يجلس في مكتبه يتابع قراءه الصحف القمر يضئ في السماء والليل يسدل بستاره علي شوارع نيويورك خلفه المباني الشاهقه والأبراج العاليه التي تمتاز بيها المدينه جو البروده المحيط في الغرفه ينبعث من نظراته البارده ما لبث دقائق حتي اتسعت عيناه وافترشت الصدمه ملامح وجهه علي سطور الخبر الغير متوقعه وصوره ابنته ثابته لا تزحزح في صفحه الحوادث في الجريده حتي قام بكمش الصفحه وقطرات الدم تنزل من شفتيه من شده الغضب ما لبث ان قام من مقعده لينادي بأعلي صوت له قطع هدوء المدينه ببرودها وجفاءها قائلا
سيسليا تعالي الي هنا سيسليا تعالي الي هنا
أقبلت سيسليا وقسمات الفزع يغزو ملامحها مختلط القلق في عينيها الخضراوين وقسمات وجهها الرقيقه تتشرب بالتوتر ما ان سمعت صوت زوجها خشي انه أصابه مكروه ما لتقف في مواجهته تنطق جمله واحده وسؤال واحد واضعه فيه كل قلقها واضطراب قلبها المفزوع قائله
ما الامر بيجاسوس ماذا حدث
اشار بأصبعه علي عنوان الخبرفي الجريده لايزال الغضب يغزو وجهه لتأخذ منه زوجته الجريده وتقرأ الخبر بصوت متردد متحشرج مت لبثت حتي صرخت صرخه عاليه وشهقت شهقه مرتفعه مع تزايد نبضات قلبها
القبض علي ابنه رجل أعمال الشهير بيجاسوس في شقه دعاره انهم يتكلمون علي ابنتي انهم يتكلمون عن كيسارا
يطلق من بين شفتيه كل السباب والشتائم الموجوده في قاموسه تزداد وتيره الغضب اليه بسرعه مهوله محدق بشراره من عينيه يرسلها الي زوجته التي لا تزال تحاول استعياب الصدمه التي المت بها
لقد فضحت في السوق لقد توسخ اسمي لطخت سمعتي ماذا ينقص تلك العاهره نرسل لها النقود كل شهر ماذا تريد اكثر من ذلك ماذا تريد
لم تستطع سيسليا تحمل ان تسمعه وهو يهين ابنتها فلقد صمتت كثيرا علي اهماله الجسيم لها وان كان في داخلها يتاكل قلقا عليها حاولت الاتصال بيها كثيرا لكنه كان يمنعها بحجه ان تعتمد علي نفسها وتتحمل المسئوليه انفجرت العاصفه في وجهه تطلقها زوجته معلنه تقصيره وخطئه الجحيم محمله مسئوليه اهماله لها قائله
انت السبب انت السبب في كل شئ بيجاسوس قلت لك لا نتركها ونذهب أخبرتني ببرودك المعهود انها ستعمل عند صديقك يامي وسيتولي امرها وماذا فعل يامي ماذا فعل (قالت جملتها الاخيره مختلطه بصرختها المقهوره المختزنه بكل سنوات الهجره)
رن اسم يامي في ذهنه ليتلقط هاتفه المحمول دون أن يقول شيئا لزوجته المشتعله غيظا ماهذا الرجل من أي ماده مصنوعه تجمدت الدموع في عينيها معلنه اطلاقها ما ان ذهبت من الغرفه حتي اطلقتها بكل راحه مع تزايد شهقات بكاؤها وارتفاع وخز ضميرها عاليا
أضعت ابنتي أضعت ابنتي تبا لك بيجاسوس تبا لك
____________________________________
جلس يامي يتابع اعماله في غرفه مكتبه في القصر أمامه عده أوراق ومستندات يعمل عقله في كل الاتجاهات المشاكل احاطت به من كل جانب وتحولت الي حلقه كادت ان تخنقه من جهه مانا واختفاءها الغامض ومن جهه كيسارا وما حل بها ونبضات قلبه التي ترتفع كلما ذكر تيا في مخيلته وان كان في داخله تردد ما ان يحسم موضوعه معها فهو من بين الشك واليقين كما أن الموضوع جمد منذ اخر مره تكلما فيه ألم تطلب من والدتها ان تحدد ميعاد معها ليأتي الي منزلها لطلب يدها كما طلب منها لماذا صمتت وتأخرت في الرد عليه حتي الأن في ظل هذه الافكار والاسئله المحيره حتي رن جرس هاتفه المحمول ليقوم بوضعه علي اذنه تغيرت ملامحه فورا ما ان سمع ذلك الصوت وانكمش في مقعده وأثار الحيره والاستغراب ممزوجا في عينيه القرمزتين لينطق جمله واحده اجابه سؤال يجيب بها محدثه