كَرَزةُ مَخفوقِ الفَانيلا _5_<رِهانٌ وَ القَدَر>

9 3 0
                                    

تأمّل طلّتها يحفظُ كل تفصيلَةٍ بها ، يحفظُ كل واحدة مِنهنّ على حدَى ، يُقدس كُل الإبداع الإلهي بما رأى ...

كستنائيتُه نجلاءُ العيون ، مَا تركَت وصفا للفتنة ببالِه إلّا و إتصفت به وهلتئذٍ ،

وهلة رآها من العَتبة تُسائل صديقتها عن كم فتنتها التي أمست ضريرة عنها ، هي بعينيه أخذت جميعها و ما تركت للكون غير الفُتات .

يُناظِرها و مُقلتاهُ شوقًا تلمَعان ، فرحًا تتوهّجان ، و ساقَاه للداخل تُخطوان .

إبتدأ بإزاحَة صديقِه عنه جانبا ليتفَرّغ للحديث مَعها ، و من قبل أساسا ودّ مُساءلته عَن صلةِ الفتاتين .

"لويس ، ميلادًا سعيدًا يا صاح !"

تعانق الإثنان بأخويّة بالغةٍ ، و كُلّ قد إشتاق لرتيبِه الذي فارقه لشهر فحسب ، هُما ما افترقا يوما لأكثر من إثنين .

"جيمين ، إشتقتُك حقا يا رجُل  !"

عناقُهما دام كَما البسمة بمُحيايهما ، أخوان من أصلين مختلفين تماما ، يجمعهما حّب المخطوُط و الكُتب .

"كَيف حالُك ، أرى أنّك أتيت عَلى عُجالةٍ لتحتفِل بيومِ ميلادك في باريس ؟"

سأل ذو العينين الحَادّتين و لم يتوانَ مَن وجِّه له السؤال عن الإجابة برحابة صدر بل و أشار للإجابة بأن تأتي

"أعرّفك ماري ، حبيبتِي الباريسية التي أتيت على عُجالة لأجلها ، ٱنظر للأجواء و ستجد أنها مُحقة فباريس أكثر مُلاءمَة للإحتفال شتاءً من برشلونة "

صافحهَا بودّية و بصرُه معلّق على تلك الكستنائية التي أخذت تُحادثُ والدة لُويس بإبتسامة آسرة ، هو أراد الإجابة و بذات الوقت إستخلاص الحديث فأردف :

" أرى ذلك حقّا ، و تشرّفت بلُقياك آنسة ماري رغم أنّه من الغريبِ أن أرى خليلة صديقي بعد سنة على إرتباطِه بها "

ماري كانت تلقائية الحديثِ مرنَة العبارات ، و لم يكُن فتح الحديث معها شيئا مُضنيا فقد أضافت تعقب على جيمين :

" كُنت في صقلّية أنا أيضا أعمل على روايتي الأخيرة ، و أخيرا عدة لمدينة الأنوار باريس ، أظن أن ميلاد لُويس أتاح لي الكثير حتى لقاء صديقتي مير دون تخطيط مُسبق "

"شكرا ماري على تفسير أسباب سفر هذا الأرعن المتواصل لإيطاليا رغم أنه منشغل عني بشركة والده في برشلونة ، شكرا "

نبس جيمين مُدّعيا الحنق يضغطُ على كتف صديقه الذي لطالما تهرب من مُحاولاته للقاء به متحججا بضغط العمل في دار النشر الكتالونية خاصة أبيه .

لكن كان هذا الظاهر فقط ، فإبتسامة داخلية واسعة قد شقّت أساريره و جالت الغبطة بدواخلِه تُنيرها ، هو الآن وجد قاسمًا يعمل على تقويتِه بينه و بين الملاك الكستنائية تلك. 

"جيمين أعلم أنّك ستتفهمني فبيننا عِشرة عمر ، لكِنني لم أكن لأضمن تفهُّم الحسناء خليلتِي "

أردف لويس يحاول توضيح وجهة نظره ، لكن جيمين فقط عقد حاجبيه مازحًا يُمثّل عدم الرّضى ، لكن ابتسامته التي غادرت ثغره قصرًا فضحته .

" أ تقصد أنني مُتطلبة يا حبيب القلب ؟"

سرعان ما غيرت ماري ابتسامها على موقف الصديقين إلى إحدى المبادئ الأنثوية في البحث عن النقائص ، و لم يتوانَ العسليّ عن الحجاج دفاعًا عن نفسه .

"لا يا حبيبة حبيبِك ، كُنتِ أولويّة لا يجبُ هُجرانُها حينها "

وجدَ جيمين أن تلك فُرصته فربّت على كتف صديقه مُغادرا يغمُزه :

"دعنِي أهجرك يا صديقَ الدّهر !"

هو أخذ أنها قريبة بشكل ما من مُحيطِه ، و القدَر لا يزالُ يُقامِر بأحاسيسه ، هو تنفسَ عميقا لِيقترب و يحادثها لكن بإقترابه عطرها حادثه .

حادثه عن رقّتها و عُذوبتها ،

عن صفاتٍ ما رآها يوما في بنتِ حوّاء ، عفّة فاتنة و عطر خفيفٌ أثقل وُجدانه بشهيقٍ واحد.

عن تناسقٍ فذٍ قبَع بكيانِها الغريرِ و طلّتها الحسَنة .

عن إنهيارٍ أصاب ذاتهُ الصّلب حينمَا أردفت بعد إلتقاء عيون مُطوّل .

إلتقاء إحتوى هو دفئها و عبقها في عناق بصبٍ أبدي .

بين تُرابِيّتبها النجلاوتين و ديجور مُقلتيه .

يسحَبُ الفتنة منها ليحفظها بخُلدِه ، مثلما سحبت هي أنفاسها حين عانق وقع كلماتها العذبة مسمعه بقولها :

"مَساؤُك خيرٌ ، بارك جيمين"

هو ما عاد شاكرًا لشيئ بالكون غير لسانها الفرنسي الذي لعب بأوتاره حينما عزف إسمه بإتقان حسَن ،

و فؤادُه داخليّا أردف :

" بنظرةٍ الكون إجتمع على أن يعاديني ،

  يجعل من كِبريائي محط رهان ...

أيا قدَرًا خططتها بسبيلي ، تُراهنني ؟

تُقامرُ على قلبي ، و نجلاوتاها إياي تُناظران  ؟

ألا أنني أراها بعد عامٍ تُغازلني ....

فإشهد أيها القدَر ، أنّا لبعض رُغمك مُقدّران ...."

[✓]كَرَزةُ مَخفوقِ الفَانيلا || Vanilla Shake's Cherryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن