الفصل السادس عشر

177 6 8
                                    

تنظر الي ساعتها بين ثانيه وآخري تفتش بنظرها المارين القلق يتاكل جليا داخل صدرها مع زوغان عينيها وقفز بوادر دموع مالحه منها لقد اتفقت ان نتقابل الساعه الساعه الثامنه وهاهي تقترب من الحادي عشر وتيا لم تأتي حتي الآن صوت يتردد في داخلها ان ترحل من المكان في الحال ولكن صوت اخر يحثها علي البقاء تداخلت الاصوات والافكار في داخل مي التائهه أصبحت في غضون ثلاث ساعات مشتته الانتباه من كل جانب من جهه تيا وما تريده منها ومن جهه اخري جوي والبنات  وامها لاشك انهم قلقون عليا الان صوتها المتناثر فيه رنه القلق والحزن ما ان همت بالقيام واخذ حقيبتها حتي لمحتها قادمه وكأن علي شفتيها طيف ابتسامه ساخره خيل لمي ان تيا تسخر منها في هذه الحال وما ان ظهرت اخيرا وجلست بكل اريحيه ثم أمسكت سيارتها باناملها واشعلتها مع تطاير حلقات الدخان لنبدأ بالتحدث بكل هدوء وأثار البرود المخيف في صوتها قاتله

مي اجلسي أريدك في أمر هام

عادت مي للجلوس علي المقعد وأثار غيمه سوداء تحوم حول رأسها تراقب تيا المستمره بنفخ دخان سيجاراتها بحيره واستغراب شديدين انها حتي لم تعتذر علي تأخرها بلعت ريقها بصعوبه لكن تستطيع جمع شتات نفسها وانتظام ضربات قلبها لن اجلس اكثر من خمس دقائق تقول ما تريد قوله في الحال لماذا هي صامته هل تتعمد فعل ذلك معي تلمح مي الابتسامه تتراقص بين شفاي تيا متلاعبه علي ثغرها بنهم لتقطع الهدوء والبرود اللذان فرضتهما عليها تيا قاتله بصوت حاولت أن يكون واثقا قويا وان تخلله بعض نبرات الضعف فشلت في السيطره عليه قاتله

مالامر تيا ماهو الأمر الهام الذي تريدينه مني

لم تكن تيا تجهل ما يدور في ذهن مي بل ظلت تراقبها مستمتعه بالقلق الواضح المتجسد علي ملامح وجه الفتاه المسكينه  الحقيقه الواضحه وضوح الشمس ان تيا تعمدت التأخير فبحثها عن مانا لم يسفر عن شئ وان أجلت هذا الموضوع لاحقا حتي تنهي مهمتها جمله واحده اطلقتها من فمها بكل هدوء كأنه أمر عسكري قاتله بكل نبره جوفاء بارده

اريد اطفالك

الجمله وقعت علي اذن مي كالصاعقه حاولت مي ان تستوعب ماسمعته للتو ومازاد حنقها ان تيا صامته كأنها تنتظر جوابها او كأنها تتعمد استفزازها ببرودها المميت لتتكلم الفتاه في نبره متردده متقطعه قاتله

ماذا قلتي تيا اعيدي ما قلتي للتو فأنا لم اسمعك جيدا

توفقت الضحكات الساخره من فم تيا حتي سطعت عاليا مع حنق مي وغيظها مالذي يضحكها لهذه الدرجه اما الاخيره فقد استمرت بالضحك دون توقف فقد استطاعت ان تصل الي نصف هدفها ولم بتبقي الا جزء قليل والأمر بالنسبه لها يسير فخطوط اللعبه كلها في يديها عادت تعيد عباراتها بهدوء ولكن بصوت اكثر قوه ضاغطه علي حرف بقسوه شديده قاتله

كما سمعتي اريد اطفالك الصغار في الحال

لم تتحمل مي برودها المخيف وعباراتها الميته حتي انفجرت بكل قوتها مخرجه الكبت والحنق المسيطر في داخلها منذ أن جلست صارخه في وجهها مع بروز العروق نادره علي وجهها وأحمرار خلايا جلدها قاتله

الحب والقسوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن