الجزء 16

3 0 0
                                    

بعد  يومين..
كان جالسا علي الأريكة يضحك بملء فاهه..وقد شعر بأن روحه عادت إليه بمجرد عودته..
كان يمزح مع حامد في غرفة الجلوس..بينما أحضرت سمر العصير وقدمته له بابتسامة متسعة..
فطلب عمها قائلا:
-هلا ناديتي نيرمين يا سمر!!
هزت رأسها بطاعة..بينما أكمل حامد حديثه مع أدهم:
-والله انرت البيت كله بوجودك يا دكتور..
اجاب أدهم بمحبة:
-شكرا لك يا عمي..كله ببركتك انت..
بينما أضاف بصدق:
-لأول مرة أشعر بأنني تركت بيتي فعلا..لهذا عدت فورا لأنني إشتقت إليكم..
أردف حامد بمكر:
-خل اشتقت إلينا أم أنك اشتقت لشخص معين..
شعر ادهم بالحرج بينما أجابه:
-لا..لقد اشتقت للجميع فعلا..
ابتسم حامد علي حرجه..
بينما أدهم أردف ليداري لهفته  لكي يراها:
-المهم..كيف حال الجميع!!
-إنهم بخير..وكانوا يسألون عنك وعن موعد عودتك..
ابتسم أدهم بامتنان وشعر بالألفة كالعادة في هذا المكان..
بينما تطلع علي الباب ربما ستأتي في أية لحظة..لأول مرة يشعر باللهفة لرؤية أحدهم..فأردف حامد حينما شعر بنظراته:
-لا تقلق..هي قادمة..
تصنع الغباء بينما ساله:
-نعم!! من تقصد؟!..
ابتسم بهدوء بينما ربت علي فخذه قائلا:
-من غيرها..المجنونة..
هز ادهم بتفهم بينما أردف ليداري مشاعره المفضوحة وابتسم قائلا:
-تأتي في أي وقت..فعلي كل..عمتي ستأتي بعد قليل..لتري نيرمين..
-حقا !! ولكني لم تخبرنا بأنها ستأتي..
-لقد اعطتني الخبر أيضا لتوها..فهي ترغب برؤية العروس..فهي لم ترها من وقت الشبكة..
ابتسم حامد بينما اردف:
-تنير البيت في أي وقت..والآن
فهم بالنهوض ليردف:
-وأنا سأذهب لألحق بصلاة الظهر..حتي لا تفوتني..

بعد قليل..
جاءت سمر وهي تحمل معها كوبا عصيرا آخر..فتطلع خلفها بينما سألها مستغربا:
-لم لم تأتي نيرمين بعد!! الا تعلم بأنني جئت..
ابتسمت بهدوء بينما أجابته بمراوغة:
-لا أعلم..ربما هي مشغولة بالرسم حاليا..فهي في مثل هذا الوقت..لا تحب إزعاجات من الجميع..
فاجابها بصوت حاول أن يكتم بداخله انفعاله:
-حسنا..اتركيها علي راحتها..ولكن لا تنسي أن تخبريها بأن خالتي وفاء قادمة لرؤيتها..فعجليها بالقدوم لو سمحت..
اردفت متسعة العينين:
-هل الخالة وفاء آتية!! ولكن لم لم تخبرني من قبل..
-لا زال الوقت مبكرا بعد.لذا فدعيها تتحضر لإستقبالها..
-حسنا..
وما ان ذهبت سمر من هنا همس بحنق:
-ليس هذا وقتا مناسبا لفنها..الا يجب أن تستقبلني تلك المجنونة أولا..
فتأفف بغيظ ورغبة ملحة تدفعه للذهاب للأغلي واقتحام غرفتها ثم تهشيم رأسها اليابس لإقناعها بأن تتصرف جيدا معه..
بينما سؤال يتردد في ثنايا عقله يدفعه للتساؤل دوما:
-هل ربما..مجرد سؤال عابر يلح عليه..هل تشتاق إليه كما يشتاقها..أم أنه فقط من يشعر بهذا..
ايعقل بأنها قاسية القلب ولم تسامحه بعد علي تهوره!!
-فأجاب نفسه ساخرا باستطراد لأي فكر محزن:
-الم يكن عليها النزول فورا منذ اخبروها بقدومي!! فهذا علي الأقل كان سيريحني نوعا ما..
تنهد بقوة..بينما تطلع لكوب العصير..فأخذه مرتشفا إياه دفعة واحدة بملل..
فمر بعض الوقت..لتأتي خالته في تلك اللحظة فنهض لإستقبالها هي وابنها عند الباب..
فقبل يدها..وأردف بسعادة:
-اهلا يا خالتي..أنرت البيت..
تطلعت في البيت الخالي بينما اردفت بتهكم:
-يبدو أنك تعتاد علي إستقبال الضيوف كثيرا..
اردف بابتسامة مشاكسة:
-ليس كثيرا..فيبدو أنك اول زائرة لنا هذا اليوم..لذا فتفضلي ولا تتحرجي..
أزاحته عن طريقها بينما همست بصوت مسموع:
-يبدو أنك أحببت الجلسة كثيرا هنا..لذا رغبت بالإطمئنان عليك بما أنك لم تعد تهتم بنا منذ خطبت تلك اىفتاة..
-أنا؟! كيف تقولين هذا يا عمتي..الم أكن عندك الاسبوع الماضي..
أجابت بفضول:
-وهذا السبب الذي جاء بي هنا..تري ماذا فعلت لك تلك الفتاة لتتكرم وتجلس عندنا هذا الأسبوع..
رفع ادهم حاجبا مستنكرا..
بيننا اردف ابن عمه بعدم فهم:
-لم خيالك واسع جدا يا أمي..
أسكتته أمه بضربة خفيفة علي رأسه:
-اسكت أنت يا ولد..ما دخلك في تلك الأمور..أنسيت بأنني أعرف أدهم وأحفظه جيدا..
أجاب ابنها بعقل غير مستوعب ما دخل ما تقوله بجلوس أدهم معهم أسبوعا كاملا..فأردف مستطردا:
-يبدو أنني لا افهمك يا أمي..لذا فلن أسالك اي شئ بعد الآن..
زمت شفتيها..بينما تطلعت لأدهم سائلة إياه:
-هل الجميع يتركوك دائما هكذا بمفردك..لذا ازعجك الأمر وتركتهم ليشعروا بقيتمك..ام ان تلك الفتاة ذات اللسان الطويل تهملك وتتكبر عليك!!
حاول أدهم عدم الضحك علي كلماتها وخاصة تعبيراتها المشفقة..فتطلع لابن عمه ناهرا إياه عن الضحك ايضا..بينما أردف بعدما انهت ما تود قوله:
-يبدو أن أمك لديها خيال واسع..
جادلته بحنق:
-لست أمزح يا أدهم..فأنا أكيدة بأنها فعلت شيئا أزعجك وجعلك شاردا معظم الوقت عنا..لم تكن هكذا يوما..ثم أخفضت صوتها منبهة إياه:
-لو كنت مكانك لترتكتها فورا..فلا أحد يستحق حزنك يا حبة عيني..
اردف بهدوء:
-هيا لتجلسي يا خالة..يبدو أن السفر قد أتعبك..ودعي أفكارك هذه لما بعد السهرة..
زمت شفتيها بحنق..بينما غمغمت لكلام غير مفهوم..
وتطلعت للوضع في غير رضا..
لتأتي سمية في تلك اللحظة..فسلمت عليها وأخبرتها بأن نيرمين ترتدي ملابسها وهي قادمة بعد قليل..
فلم تعلق الأخيرة علي كلامها..وهزت رأسها في قنوط..بيننا تطلعت لأدهم والذي تطلع إليها ايضا..فأشاح بنظراته بعيدا عنها..لا يعرف بم سيفسر لها..ليتأكد لديها شكوكها..
بينما أدهم ظل يتحدث مع عمته سمية ويمازحها..لكي يتخلص من حصار عمته ونظراتها التي تشعره بالغلبة..
بعد قليل..جاءت نيرمين تحمل بين يديها صينية صغيرة عليها ثلاثة أكواب من القهوة..فوضعت ابتسامة بلاستيكية علي ثغرها وهي تنظر لعمة أدهم..وألقت السلام عليهم..
فرد أدهم هو ورامي السلام..بينما عينا أدهم حادتا لملابسها البسيطة..والمتكونة من بنطال من الجينز الأبيض والذي يحدد نحافة وطول ساقيها..وفوقه بلوزة خفيفة بلون أزرق باكمام طويلة..مخرمة من الأكمام وارتدت أسفله بلوفر برقبة..بينما غيرت نظام طرحتها فقد كانت ترتديها كاملة ثم تلفها حول رقبتها..ولكنها اعتمدت هذه المرة علي لف الطرحة للخلف..
فتطلع باندهاش لجمال هيئتها..بيننا ابتلع ريقه بصعوبة وهو يراها بهذه الهيئة الفاتنة..
بينما عمته تطلعت بغيظ في تلك الفتاة..فنظرت لأدهم المحدق فيها كالأبله..فحركت شفتيها يمينا ويسارا وغمغنت بصوت لا يسمع:
-تري..ماذا فعلت به تلك المجنونة!
هتف رامي بحماس:
-أهلا بمعلمتي العزيزة..
فابتسمت نفس الابتسامة الكلاسيكية..وأجابته:
-اهلا يا رامي..كيف حالك!!.
-ساكذب ان قلت بأنني في حالة جيدة..ولكن علي كل الحمد لله..
قدمت لأمها الكوب اولا..ثم قدمت لوفاء الكوب..لتبادلها الأخري ابتسامة مجاملة وتمتمت بالشكر..
فأردفت لرامي قبل أن تذهب ناحية أدهم:
-وما أخبار الدروس حاليا!!
-لم يبدأ اي مدرس بعد..ففي الشهر القادم سأبدأ بإذن الله..
أجابته بهدوء:
-لا تعتد علي الكسل من الآن..لذا فلتناظر دروس اليوتيوب أفضل..وبالتوفيق..
هز رأسه ممتنا.. وأجاب ممازحا:
-يبدو أنك الوحيدة من تهتم لأمري..لذا اشكرك..
فطالعته امه وأردفت:
-اصمت ايها الولد..لا تسمعني صوتك من هنا حتي انتهاء هذه السنة علي خير..
هز رأسه واجابها متنهدا:
-حاضر يا امي..اوامرك مطاعة..سانخرس من هنا للسنة القادمة ولن أجيبك بعد الآن..حتي ترتاحي..ولن اكلم اصدقائي او اجيب علي اسئلة معلميني..
رفعت حاجبا وأجابته:
-هذا أفضل..
بينما اردفت سمية بابتسامة:
-فليوفقك الله بني..
وضع يدا علي صدره وأجاب بمشاكسة:
-شكرا يا خالة..
بينما أضاف ادهم ضاحكا:
-ارجو الا تنخدعي ببراءته..فهذا الولد مستعد ان يبحر بك لآخر الدنيا ولا تضمني عودتك معه..وهذه نصيحة لك..
-لا تقل مثل هذا يا دكتور..فهو يبدو عليه هادئا وطيبا..
فهز رامي رأسه  مؤكدا علي كلامها..فتطلع إليه أدهم وأردف ممازحا:
-أخبرتك..بأن هذا مجرد مظهر فقط..

رواية أول عشق❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن