الجزء 11: الوداع

88 8 14
                                    

ما خطبي يا داسيانا؟ أي علة بي و أي مرض يلازمني؟ إني أهرب إليك... أركض خلفك حتى تتورم قدماي، أصرخ مناديا بإسمك حتى يبح صوتي و يذبل فلا تلتفتين و لا يزيدني ذلك إلا حبا فيك و إصرارا على وصالك، حتى إذا ما إلتفتت إلي أصابني الجزع و وجدتني أهرب منك، لكن... من ذا الذي يستطيع الهرب من قدره يا عزيزتي؟!
كم من ليلة أبى النوم أن يراودني فجلست أفكر فيك، أتمنى لو أن يصيبك بعض من عشقي لك فتقعي ضحية لي، كم من مرة وقفت أمامك عاجزا أتوسل حبك فلا ألقى جوابا يشفيني منك، و ها أنا الآن أدرك تمام الإدراك بأن قلبك يطرق بابي فأرفض فتحه، و ألمح في عينيك توسلا بالوصل فأمنعه عنك... أتراني أحسب بأن في ذلك إنتقاما لي منك؟! إني أعاني بعدك أيضا، فكيف أرضى لنفسي العذاب؟! هل تأمنينني القول إذا ما قلت لك بأنني لا أظن بأنني جدير بالحب؟ أخافه و أحاول جاهدا الإختباء منه! إني جائع أيما جوع له... إني جائع إليك، بل إنني أتضور جوعا، و بي عطش لن يرويه إلا ريقك، فلم أهرب منك و أختبىء كالجبان؟!

إنك أجد فيك من صفات الأطفال الصغار كثيرا، بريئة أيما براءة! خفيفة الظل نقية القلب، سرعان ما تركبين الحياة و تمضين فيها رافضة أن تدعي الماضي أو أحداثه تسحبك بعيدا، إنك إمرأة تعيش اللحظة بكل ما فيها و تختبرين المشاعر بكل ما فيك من عمق و قدرة، كم أحسدك... أنا... الشخص الذي لا يزال يتشاجر مع ماضيه، عالقا هناك دون سبيل للعودة. أحاول جاهدا إخفاء كل مشاعري تحت قناع سخيف من السخرية و القوة، أنا لم أعد أرغب في إرتداءه... أريد أن أمضي في الحياة حرا... مثلك أنتِ، أريد أن أحيا و أن أحب دون خوف... تماما مثلك أنتِ يا جميلتي...
لم تمض إلا بضع ليال على ما حدث ليلة الحفلة و أجد أنك قد نسيت ما حدث بالفعل، أم تراك قد تناسيت؟! إني لم أنسى يا داسيانا، لم أنسى لمساتنا الخجولة و لا نظراتنا الجريئة، أنفاسنا المختلطة و لا حديث قلبينا. أتراك مثلي لا يزال عقلك مملوئا بما كان يمكن أن يحدث إن أنا أرخيت لكِ قلبي؟ كنتُ لأستيقظ صباحا فيقابلني وجهك الحبيب... يكون أول ما أضع عيناي عليه... أليس ذلك كالحلم بالنسبة لي؟ فلم إستيقظت في فراشك وحيدة و إستيقظت أنا حزينا؟

ظللت أراقبك من على شباك غرفتي كمن يراقب القمر، لوحة أو قطعة فنية. إني أعشق تفاصيلك و لذلك فإن مراقبتك حين لا تلتقطني عيناك يكون أفضل و أشد صراحة. أراك كما أنتِ... دون تصنع أو زيف. ها أنتِ ذي كعادتك... تقفين تحت أشعة الشمس فتنعكس على بشرتك القمحية فتكاد تضيء، تتخلل شعرك البني فتحيله عسلا يسيل على صدرك و ظهرك، تلتقي بعينيك العسليتين فتنصهر فيهما.

اليوم يصادف منتصف السنة في آسغارد و بذلك فإن موسم جني العنب قد بدأ لتوه و لمدة ثلاثة أسابيع سيكون هذا أفضل وقت لصنع النبيذ. بالنسبة لي فإن هذا يعد أفضل المواسم في آسغارد.

لست متفاجئا بإنضمامك إلى هذا الطقس، أعرف بأنك شغوفة تتوقين إلى تجربة كل ما هو جديد. الإبتسامة التي رسمت على محياك وحدها كانت كفيلة لمعرفة سعادتك حيث وقفت وسط الحوض، حافية القدمين، رافعة ثوبك إلى منتصف فخذيك. تشيرين بذراعك بعيدا فأنظر لأجد ثور قادما نحوك يحمل بين ذراعيه صندوقا يمتلىء عنبا و إبتسامة بلهاء. يرمي بالعنب عند قدميك فتقعين داخل الحوض ليعلو صوت ضحكاتك...

LOKI : Meant To Beحيث تعيش القصص. اكتشف الآن