عند قولف......
تحسنت قدمه قليلا اكثر من قبل لكنه لا يستطيع المشي عليها بصورة جيده. واكمل العمل في بناء المنزل.
جهز اولا الطابق الاول المطبخ وغرفة النوم والصالون ومجلس. وقف امام غرفه المجلس ينظر لها.
بهمس. ان اغضبتني لأتركك تنام هنا. احمق.
ليضحك تاركا الغرفه ويعود للعمل.
اشترى نوافذ جديده وبدأ تركيبها.......
لم يبقى معه الكثير....... فأراد ان يجهز غرفة النوم اولا ليعود ويعيش فيه. فبدأ بتجهيزها وتحضير كل شيء.
في المساء حدث والد ميلد ووالدة ميلد واخبرهم انه سينتقل لمنزله. لكن ميلد كان رافضا لذلك. ولم يقبل ان يسمع كلمه حتى.
نهض غاضبا ودخل للغرفه وذهب قولف خلفه.
قولف. لم كل هذا؟ منذ متى وانا اعيش هنا معك. ارجوك تفهمني قليلا. انت تعلم انني افضل البقاء لوحدي واخذ حريتي في كل حركاتي. وانت تريد تقييدها هكذا. منذ اصابتي حتى الان وانا هنا اسكن معكم.
ميلد. لكنني لا اريدك تذهب.
ابتسم قولف. احمق. الى اين سأذهب؟ المنزل قريب من هنا. وتستطيع ان تأتي في اي وقت. ثم ان ميو قد يعود في اي وقت. واريد حقا قضاء الوقت معه براحتنا.
ميلد. اذا تفضل حبيبك علي؟ اذهب لن اتحدث معك.
ابتسم قولف. احمق. لو سمعك ليو لشعر بالغيرة حقا.
ميلد. هو ايضا ذهب. ولم يعد يسأل او يهتم
قولف. اممم. هكذا اذا. لهذا تريد حبسي هنا. بما ان ليو لا يأتي لك تريدني ان ابقى هنا حتى لو جاء حبيبي.
ميلد......
ضحك قولف. لا تقلق. سيأتي. فقط قد يكون لديه عمل مهم. وانا متأكد انه يفكر فيك.
ميلد بتنهد. اشتقت له. احمق حقير.
ضحك قولف عليه وجلس بجانبه.
قولف. ما هذه الحياة التي نعيشها؟ لم لا نجد يوما جيدا حقا؟ الهذه الدرجة نحن سيئون؟
ميلد. لا تقل هذا. لابد ان تظهر الحقيقة يوما ما للجميع. فقط اصبر وتحمل.
قولف. اتمنى هذا حقا.عند ميو........
عمل بجد لتتحسن حاله كايد. بدأت صداقتهم تتطور. احاديث طويلة تجمعهم. اعتاد ميو على الوضع بسبب كايد. فهو يرى حاله ويشعر بالتعاطف معه.
بعد ايام بدأ كايد يحرك قدمه قليلا وبدأت تتحسن حاله. شعر بسعادة وهو يرى ذلك الإنجاز. رغم هذا فقد كان ميو يشعر بالضيق والشوق والحنين لرؤية عائلته وحبيبه. فهو لم يفكر يوما ان يبتعد عن عائلته هكذا. رغم قصر المسافة بينهم.احس كايد بتغير ميو.....
كايد. اعلم انك تريد رؤيتهم. سأتحدث مع ابي الليله واتمنى ان يوافق.
ميو. لا فائدة من حديثك. اترك الامر هكذا.
في المساء اراد كايد رؤية والده لكنه كان قد سافر صباحا دون علم احد.
تنهد ميو ولم يتحدث اكثر.......مضت الايام.........
في يوم كان كايد يجلس على كرسيه المتحرك خلف طاولة المكتب. احضرت الخادمه الطعام. لكنه رفض وطلب رؤية والده. اخبرته انه عاد وهو الان في غرفته. طلب المساعد ليأخذه لغرفة والده.
اوصلوه لغرفة والده وطلب منهم الرحيل لبعض الوقت......
وصل الخبر الى ميو.
ميو بهمس. سيتشاجر معه. خرج مسرعا الى غرفة ايرث. دخل دون طرق الباب واراد سحب الكرسي......
في ثوان متتاليه.......
كايد بغضب وحده. انتظر. اخرج من هنا ودعني اتحدث مع ابي.
ميو. لا داعي..... هيا لنذهب.
كايد ببكاء وصراخ. اتركني اتحدث..... لقد تعبت... هل انت ابي حقا؟ اي اب يترك ابنه هكذا.....
ميو. لنذهب هيا...
كايد. لا. يجب ان يسمع.... اي اب انت؟ تتركني ولا تسأل. لا اراك لأيام. مع اننا في نفس المنزل ولكنك لا تدخل غرفتي ابدا. تسافر ولا اعلم. اتي لرؤيتك واسمع الخدم يقولون انه سافر. ما هذه الحياة؟ لم لا تتركني في المستشفى كما فعلت امي. كنت تركتني خلفك افضل من هذه الحياة. انت موجود بالاسم فقط. اي حياة توفرها لي وانت لا تعلم عني اي شيء. فقط الخادمات والحراس من يعرفونني...... ضاحكا بسخريه. وبفضلك... اضفت صديقا.... اقصد سجينا اخر الى سجنك هذا. تتآمر فيه وتحبس الجميع. ولا احد يستطيع قول شيء. فقط حاضر وحاضر وحاضر.....
ميو. يكفي.... لنذهب..... حمله بين يديه ونزل للأسفل. اخذ الحارس الكرسي وانزله. وضع كايد رأسه على كتف ميو وهو يبكي.
اخذه ميو لغرفته ووضعه على السرير وجلس امامه.
ميو. لم كل هذا؟ اخبرتك لا تتحدث معه.
كايد. هل تعتقد انني تحدثت من اجلك؟ انا حقا سئمت. اشتقت له كثيرا. منذ اسبوعين لم اراه. ونحن في نفس المنزل. ما هذه الحياة حقا. لا اريد البقاء هنا. افضل وجودي في المستشفى. سيكون حال الجميع افضل من هذا. صدقني.
ميو. لا تقل هذا. بعض الناس يتمنون ان يكون والدهم معهم حقا.
نظر كايد له بدون فهم........
كايد وميو........
كايد. من تقصد؟ انت؟
ميو. لا........ ليس انا....
كايد. من اذا؟
ميو. اهدأ قليلا....... سأذهب لأحضر هاتفي ثم اعود واقص عليك قصة.....
كايد ما سحا دموعه. حسنا. سأنتظرك.
ابتسم ميو ونهض. ذهب لأخذ هاتفه ونزل وبقي مع كايد.
كايد. هيا اخبرني.......
ميو جالسا على السرير امام كايد....
سمعت هذه القصه قبل ايام قليله قبل دخولي لهذا المنزل.........
رجلا احب فتاة وهو فقير وبسيط. لم يعلم شيء عن الفتاه. كانت جميله جدا ورشيقه. وبالتاكيد فقط تقدم لها اشخاص كثيرون. فكيف ستنظر لشخص فقير مثلي. هكذا فكر الشاب..... ولأيام كان يعمل بجد حتى ينتهي وقت العمل ليخرج ويراها لثوان معدودة فقط. فهو سعيد حتى لو كانت من بعيد. انتبهت الفتاة له واعتقدت انه من الاشخاص الذين يريدون التسلية فقط. صدم الشاب بغضب الفتاه ورمي الاتهامات نحوه. فأبتعد مكسور القلب. بعدها اخبره والده انه عليه ان يتزوج. وافق رغم ان قلبه يرفض ذلك. اجتمعت العائلتين لرؤيه الفتى والفتاة وتركهم يتحدثون لوحدهم ويتفقون على الزواج......
جلس الشاب ينتظر......كان يفكر بالهروب من هناك والذهاب لتلك الفتاه. لكن ما الفائده فهو لا يعرف اي شيء عنها.....
انتظر لدقائق قليله. ثم فجأة دخلت الفتاه.
وقفا امام بعض.......
بغضب وحده صرخت الفتاه عليه....
هدأها وطلب ان تسمع منه التفسير اولا ثم تتحدث. فلا احد يعلم بما فعله......
جاءت العائلتين على صوتها......
الفتاة.لا شيء. فقط........ رأيت شيئا يتحرك في الخلف وشعرت بالخوف.
بقيا لوحدهم وجلسا امام بعض.....
اخبر الشاب الفتاه انه لم يقصد ما فهمت. فقد كان يراقبها ليعرف اين تسكن واسمها ليذهب لطلب يدها.........
نام كايد دون سماع باقي القصة....
خرج بعد ان عدل نومه ووضع الغطاء عليه.
ذهب لغرفته وخلد للنوم......