الجزء 9

15 0 0
                                    

قبل الخطوبة بيوم..
نزلت نيرمين مع أدهم ليختارا الخواتم..
ثم ذهب معها ليشتري فستانا للخطوبة..فبالرغم من أنها رفضت ذلك إلا أنه اقنعها بطريقته وذهبت معه علي مضض..
لم يعرف ما قد اختارته..ودفعت هي سعر الفستان بعد مشاحنات منها علي عدم رغبتها لأن يدفع لها..
انقضت الايام سريعا..لياتي يوم الشبكة..
بقلوب وجلة وغير راضية بمستقبل مبهم..
وقلوبا ترقص طربا لتحقق جزءا من حلم طال انتظاره..وقلوبا ليست واثقة من قدوم غد كهذا..
فهي تظن بأن هذا الغد ببعيد..
وهنا اختلفت القلوب والرغبات..ولكن للقدر السطوة الأكبر..

كانت واضعة يدها علي خدها في ملل..تستمع لثرثرة فيروز والتي لا تنفك عن الصمت..
بينما هي لا تعيرها أي انتباه..فقد كان تركيزها منصبا علي الفتيات والنساء التي تحدق فيها بابتسامتهم والتي تعرفها جيدا..
وكانت تتخطاهم وتطالعه وهو واقف مع أصدقائه يرحب بهم بابتسامته التي لم تفارق شفتيه منذ دخل للشقة..
وكم أغاظها هذا..وكأن كل هذا سيستمر!!
بينما الكثير من العيون تحدق به.. فهو وللحقيقة وسيم للغاية..
وكما أنه فارس احلام اي فتاة هنا!!
ولكن للأسف..ليست من ضمنهم..
فهي حتما لا تفكر بهذه القصص الخيالية ولا تأمل من الواقع سوي حلم واحد..بعيدا عن كل هذا ااهراء..
هي تعترف بأنه حلم أي فتاة..
فهو-ويا للغرابة..وهذا قد عرفته مؤخرا..ولا زالت مستغربة منه-
دكتور جامعي..وليس اي دكتور جامعي..انه طبيب لجراحة الأورام والأوعية الدموية..
لا زالت مندهشة ما ان علمت بالصدفة بأنه ليس دكتورا من جامعتها حتي..
ولا زالت الاسئلة مبهمة حول معرفته بها..
أعادت نظراتها لفيروز والتي أردفت:
-الام تحدقين بالضبط؟!
فرفعت حاجبا أنيقا وأجابتها ببرود:
-ليس لك شأن!!
-أيتها الشقية الماكرة..أعرف جيدا بأنك كنت تنظرين اليه!!
وغمزت لها في نهاية حديثها
ضحكت ساخرة:
-حقا؟!
اردفت احدي بتات عمها وهي تكتم ضحكتها:
-لا تزعجيها ارجوك يا خالة!!
بيننا أردفت فيروز بمكر:
-لا تنكري..فقد أمسكتك متلبسة وأنت تحملقين به..وأيضا..
ثم ابتسمت مكملة:
-وأيضا رأيت نظراتك الغيورة اليه..
حدقت فيها نيرمين بغيظ..
رغبت في هذه اللحظة بشد شعرها وجرها للخارج ثم وضعها علي عتبة الباب الخارجية علها تتخلص منها..فقط لولا خالها لكانت رمتها منذ زمن..
-حقا؟! وهل هذا اختراع عقلك الخصب؟! أم..
فقاطعتها بقولها:
-ليس اختراع عقلي..فكتلة الوسامة هذه لا تكفيه واحدة..ثم انظري للفتيات حولك وكيف نظراتهم اليه..
زمت نيرمين شفتيها بحنق:
-وماذا تريدين ان افعل بالضبط؟!
-فلتنزعجي..فلتغاري.. افعلي أي شئ..ولكن لا تكوني جالسة أمامي هكذا بهذا البرود..
ضحكت ساخرة وأردفت:
-اه يا إلهي..اذا تعترفين بأنني غير مهتمة!
حسنا..هل تنوين رفع ضغطي!!
ابتسمت بلامبالاة بيننا أردفت:
-اعلم جيدا بأنني مهما قلت فأنت لا تنجلطين بهذه السهولة..
تاففت نيرمين بغيظ..وأشاحت بوجهها بعيدا..
لتقع عينيها علي سما وخطيبها اللذان كانا يتضاحكان..
ثم أشاحت بوجهها من جديد متخطية النظرات التي حولها اليها خاصة..لتقع عينيها هذه المرة علي فتاة جميلة بدون حجاب..
دخلت لتسلم علي الجالسين..
كانت ترتدي فستانا طويلا بنفسجي من الدانتيل..
شعرها المموج تركته بحرية علي كتفها.. تطلعت اليها باستغراب..لتجد أدهم تحرك من مكانه وذهب ليسلم عليها..ليزداد الأمر حيرة..
ترك أصدقاءه ليسلم عليها..
لتسمع حينها صوت احدي الفتيات تقول:
-ومن هذه؟!
-ربما صديقة!
اجابت احداهن..
-أتعرفينها نيرمين؟!
فهزت نيرمين كتفيها.. واردفت بلامبالاة:
-وما أدراني!
وقف ليتحدث معها قليلا..
ثم أشار بإصبعه نحو نيرمين..والتي سرعان ما اردفت احداهن:
-يبدو أنها تسأل عنك!!
فزوت نيرمين حاجبيها ولكنها أبعدت بنظراتها عنها حينما وجدتها بدأت تتطلع عليها..
عاد ادهم لأصدقائه بينما تقدمت نحوهم القتاة..والتي اردفت وهي تتطلع لنيرمين مرحبة:
-اهلا بعروستنا الجميلة..
فنهضت نيرمين وابتسمت ابتسامة صغيرة..وسلمت عليها..
بينما ابتسمت الفتاة وأردفت:
-أنت جميلة جدا..فلقد اختار وأصاب كما يقولون..
ضحكت ضخكة قصيرة في نهاية كلامها..
-شكرا.. همست نيرمين بابتسامة مجاملة..
بينما أكملت الفتاة بحماس:
-علي العموم أنا مثل أخت لأدهم..فأنا زوجة ابن عمه..
-أهلا بك
اردفت نيرمين وكأنها لا ترغب بأن تعرف شيئا يخصه..
بدأت تسلم علي الجالسات..بينما نيرمين جلست علي كرسيها مرة أخري..وسألتها ابنة عمتها:
-هل سنظل جالسات هكذا..ألن نبدأ حفلتنا الصغيرة..
-وهل لو كان الأمر ممكنا كنت جلست طيلة هذا الوقت متذنبة برؤيتكم أمامي!!
-يا إلهي..متي ستتوقفين عن فظاظتك هذه؟!
سألتها الفتاة متأففة..
-حسنا..لا ادري..
أجابتها نيرمين ببساطة
بينما أكملت الفتاة:
-علي العموم..هل تبقي أمامهم الكثير؟!
-لا اعلم..ربما اقل من نصف ساعة..
-حسنا..
فتوقفا عن الحديث وبدأت نيرمين تستمع للأغاني الخافتة والتي علي إثرها كان يرقص الأطفال عليها..
بينما النساء والفتيات كانوا منتشرين في غرفة الصالون يرتشفون من العصير المقدم لهم..ويثرثرون كعادتهم
منتظرين (رؤية تلبيس الشبكة) التي اختارها لها ذلك الدكتور والذي يبدو عليه من عائلة لها منصبها..
وبالنظر لنيرمين ولأدهم..يستغربون من رؤية شاب بوسامته ومنصبه ووقاره يختار فتاة ليست علي المستوي المطلوب..
فهناك من يتكهن بأن هناك عملا وضع له..وهناك من يتمني لو يعيد النظر ذلك الشاب في اختياره..فكما يعرفون بأن نيرمين شخصية لا تطاق..
وهناك من يساوم بأنه لن يستمر معها لأكثر من شهر..
لتصبح هذه الخطوبة مجرد صفقة يساومون عليها جميعا بأنها لن تكتمل..
ربما يبدو السكون ظاهرا عليهم ولكن في هذه الأحاديث التي يتبادلونها كانت مقرا لثرثرتهم حول علاقتهم الناقصة..
جلست الفتاة ذي الفستان البنفسج قربها وبدات تندمج مع فيروز في حديثها..لتتأفف نيرمين بملل..بينما همست:
-اذا فقد وجدت لك شبيه..

رواية أول عشق❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن