الفصل التاسع وعشرون

813 37 0
                                    


ملوك_العشق_والدمار.
#العشق_الخفي.
#حياة_الأدهم2.
الفصل_التاسع_وعشرون.
#Engy_Mohamed

"صلوا على نبي الرحمة♤"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_لا طلاق...

تفوهت انجي بتلك الكلمة الثقيلة على قلبها قبل أن تكون على لسانها بألمٍ بالغ لم يظهره برود صوتها وجمود نظرتها، وبجانبها كريم الذي يخفي آلامه وآهات قلبه الجريح بقناع الثبات الزائف الذي أتخذه رفيقًا له.

طالعها الجميع بصدمة شديدة، عن أي طلاق تتحدث؟ ألم تتحدى الجميع منذ يومان فقط من أجله؟ بل وتركت المنزل كذلك، وهو كاد يموت من فرط حزنه، هل يمزحان أم ماذا؟!!

تُرجمت جميع أسلتهم الداخلية على لسان حور المندهشة:

_طلاق مين يا انجي أنتِ بتهزري؟!

أجابتها ببرود جعل الجميع في حيرة من أمرهم:

_تؤ مش بهزر أحنا قررنا نطلق أنا وكريم.

_إزاي تطلقوا واللي حصل إمبارح، أنا مش فاهمة حاجة يا كريم.

صرخت بهم حليمة بتشتت مِن كل ما يدور حولها البارحة كانوا معًا طوال اليوم يضحكون ويمرحون، رأت حبهم الشديد لبعضهم وتعلقهم وليست وحدها بل الجميع رأى ذلك، من خلال غزل كريم الصريح إليها ومشاكسته وخجلها الذي ينتهي بضربه في الأخير، إذًا ماذا حدث من البارحة حتى اليوم؟!

تلقت اجابتها من خلال كريم الثابت ذا النبرة الجامدة فاقدة الروح:

_زي ما سمعتي يا ماما أنا وانجي هنطلق إحترامًا لرغبة بشمهندس مراد وأستاذة لمار، مكنش ينفع نعارض رغبتهم حتى لو على حساب حياتنا.

_القرار مكنش سهل علينا بس الأصعب منه غضب ربنا مني علشان متبعتش أهلي وده من ضمن عقوق الوالدين زي كريم ما وضحلي، علشان كده قررنا نفترق حتى لو كان فراقنا في خسارة قلبنا وحياتنا، المهم مقصرش في واجبي تجاه أهلي.

_بالظبط وحقيقي بنعتذر منكم علشان جينا في الأخر وبوظنا الحفلة بس دِ أخر فرصة لينا وكمان المأذون موجود، يبقى ليه ما ننهيش كل حاجة مرة واحدة ونخلص.

تحدثوا وأوضحوا للجميع كل شيء، نبرتهم باردة جامدة تفتقر للمشاعر، وكأنهم مجرد روبوتات _إنسان آلي_ مسجلة على حديث معين أتى وقته فأطرقت به للجميع، تمكنوا من كبح مشاعرهم وثورانها بصعوبة بالغة، أمام الجميع هادئين ومن الداخل يوجد إعصار قاتل يدمر كل ما يقابله بطريقه؛ حتى ينهى كل شيء وتأتي لحظة الخلاص.

أمسك يدها وقد تكون تلك مرتهم الأخير، أتجه صوب مجلس المأذون وجلس وهي بجانبه، أخبروا ذاك الرجل المسن برغبتهم من جديد ليبدأ في ذلك، ونظراتهم معلقة ببعضهم لم يهتموا بأحد فقط كلٍ منهم لا يرى سوى الأخر، تتشبع عيناه من التطلع إليها وهي حلاله للمرة الأخيرة؛ فقد لا تصح له تلك الفرصة من جديد وما أصعبها من حياة لن يرى بها ابتسامتها، عيناها، جنونها وقوتها، الحياة بالنسبة إليه تتلخص بها وإن غادرت؛ غادرت معها حياته وأنتهى معها عالمه وفنى، مثبتة النظر إليه، تحفظ تفاصيل وجه للمرة التي لا تعلم عددها، محيط عيناه الهائج والثائر بالأمواج التي تكاد تحطم حاجز الشاطيء والإنجراف بوديانه بأي لحظة، ابتسامته الهادئة، ولحيته البسيطة التي تعشق ملمسها كالإدمان بعدما كانت لا تحب أصحاب اللحية، تتعمق بعالمه المضيء قدر الإمكان قبل مغادرته للمرة الأخيرة والانعزال بعالم الديجور والهلاك.

ملوك العشق والدمار (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن