بارت ١ : إعتراف

564 21 17
                                    

إن الحب عجيب غريب يا عزيزتي، يمتحننا بأبشع الطرق، يختار أكثر الأشخاص إختلافا عنا، بعدا و إستحالة... ثم يجمعنا بهم في ظروف لم نخترها نحن، فما إن نقع في حبهم و يتمكن ذلك منا حتى تبعدهم الحياة عنا و تجبرنا بعد ذلك على المضي و حسب... بنصف قلب و روح قد غاردت مكانها بالفعل... كيف يعيش المرء دون قلب أو روح؟! هل تعرفين؟ سيعيش ناقصا على الأغلب مثلي هكذا... و مثلك أنتِ ربما!

"الحب يغيرنا و يظهر أفضل ما فينا... إنه يحررنا" هذا ما تتغنى به شفتاك في كل مرة تتحدثين فيها عن الحب و إني لأتفق معك في بعض ما قلته... إن الحب يغيرنا بالفعل، لكنه لن يظهر أفضل ما فينا بالضرورة، فأحيانا سيظهر أبشع و أسوأ صفاتنا و حسب، و بالتأكيد فهو لا يحررنا يا عزيزتي... بل على العكس تماما. كان هذا ما شعرت به أنا على أي حال! لم أشعر بأنني أفضل، و بالتأكيد لم أشعر بأنني حر... أنا مقيد يا داسيانا، مقيد بكِ و إن كنتِ لا تلاحظين ذلك فعن أي حرية تتحدثين؟!

إن طرقي كلها تؤدي بي إليكِ، كل دروبي تعيدني إليكِ ، أرى الحياة تلوي طريقي كلما إبتعدت عنك فتعيدني لأقف أمامك مهزوما كما كل مرة... كما الآن، أهرب منكِ... أركض مبتعدا عنك فتدير الحياة دربي و دون أن أخطط للأمر أجدني أقف أمام عينيك مجددا، بذات الشعور، بذات اللهفة و الخوف، إني أخافك و لست أخجل من قول ذلك... أخافك، إني أخاف عينيك اللتان تفترسانني كل ما وقعتا علي، تتابعانني على الدوام... أشعر بهما تتفحصانني في فضول و يؤلمني ذلك... أريدك أن تنظري إلي كما أنظر إليك أنا... بحب... بشغف و بحنين بدل فضولك ذلك الذي تدرسينني به، فما إن تكتشفي شيئا جديدا عني حتى تسرعي لتخطيه على دفترك... أريدك أن تحبيني، هل يجعلني هذا مثيرا للشفقة إذا ما قلته بصوت عال؟!

إني أحبك و أظنك تدركين هذا جيدا، لا حاجة لشفتاي بالإعتراف لك بالأمر، إن عيناي تفضحانني أمامك... تقولان كل شيء أحاول جاهدا إبقاءه داخلي و ليس ذلك عادلا! كيف تقرأينني أنتِ بتلك السهولة في حين يصعب علي أنا معرفة ما تفكرين به؟!

أدرك أن قلبك ليس لي، و أعرف أن ذلك ليس ذنبك في شيء، نحن لا نختار من نحبهم، و لو كان لذلك طريق فما كنت لأختارك أنتِ... الفتاة الفانية التي وصفتني في دفترها على أنني وحش أناني، متهور و لا يفكر في عواقب أفعاله و غيرها من الصفات التي آلمتني و لو كنت قد صرحت لك بغير ذلك...

كم أتمنى لو كنت ترينني كما أنا، بدون هذا القناع السميك الذي أرتديه طوال الوقت، بدون مظهر الشخص القوي الذي لا يهتم لأي شيء... لا زلت آمل أن تريني، في لحظة مجيدة... في لحظة ينقشع فيها كل شيء أمامنا يقف بينك و بيني فترينني كما أراكِ، كما أريدك أن تريني...

إني أحبك مع أنني أدرك جيدا أنك لستِ لي و لن تكوني يوما لي، يؤلمني الإعتراف بهذا أخيرا لكن لم يعد لي أي مهرب من ذلك، إن ذلك واضح وضوح الشمس فكيف لي أن أدير وجهي عن حقيقة بتلك الوضوح، إن قلبك ليس لي و جسدك لن يكون لي حتى لو ملكته، حتى لو طبعت إسمي عليه أو إشترتيه و لو كان بمقدوري أن أشتريه لفعلت، سأدفع كل ما أملك لأملك قلبك و لو ليوم واحد، لكن الأمر لا يحدث بتلك الطريقة و أنتِ خير من يعرف ذلك...

LOKI : Meant To Beحيث تعيش القصص. اكتشف الآن