هو ذاهب إلى أحد متاجر الهدايا ، يحاول ابتياع شيئٍ ما لأجل عيدِ مولد صديقه العائد مؤخرا من سفره إلى مسقط رأسه ،بينمَا يمرُ ببصرهِ على المعروضات ، ساعات ، تذكارات ، كتُب ....
وَقع نظره على مجسم لزهرة ليلك فتبادرت هي بنضارتها لفكره و سُرعان ما سكنته الكثير من الأفكار عنها ،كلما إلتف هو حول الرفوف و إلتفت مشاهد ذكرياته ، تذكر إلتفاف خصلاتها الكستنائية ، و رموشها البنية ،
تذكر دفئ هالتها ، و دفئ همسها ، دفئ لمستها غير المتعمدة لبنانه ،
تذكر رقة خُطاها ، رقّة روحها ، و وقعها عليه ...
أ وقع هُو ، أو فقط يرى في تفاصيلها العادية جمالا أغرَّ أغارَ على كيانِه بيومين ، بِإلتقائين و حديثٍ وحيد ؟
و لوهلة فكر " أهو حب من النظرة الأولى ؟ "
لا لم يكن كذلك ، فالحب بالنسبة له أكثر قُدسية من أن يُولد بهذه الفترة القصيرة ،
و ما يُخالجُه لم يسمُ بعدُ لأن يسمى حبًا ، بل هو شغف باللقاء ، عجزٌُ عن الانتظارِ و رضُوخ أمام الفكر الذي إقتصر عليها و فقط .
يَراها بكل جميل ، أو هو فقط فكره الفلسفي أو عمل عقله الباطن على تجريد ما يتجلى له في الكون فتضحي لفظة واحدا بمفهوم الجمال تُشير إليها ؟ هي من دون الجميع . ،
هو سئم التفكير و المزيد من الأفكار عنها و حولها و بشأنها هي فقط ، لم تكن بتلك الفتنة للعيون ، لكن كذلك كانت لديجور مبصرتيه ، آية قسامةٍ و غضاضَةً تجلت في أنثى أخضعته لكل الأفكار التي لطالما حبسها في أحد أركان خُلجه .
للمرة الأولى مُطلقا بات فكره طريح ولع بإحداهن غير قهوته ، هي كانت جرعة كافيين حلوة توشَحها لون الكستناء و تورُد الجوري .
هكذا صنفها هُو ، هو لم يفكر في أنه يريدها لمدة طويلة لأجل فكرة وحيدة ، فقط نظرة من تلك العيون لشهر ، لأسبوعٍ ، ليوم أو حتى لبضع ساعات ،
لمدة فقط من الزمن ، تُغنيه عن الأبد الذي هو به ليس بمولَعٍ .
قد أدمن هو إبصارها و ما لنا أن نلومه ، فقد شغفته عيونها مَلاحةً و جالت تفاصيلها بكيانه بخيلاء ،
و هنا هو صارح نفسه بأنها تشغلُه ، فكرًا ، قلبًا ، و كيانًا .
قد ألِفها كيانه حتى إن كان عقله يذكر المرتين اللتين رآها فيهما فقط بآخر أسبوع ، هو يشعر بـأنها مرت على روحه مُذ زمن مطول ...
أخذ أحد زينات المكتب بشكل آلة كتابة عتيقة كهدية لصديقه ثم توجه لتغليفها و تاليًا دفع ثمنها ، يُناظر ساعة معصمه ، إذا هوعلى الوقت تفصله نصف ساعة عن الحفل ،
يتوقع مجيئ صديقه صاحبه بالطبع ، خليلته الكاتبة و بعض المعارف من المكتبة أو دار النشر .
هو لم يحسُب أدنى حسابٍ لأن من شغلته مطولًا وصلت قبله للحفل ، هو فقط حينما أبصرها من أول خطوة له للداخل إلتقط قولها المتوتر للفتاة خليلة صديقه لويس صاحب المُناسبة :
" أشعر أنني غريبة ماري ، لربما خاب ذوقي هذه المرة في الفستان أو التبرج ؟"
هي بعينيه كانت ملاكًا ، خصلاتها مجموعة بشكل فاتن تظهر ملامحها الخلابة ، عيونها تظللت بلون ترابي جعله يقسم على أن فتنة اللون ذاك لم تكمن في قهوة قطُ ،
شفتاها تُماثلان لون الكرز الدموي ، الكرزة التي كانت السبب في إنتباهه لها ، و إنشغاله بها .
يُعانق جسدها فستان أبيض ملائكي الطلة ، حورية نازلة من إحدى الجنان هكذا رآها ، و رأى نفسه سكيرا كساه الولع يود لو يبقى به الزمان على تلك اللحظة يرى فيها حاضره و آتيه ، يقتبس بعض الإيمان من إبداع الخالق الذي تجلى فيها.
" تَقولين أنّكِ لم تبلغِي الفتنَة ؟ أتمازِحيننِي ؟
ألا تَرين الإفتتانَ يرتَع فرحًا بلقياكِ بعيني ؟
ألم تناظِري ذاتَكِ و إنعكاسَها الحالم بِمقلتي ؟
ألا تدرين أنّ القمَر غادَر سماءه و أتَى يُجاورني ؟
أيا كُل أجرامي ، يا أبهى من القمر ، ناظِريني ..."
أنت تقرأ
[✓]كَرَزةُ مَخفوقِ الفَانيلا || Vanilla Shake's Cherry
Romanceلُقياهُما جَاءت بِسبب كَرزة ، كَرزة تعلوُ مخفوق الفَانيلا..... أ يُعقل أن لسانَه مُذ رآها أنبَر لأميرَةِ ديسَمبر : " الرمشُ طالَ مُعانِقًا الخدّين . الوردُ سكَن طواعيّة بالوجنتينِ ، بُنّ يوميِ يبدَؤني جُورِيًا بكرزَةٍ ، ألَا تدرِي أن القّشة قابع...