كان يجلس أمامها مباشرة راسما ابتسامته المستفزة علي ثغره..بينما عينيه كانت تحملقان بعينيها التي لم تثبتها عليه لحظة..
بل كانت تجول أنحاء الغرفة دون أن تصوبها ناحيته..خمس دقائق علي هذه الحال منذ أطلت عليه الغرفة..فقط يحدق بها دون أن ينطق بحرف..فتأففت بضجر..بينما أصابعها لم تتوقف لحظة عن النقر علي سطح المكتب الخشبي..
فتخلت هي هذه المرة وقررت أن تبدأ بالكلام.. إن كان سيظل صامتا هكذا فأردفت قائلة وهي تنظر إليه كاسرة هذا الجو الممل الذي غلفه بصمته المميت:
-هل ستظل مدعيا الصمت طويلا؟!
شعرت بأن ابتسامته زادت اتساعا..أو ربما هذا ما خيل اليها..فزوت بين حاجبيها وسألته بنبرة مغتاظة:
-ما بك؟؟!..لم أنت صامت هكذا !!..ألم تطلب استدعائي؟؟! فها أنا ذا أمامك..أطلعني بما لديك حتي أعود لحيث كنت..
كان الصمت هو الرد علي سؤالها..فشعرت بالغضب من تجاهله اياها..ايدعي الخرس الآن؟؟
اتخذت قرارها بأن تنهض وتترك هذه الجلسة المستفزة كصاحبها..فنهضت من مكانها متأففة وقررت المغادرة إلا أنه انتبه لفعلتها..فنهض مسرعا وأمسك بزراعها وأوقفها بقوله:
-انتظري قليلا..وقفت صامتة لدقائق وهي تحدق بيده الممسكة بمعصمها.. فانتبه لفعلته وابتعد عنها معتذرا علي تصرفه..
لم تبدي أي تعبير بينما أكمل:
-هلا جلست رجاء!!
بللت جزء من شفتها السفلي قبل أن تقول:
-أخبرني ما الامر الهام الذي تريده مني!! فكما يبدو لي أنه لا يوجد لديك ما تقوله..وأردت فقط أن تضييع وقتي أيها الدكتور!!لم يبالي بكلماتها بل أردف بهدوء:
-هل بامكانك الجلوس رجاء!! فهناك ما أود اخبارك به بالفعل!!
-ولكنني جالسة هنا منذ ما يقارب العشر دقائق عل حضرتك تخبرني بالشئ المهم الذي دفعك لانتظاري كل هذا الوقت..وفوق هذا احضرت طالبة من طلابك لتجبرني علي النزول..أشار لها بيده..بأن تجلس..
..فاضطرت لأن توافق علي طلبه حتي تعرف ما يريده منها..ثم تعود للأعلي بأسرع ما يكون..فما إن جلست علي الكرسي المقابل له عاد لموقعه محاولا ايجاد الكلمات التي سيخبرها بها..فقرب الكرسي منها قليلا..
لتعود تلقائيا بالكرسي للخلف ليندهش من فعلتها ولكنه رغم هذا اكتفي بالصمت..
لتقول له: هيا قل ما عندك..فابتسم بكياسة وأردف قائلا:
-أتحبين الخصوصية أليس كذلك؟؟!
-عفوا؟!تنهد بعمق لتسأله بدورها:
-اذا..ماذا تريد مني؟؟!..هل هناك شئ آخر تود اطلاعي به؟!أجابها ببساطة:
-ليس الامر هكذا..ولكن..
لتقاطعه:
-إذا ماذا تريد مني..فإن كنت متفرغا للتسلية فأحب أن أخبرك بأنني لست كذلك..فلدي الكثير لافعله..أجابته بنفاذ صبر..

أنت تقرأ
رواية أول عشق❤
Romanceعنيدة هي ابنة حواء..ليأتي من ينتشلها من غرورها ويروض شراستها لتتشكل كما بدا له.. ويساعده بهذا قوة إرادته.. فلأبدأ بمروض بطلتي..أدهم..شخصية قوية..هو دكتور جامعي..ووسيم.. بطلتي..شخصية قوية وباردة وغير مبالية..وإضافة لهذا سليطة اللسان..