماذا يسميها اصلًا...أن يشعر بفراغ كبير ووحده واشتياق هذا لم يكن جزء من حياته قبلًا
اصبح لا يشاهد برامجه المفضلة كعادته حتى في يوم راحته و لا يأكل جيدًا وحالته نوعًا ما مزريه فهو لم يجد الحل مع شعوره هذا غير النوم المستمر حتى أنه اصبح يتغيب عن عمله كثيرًا رغم إنه تلقى رسالة تحذير..
يتـبـع ~
