الجزء 13

5 0 0
                                    

بعد صلاة الجمعة..
كان الجميع متجمع في الصالة الكبيرة..كانوا ملتفين حول مائدة الطعام..يتحدثون كعادتهم وأدهم كان مشاركا لهم في تلك الجلسة الممتعة..
بينما النساء كانوا يضعون الطعام بالتناوب..وضعت فيروز الطعام بينما تطلعت برضا لحامد الذي يجاوره كرسي فارغ.. بينما من الجهة الأخري جاوره المهندس سامي-ابن حامد- البالغ من العمر 28عاما اي في عمر ادهم وجاورته زوجته المهندسة نادين..وبجوارها ابنهما..هادي ذي الثلاثة أعوام..
وكانت تجلس بجواره جدته سيرين..بينما كان حامد.يترأس الطاولة..وكان يقابله أدهم..
وفي الجانب الآخر..كان مكانا فارغا بجوار أدهم بينما جاوره كرسي فارغ آخر..والكرسي للثالث كان يجلس عليه عدي ومن بعده سمية..ثم عامر ومن بعده كان يجلس خالد و سما..

فتمتمت فيروز في سرها بابتسامة رضا:
-هذا جيد..
وجاءت سمر من خلفها تنبهها:
-ابتعدي يا فيروز..لو انسكب الحساء عليك فلا تفزعينا بصراخك..
ابتعدت فيروز بحذر من الطريق..بينما هتفت بتبرم:
-حسنا..ولكن ألا يجب عليك أن تحذري بصوت اخفض..
رفعت حاجبا انيقا..بينما لم تعلق..
ومضت لتضع الطبق علي الصينية..وتبعتها نيرمين لتضع طبق المعكرونة علي الطاولة..
فما ان وجدت عامر..اردفت بابتسامة:
-وأخيرا حظينا بشرف رؤيتك..هذا كرم عظيم منك..
أجاب مبتسما:
-علي أساس أننا نراك دوما!!
-حسنا..أنت محق..ولكن علي الأقل أنا آتي هنا مرة كل أسبوع ولا اجد المتعة في مقاطعة الجميع لشهرين أو أكثر..
تحكم في نفسه بينما أجابها بمزاح:
-ولكنك تعرفين الوضع..لذا..فأشار برأسه لأدهم والذي كان يحدق فيهما بنظرة مبهمة وسألها بصوت أخفض:
-لم تعرفينا بخطيبك..
ابتلعت ريقها..بينما أردفت بابتسامة:
-فيما بعد..
فهز رأسه..وجلس الجميع علي الطاولة وجلست نيرمين بجواره علي الكرسي.. وبدءوا بتناول طعامهم في هدوء..بينما سأل أدهم عامر بفضول:
-هل لا زلت في الجامعة أم أنهيتها يا عامر؟!
أجاب عامر باستغراب بينما زوت نيرمين حاجبيها وتمتمت بينها وبين نفسها:
-وما شأنك!!
-لا..انها سنتي الأخيرة فأنا تجارة انجليش..
-حسنا..إنها جيدة وشغلها أفضل..
هز عامر رأسه..وأجابه:
-لذا فقد اخترتها..وخاصة قسم الانجليزي..فهو القسم المطلوب أكثر..وقد ابتعدت عن الهندسة عندما أخبرني أحدهم بأنها صعبة ولن أعمل بها..
-هذا أفضل لك..وأحسنت الاختيار حتما..
حركت نيرمين عينيها في ملل واضح..بينما لم يغفل عنه حركتها..
فهز عامر رأسه بهدوء..
بينما أردف حامد:
-عامر كان متفوقا دائما علي أقرانه..فهو ونيرمين بمثابة أخين ترعرعا سويا..

تطلعت سيرين بحزن علي ابنها..
بينما أدهم تنهد متمتما:
-لو أنني اعرفها..لقلت بأنها تثير غيرتي وانتباهي..ولكنها للأسف لا تهتم لأمري حتي ولو مثقال ذرة..
ابتسم ساخرا من نفسه..لا يدري هل يسعد بهذا الخبر أم يغضب ويتجنب ذلك كله..
انتهوا من تناول الطعام..وبدأ النساء بحمل الأطباق..
بينما الرجال بدءوا بالتوافد حول الحمام وبدءوا بغسل ايديهم..
فدخلت نيرمين لتغسل يديها بعدما انتي الجميع من الغسل..
لتجد أدهم واقفا علي عتلة الباب..
فناظرته باستغراب..لتجده أردف وهو يحدق فيها بابتسامة:
-أريدك بموضوع الليلة..
انقبض قلبها فجأة..لا تعرف لم..ولكنها أجابته متصنعة اللامبالاة:
-وهل هذا الموضوع يستدعي وقوفك هنا..أمام باب الحمام..
هز رأسه..بينما أردف متطلعا ببشرتها الخمرية الصافية:
-يمكنك ان تقولي هذا..
زوت بين حاجبيها..لتشعر بالغيظ من طريقته..
تستغرب من إعجاب الجميع به وتعظيمه لدرجة كبيرة..فهو ليس لتلك الدرجة شخصا مثاليا كما يراه معظمهم..
أجابته بغيظ:
-وأنا لا أظن بأن الموضوع يستحق من أساسه..لذا فلتجد متعة بعيدا عني..
اجابها مبتسما بجانبية:
-كما تريدين..ولكن ستندمين ان لم تعرفي ما أريد إخبارك به..فهو شئ يهمك..
تطلعت إليه قليلا..لتشعر بالفضول لمعرفة الأمر الذي يريدها فيه..
فازدادت ابتسامته وهو يحلل نظراتها الفضولية..فأجاب:
-أذا اتفقنا..سأراك فيما بعد..
عضت علي شفتيها من الداخل..فتنهدت بحنق..وتمتمت:
-كم هذا مقيت..

بعدما انتهت من غسل يديها..توجهت للصالة لتجد الجميع مندمجا في حديث ما..فانضمت اليهم مشاركة اياهم بمرحها المعتاد..
فتناولوا كوب الشاي..في حين أدهم شرب معهم الشاي مجبرا..وهو لم يتذوقه قط في حياته..
لأول مرة يشرب هذا القدر الكبير من هذا المشروب..ولكنه استمتع بتلك الأجواء العائلية التي يعيشها لأول مرة..
شعر بالإمتنان لكل فرد منهم بسبب ما يعيشه حاليا..إلا من تلك الفظة عبوسة الوجه أمامه..
رشف من كوبه وهو يتطلع علي الجميع في مرح كيف يتحدثون وكيف يلقون الدعابات السخيفة علي بعضهم..
مما جعله يبتسم في سعادة..انه يفتقد مثل تلك البهجة منذ زمن..وها قد وجدها أخيرا بينهم..
سألت نيرمين عامر الشارد عنهم:
-اذا فلتخبرني عن أحوال الجامعة..هل لا زالت بهذا السوء!!
انتبه اليها..فأجابها بهدوء:
-جيدة علي كل حال..لذا فها هي السنة الأخيرة..سأجتازها ان شاء الله..
ابتسمت براحة..وأجابته:
-هذا جيد إذا..
بينما أردف أخوه بمداعبة:
-ألا تعلمين بأنه تفوق العام الماضي بتقدير عال!!
طالعته بدهشة..وسألت باهتمام:
-حقا!! وكيف فعلها !!
اجابت سما بإغاظة:
-وهل تظنين بأنك الوحيدة من تحرز أعلي العلامات دوما..ها قد أصبح لديك منافس..لذا فلتحذري..
-أنا لا زلت لا اصدق بعد!!فلتقل غير هذا الكلام..وسأصدقك بالتأكيد..
ناظرها عامر بتعال رافعا حاجبا حانقا وأجابها:
-ولم لا تصدقين أستاذة نيرمين..فلتسألي والدتي ان كنت لا تصدقين..
أجابت والدته بفخر:
-هذا صحيح عزيزتي..فها قد أصبح عامر يهتم بدراسته أكثر من أي وقت مضي..ليكون ذا ترتيب علي دفعته..
تطلعت بعدم تصديق لعامر المبتسم بإغاظة..بينما أجاب أخوه سامي ضاحكا:
-لم نصدقه في البداية وظنناه يمزح معنا..ولكن اتضح لنا بأنه لم يكذب حينما تأكدنا من النتيجة..
ابتسمت براحة..بينما أجابته:
-اذا مبارك علي هذا النجاح..وأخبرني متي ستدعوني علي طعام جيد وعلي حسابك..
أجابها بمرح:
-لا تقلقي..سأعزمك بالتأكيد..
تمتمت بسعادة:
-وأخيرا بدأ يفكر في مستقبله..لذا لا قلق بعد اليوم..
واختلست بنظراتها لعمها الذي بدا فخورا من نظراته علي ابنه..فتنهدت بقوة وابتسمت براحة..
لتطالع الجميع الذين عادوا لمزاحاتهم من جديد..لتقع عينيها في عينيه..لتجده يطالعها بقوة..وكأنه كان مركزا معها طوال حديثها..
فتوترت وأشاحت بنظراتها سريعا..
بينما أشاح بعينيه بعيدا..وبدأ يكمل ارتشافه للشاي..وابتسم في خفية حينما شعر بأنه يزداد إعجابا بها وبشخصها..
فبعيدا عن طريقتها معه إلا أنها جيدة في تعاملاتها مع الجميع..
فنهضت من مكانها..ليسألها عامر:
-إلي أين؟
تثاءبت بقوة وأجابته:
-سأصعد لأنام قليلا..
-ولكنك لا تنامين عادة في مثل هذا الوقت..
-لا..سأحاول النوم هذه المرة..فأنا سأسهر الليلة..
-حسنا..اذهبي..ولكن لا تنسي أن تريني رسوماتك القديمة والتي لم ارها بعد..
هزت رأسها له..وأحابته:
-لا تقلق..لم ارسم الكثير بعد..فأنا لم اتفرغ له حتي في أحلامي..
علق أدهم بقوله:
-ولكن ألم تقولي بأنك لا ترينها لأحد ان كانت غير مكتملة..
ناظرته قليلا لتستوعب كلامه..فانتبه الجميع لحديثه..بينما تذكرت كلماتها الحانقة لعمته حينما رغبت برؤيتها..
أجابته بلا أدني اهتمام:
-قصدت لا أريها للغرباء..
هز رأسه بدون أن يعلق..
بينما ناظرتها أمها بغيظ من طريقتها الفظة.. فلوحت لهم مودعة..بينما أدهم حسم أمره..وقرر بأن تكون الليلة ليلة خاصة بهما..سيحاول التقرب منها أكثر وسيعرف عنها أكثر..
فإن كانت صلبة الرأس..فهو أعند منها..وسيحاول أن يحصل علي ثغرة بينهما ليتمكن من الوصول اليها..ليتخذ القرار الأنسب نحوها..
حتي لو كانت تعجبه..سيفهمها أولا ثم يتخذ القرار بشأنها..

رواية أول عشق❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن