كتفت يديها إلي صدرها وهي تتطلع بحنق لعدي المختبئ خلف والدته..يبتسم براحة..وكأن ما فعله يستدعي ابتسامته من الأساس!!
اردفت سمية بملل لنيرمين الواقفة أمامها علي أول درجة سلم:
-قلنا لم يقضد أن يخرب عليك رسمتك!!
-ليس ذنبي أنني حذرته أكثر من مرة..ولكنه لم يستمع لي إطلاقا..
-وأنا أخبرتك بأنني لم أقصد
اجابها فهد بصراخ طفولي
-فلتكبري قليلا نيرمين..ثم ابتعدي عن طريقي فلدي أشغالا كثيرة ولست متفرغة لطفولتيكما..
-ابتعدي انت وسأحل الموضوع..
أجابتها نيرمين محاولة التحكم في غيظها..
تأففت سمية بحنق وهي تشعر بالإنهاك الشديد..فأردفت بقولها:
حسنا إذا..لقد طفح الكيل..فلتتصرفا مع بعضكما..ليس لي شأن..
شدت ملابسها من عدي..ثم صعدت للاعلي متجاوزة نيرمين..
بينما عدي تطلع اليها مناديا عليها..بينما هي لم ترد عليه
فاردفت نيرمين وهي تتطلع لوالدتها المبتعدة:
-لم كل هذه العجلة! فلتنتظري قليلا بعد..فاشاحت سمية بيدها بعيدا بلامبالاة..
بينما التفتت نيرمين إليه بحاجب مرفوع..
لتجده واقفا في وضعية الهروب..
فابتسمت بتحفز وأجابته:
-لا تقلق..مجرد قرصة خفيفة علي أذنيك حتي لا تكرر ما فعلته معي!!
-انا آسف حقا..لم اقصد صدقيني..
تحركت خطوة للأمام..فاجفل من حركتها..ليؤخر خطوته للخلف..
ثم سرعت بخطاها إليه..ليتحرك بظهره في إجفال للخلف..غير منتبه لحافة السلم..
ظل يتراجع للخلف..فتوقفت هي حينما لاحظت ما هو مقبل عليه..فهتفت فيه:
-توقف..
ولكنه لم يستمع اليها..وأكمل تراجعه للخلف..لتنزلق قدمه للخلف.. فصرخ.. وهي شهقت بدورها في رعب..
ليأتي في اللحظة المناسبة من وقع بين يديه..توقفت متسمرة مكانها في رعب..بينما هو طالعها متنفسا في راحة..
اردف مطمئنا إياها:
-إنه بخير..
لتنتبه نيرمين لنفسها حينما سمعت ضحكة عدي العالية فاستغربت بردة فعله الغير مناسبة للموقف..وزوت بين حاجبيها..
فنزلت الدرج مهرولة..واردقت بسخط:
-أتضحك الآن!!
اردف ادهم وهو يتطلع بجرأة للبنطال القطني الضيق والذي يحدد نحافة ساقيها..وللبلوزة القطنية ذي الأكمام الطويلة والتي تصل لمنتصف فخذيها..والمرسوم عليها صور كرتونية:
-ماذا يحدث!! أراكم تتراكضون كالأطفال هذا الصباح!!
هزت نيرمين كتفيها متلصصة النظر إليه..بينما تطلعت لأخيها الضاحك والذي شعرت بالارتياح لمرآه سالما..فأردف عدي وهو ينزل بهدوء:
-حمدا لله..كدت اموت..
-تستحق هذا.. ألا يجب أن تكون حذرا اكثر ايها الأهوج!!
هتفت نيرمين بغيظ
تساءل أدهم بابتسامة عذبة محاولا تحاشي النظر إليها:
-ما سبب مزاحكما هذا؟!
-إنه فقط..بسبب لوحتها..فقد أفسدتها..لذا أرادت ان تقتص مني..
اجابه عدي
سألته نيرمين مغيرة الموضوع:
-ولكن متي أتيت؟!
اجابها كذبا مشيحا بوجهه بعيدا:
-لقد أتيت لتوي.. بينما أكمل سؤاله:
-وكيف افسدها؟!
اجاب عدي مبتسما وهو يتطلع لنيرمين المحدقة به في غيظ:
-أعددت لها كوبا من الشاي..وقد حاولت ازعاجها..فتناثرت محتويات الكوب عليها..وهي من اوقعته بسبب غبائها ولذا فهي تلقي باللوم علي..
ضحكت بتهكم وأردفت:
-آه يا ألهي..ثم تطلعت اليه هاتفة:
-لا أصدقك أيها المزعج! أأنا السبب الآن؟
هز رأسه بالإيجاب..ثم اختبأ خلف ادهم..
قضغطت علي شفتبها محاولة كتم غيظها..ثم أردف أدهم لتولي الاهتمام به:
-وهل كانت اللوحة تستحق!!
نظرت اليه واجابته بحنق:
-ان لم تستحق..هل كنت سأهتم بها هكذا..فقد استغرقت مني يومين..وفي لمحة بصر جاء هو ليفسدها علي..
أجاب ادهم مهدئا إياها:
-حسنا..لا بأس..بإمكانك أن تصنعي واحدة أخري..
-وهل تظن بأن الأمر بهذه السهولة حتي أصنع واحدة أخري..ف..
لتقطع حديثها حيننا شعرت بأنها تحدثت أكثر من المطلوب..لتهدئ نبرة صوتها..
فأردف حينما لاحظ توقفها المفاجئ:
-اعلم بأن الأمر ليس سهلا..ولكن لن يفيدك البكاء علي شئ قد ضاع..
هزت رأسها بإدراك لكلماته..
فسالته مغيرة الموضوع:
-المهم..كيف استطعت أن تلتقط عدي في الوقت القياسي..لا تقل لي بأن هذا مجرد صدفة..
-فلتقولي هذا..
تفحصته في شك..
بينما هو اردف ليغير الموضوع:
-المهم أين والدتك عدي!!
-إنها بالأعلي.. اجابته نيرمين..فهز رأسه واردف:
-حسنا..سأصعد إليها..
فطالعته وهو يصعد وهي ما زالت مستغربة دقته في التقاط عدي..محاولة تناسي إحباطها من تلف لوحتها..
قابلته سمية علي السلم فاردفت مرحبة..وبادلها الترحاب بابتسامته ثم تطلع لنيرمين والتي لا زالت تحدق به بحاجب مرفوع..فاشاح بوجهه بعيدا متذكرا مجيئه في وقت ابكر قليلا ووقوفه يستمع إليهم..وكم بدا سعيدا بسماع مشاجرتها مع أخيها الأصغر..
اقتربت منهم لتعرف بما يتحدثانه...
فأردفت سمية حينما رأت نيرمين:
-لم أعرف ما سافعله بالضبط..ولكنهم اخبروني بألا نتعجل..
هزت نيرمين رأسها بموافقة وأردفت متدخلة:
-ورأيي من رأيهم ايضا..
زوت سمية بين حاجبيها وأردفت بينما طالعها أدهم مدعيا الاستغراب حينما فهم مقصدها:
-رأيك من رأيهم في ماذا بالضبط!!
-في الموضوع الذي تتحدثان به..
أجابتها نيرمين متنهدة..
اجاب أدهم موضحا:
-والدتك تقصد موضوعا آخر..ليس ما تفكرين به..
زوت بين حاجبيها بعدم فهم وتطلعت لوالدتها التي أردفت بملل:
-لا أرغب بمعرفة ما تعنيه بكلماتك..فهي حتما بلا أدني أهمية كالعادة..
تنهدت نيرمين بصوت عال وهتفت حانقة:
-حسنا..ساذهب أنا بما أن الموضوع لا يخصني..
-إلي اين؟!
سألتها سمية..
فاجابت نيرمين بلا مبالاة:
-لا يخصك يا والدتي العزيزة..
-حسنا..اذا ستذهبين لسمر..اليس كذلك!..
تاففت نيرمين وأجابت متكتفة:
-إن كنت تعرفين..إذا لم تسألين!!
استغرب ادهم لهجتها وطريقتها مع والدتها..ليتأكد بانها تعامل الجميع بفظاظتها هذه..ومن الغريب بأنه يحب طريقتها هذه..لانها عفوية جدا وغير مصطنعة وهذا يجذبه أكثر نحوها..
أجابت والدتها:
-أردت التأكد فحسب..إذا هل ستذهبين بهذه الملابس..
تطلعت نيرمين لملابسها..فأردفت قائلة:
-وما بها !! ثم إنني ارتديها دائما فما المشكلة الآن..
-لا بأس بها.. أنها رائعة..أجابت والدتها من تحت ضرسها..
وأكملت بعد تنهد:
-اذهبي اينما شئت..ثم وأشارت لأدهم المحدق بنيرمين..وكأنه اندمج معها في الحديث:
-ألن تستشيريه!!
زوت نيرمين بين حاجبيها:
-أستشير من؟!
-خطيبك!!
اردف أدهم مازحا:
-وأنا لن أمنعك بالطبع..
-وأنا لن أطلب رأيك بالتأكيد.. اجابت نيرمين بمعاندة..
تطلعت اليها والدتها بصرامة..لتردف بعدها نيرمين وكأنها لا تبالي:
-سأذهب انا..لأتتفس قليلا من الهواء..فقد أفسد ابنك العزيز بعضا
منه..
ابتسم أدهم رغما عنه للطافتها..ربما هذه أول مرة يلتقي بفتاة مثلها..
قوية وواثقة وغير مبالية بأحد..
هل جاذبيتها تكمن في ذلك..
بقدر ما شعرت سمية بالاحراج من ردود ابنتها..بقدر ما شعرت بالارتياح لرؤية ابتسامته..ومع ذلك..
لا زالت غاضبة من تصرفها الطفولي..ومن وقاحتها في نعاملته وكما لاحظت..فهي تري ميلا شديدا من ناحيته لابنتها..حتي وان لم يدرك السبب..
ولكن نظراته تفضح الكثير..
لذا فهي باتت تشفق عليه من لسان ابنتها ومن عنادها وعصيانها..
لذا لا تفهم..لم لا تدرك تلك الفتاة المستعصية والعنيدة كوالدها..بأنها ستتزوج من رجل لن يتحمل منها هذه العنجهية حتي وان كانت تروقه الآن..فالأمر لن يستمر طويلا..وسرعان ما سينقلب هذا عليها في النهاية..
ربما يروقها الآن تحررها في الكلام وقول كل ما يخطر علي لسانها ولكنها حتما ستندم علي كل كلمة تتطقها دون أن تعمل لها الف حساب..
لذا فهي تخشي عليها من مستقبل مجهول..
أخرجها من شرودها..ذهابها..ونظرات أدهم التي تسبقها..
فابتلعت ريقها..وحاولت ان تسترعي انتباهه:
-اذا خير !!
ابتسم رغما عنه وأجاب متنهدا:
-كل خير..
سالته سمية محاولة تلطيف الجو:
-أعتذر عن فظاظة نيرمين في حديثها معك!! فهي دائما مع الجميع هكذا..
-لقد لاحظت هذا.. لذا فلا بأس..ربما هي صريحة أكثر عن اللزوم وهذا شئ جيد..
تنهدت بثقل بينما اردفت:
-الا يزعجك طريقتها فعلا في معاملتك!!
ابتسم وهز راسه بالنفي..هو يعترف بأنها بالفعل تعجبه..بل تعجبه كثيرا بفظاظتها وخشونتها..واندفاعها نحوه وحتي بصراحتها..
كل هذا لا يري به اي إزعاج عدا..اظهار لامبالاتها الواضحة به..
هذا هو المزعج بحد ذاته..
فهو يشعر بشئ مجهول يجعلها تبتعد عنه وتتجاهله وكأنه غير مهم..
وفي الحقيقة لم يكتشف السبب بعد..
ربما هذه طريقتها في وجود غريب جديد بينهم..لذا هي تتصرف معه هكذا..
لا يدري بعد!!
وربما يكون هناك سببا آخر غير هذه التكهنات كلها..
فحثته سمية للدخول..وسبقته لتصنع له كوبا من الشاي..

أنت تقرأ
رواية أول عشق❤
Romanceعنيدة هي ابنة حواء..ليأتي من ينتشلها من غرورها ويروض شراستها لتتشكل كما بدا له.. ويساعده بهذا قوة إرادته.. فلأبدأ بمروض بطلتي..أدهم..شخصية قوية..هو دكتور جامعي..ووسيم.. بطلتي..شخصية قوية وباردة وغير مبالية..وإضافة لهذا سليطة اللسان..