كَرَزةُ مَخفوقِ الفَانيلا_3_ <دِفــئُ هَمســةٍ>

15 3 0
                                    

في الرواق الثالث رآها تلاحق رواية تاريخية ما ترتقي على درج السلم الخشبي تتأمل الكتب في سكينة و ولع ،،

تمنى هو لوهلة أن يحظى ببعضه ،

لكن سريعًا طرد عنه إعجابه المبالغ و السريع عديم الأسباب و تابع مُراقبتها تنزل من عليه يتكئُ على الرف ذاته .
ثم بات يسرُد ما خالجه هُناك......

~~ قهوتي بدأت تبرد مُذ أن بدأت أُناظرُها ،

و حينما تذوقتها بدت أحلى من المعتاد ،

لم آبه لذلك حتى بل تابعت تحديقي بمن تجذب مقلتي دونما سيطرتي حتى ،
لا يزال الكوب بيدي يبدو أحلى و أبرد رغم حداثته و سكره المعتدِل كما العادة تجري معي ،

الشيء الأدفأ في المشهد كان همسها لي بأن أعطيها نسخة إنجليزية من روايتها الفرنسية التي تحملها ،

"أ توجد نسخة إنجليزية عن كتاب إصدار عام ألفين و ستة ؟" L’Élégance du Hérisson " 

"أجل أمهليني دقيقتين يا آنسة "

أجبتها ثم إنصرفت و ما وددت عنها الإنصراف لولا علمي بأني لطلبها ذاهب ، و لِلُقياهَا عائد ،

ارتشفت مجددا من قهوتي التي لا تزال لاذعة الحلاوة كغيمة ناصعة برزت بعد شتاءٍ من الغيوم المكفهرة ، قهوة باردة حلوة إقتبست منها السكر ببسمة و فقدت الدفئ بحضور ما لها من همسَات ،

عُدت و كوبي العاجي الذي به قهوتي لا يزال يحافظ على برودته ، و فاهي إعتاد حلاوته المفرطة ،

الكوب بيُسراي و اليمنى حمَلت طلبها

"تفضّلي آنسة ، كِتابُك "

نبستُ هامسًا كما أجابتني هي بذاتِ النّبر ، لا أحدٌ منا أبدًا أراد كسر هُدوء المكتبة المقدّس ،

"شُكرًا لَك جيمان "

هي فرنسيّة اللّسان و نحنُ في باريس و بالطّبع إنتظرت منها أن تخطِئ لفظ إسمي  المكتوب على بطاقة العمل ، لربما إبتسمت بدافع أنّها ذريعة لإختلاق الحديثِ معها لمزيدٍ من الوقت

"يُلفظُ جيمين ، أظّنك هجّئتها فرنسيةً فقط "

تفاتجؤ صغير صدر منها ، ثم ابتسمت بحرج , و أضافت بهدوء ذي صوت خجِل

"أُعذرني ، لم أفكّر بذلك رغم أنه جدر بي ، يابانِيّ ؟ "

سألت هِي نهايَة كلامها عن جنسيّتي ، من الواضحِ أنها أدركت منذ البداية آسيوية مَلامحي ،

"كوريّ الوالدة و المنشَأ ، فرنسي الأب ، أظنّك أوروبية محضَة ؟"

أجبتها ، و لم أشأ قطع كلامِنا فمددتُ قولي لسؤالها أخيرًا ،

هي إبتسمت و ما لبسمتها نظير ،

و لا لِارتفاع وجنتيها مُنافسٌ بالرّقة ،

و لا لدفئ همسِها التاليِ تأثيرٌ غير جعل أطراف أصابعي التي لامست للتو بنانها الرقيقة تخزُني بشكل غريبٍ .

"ميرسي ، تشّرفت بك سيّد جِيمين ..."

هي ذهبت لقسمِ المُحاسبة و يبدو أنها سبق و أن أتت عَلى عجَل ، إرتشفتُ مجددًا القهوة التي تُجاور العسَل حلاوة ، و تُناقض همستَها دفئًا .

أرقُب خُطواتها العفويّة و حضنَها للكتابِ كأنّما كان مُقدّسا لها ، أ تُراها ذات ذكرى عميقةٍ معه لذاك الحدّ ؟

أ حاسدٌ لكتابٍ أنا أضحيتُ ؟ ~~

هو خرج لإستلام الطلبية التي أساسا أتى لأجلها ،
و بعد جلوسِه بسيارته يدير المفتاحَ ليعود أدراجه للمنزل أدرك للتو و فقط .

قهوتُه سادَةٌ كما دومًا تَكون ،
و ساخنة كما لعادتها أن يشربها ،

حلاوتُها أتت من بسمتها ...
و حرارتُها أُبيدت بدفئ همستها ...

هو أشار في حديثِه الذي كما العادة نبس يدوّنه في مكان ما ، قاصدًا ذاك الوقت الذي طلب رحمَةً من القدر ، أو أنيسًا .

قالت هي أن اِسمها ميرسي ، ليس الشكّر ، إنما بتأنيثه في اللغة الفرنسية ،
"la mercie"
هي الرّحمة ...

« الرّحمةَ ربّاه ، طلبتها و لي كانت ،
النّعمة أتت أو الرّوح ، أو الاثنتيْن....

أ هي القسامَةُ ، الرقّة ، الدفئ ،
أو الروعة وقعُها عليّ بشاكلتيْن ...

تناثرتُ بفعلِ دفئٍ بهمستها ،
أ و الغضاضةِ تُهمس بمُتناقضيْن....؟»

[✓]كَرَزةُ مَخفوقِ الفَانيلا || Vanilla Shake's Cherryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن