سام في سقطرى

12 3 0
                                    


ثمانية أيام قضيناها في الجزيرة وتاسعها الرحيل. هبطنا في سقطرى على مهل، ومشينا برفق للتأمل وليس من كسل. نمشي قليلا ونقف كثيرا، وفي كل مرة نرى فيها مشهد تعلق أبصارنا فلا نلتفت لغيره.

كل مشهد ينسيك ما قبله، ويتكرر الأمر في كل مرة تقريباً. شواطئ وبحار، سهول، وأودية و جبال، رؤوسٌ وخلجان. والكثير من نوادر وكنوز الطبيعة، والتي منها ما هو ظاهر، وفي الأعماق أغلبها مخفية.
ارتفع الضحى وكاد الصباح ان ينتصف، هبطنا في اليوم الثالث عشر من كانون الثاني (يناير) من سماء الجزيرة فاحتضنتنا أرضها. كان الجو صافٍ والنسيم عليل، لم تكن حارة ولا هي باردة، لم تكن عاصفة وليست كذلك خامدة، لا صخب فيها ولا هي مملة أو هادئة.

ويقال بأن لكل لحظة جميلة رائحة. والمطر في جزيرة سقطرى هو عطر الشتاء الذي لا يُضاهى. فــ لحظة نزولنا من على متن الطائرة، كانت تفوح الجزيرة رائحة الطبيعة النقية، التي يحملها نسيم لطيف، يملئ القلب سروراً وبهجة.

إخترقت السعادة ارواحنا بعد أن ران عليها زحام الحياة وصخبها. وعادت الحيوية الى ابداننا التي ارهقها طول الطريق ومشقة السير. وغَمَرت حواسنا لحظات من الصفاء، والنقاء، فسكنت ارواحنا، واطمئنت قلوبنا، وهدأت جوارحنا. عاد الأمل وكأنَّ أيام الصبي قد أقبلت علينا من جديد بوجهها الطلق البهيج. ومهما وصفتُ لكم فلا طائل لوصفي فــ ليس الخبر كالمعاينة...

لمعرفة المزيد عن رحلة سام في سقطرى تكرم بالتعليق على القصة ....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 08, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سقطرى | الجزيرة المقدسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن