إنه الأول من شهر ديسمبر هنا.. لقد مضى على تواجدي في ميدغارد شهران و نصف! ما كنت لأتخيل و لو في أكثر أحلامي غرابة بأنني سأعيش بين البشر، و لمدة تصل الشهرين... بل تطول!
لا زلت أعاني محاولا التأقلم على حياتي الجديدة، كل شيء مختلف هنا... الأماكن و الأشخاص و حتى الزمن! إن الوقت يمر بسرعة القطار على ميدغارد و إني لأظن ذلك نعمة و لعنة في ذات الوقت! الأمر مختلف في موطني تمام الإختلاف.ها قد مر شهران و أكثر، شهران بأكملها كانا فارغان منك، بدون وجودك في حياتي... لكم تخيفني الحياة في غيابك و لكم ترهقني نزاعاتها.
يقول ثور أن ديسمبر هو شهر الوقوع في الحب، و أفترض أنه قال ذلك فقط لأن ذلك الشهر ذاته الذي علم فيه أنه قد وقع في حب جين! فأضحك لذلك ثم أفكر فيك...
افكر فيك كثيرًا، حتى إن الأمر بات يرهقني...
أفكر فيك حين أكون مستيقظًا و حين أكون نائمًا، مشغولًا أو خالي الوفاض ، عندما أكون حزينًا و عندما أكون سعيدًا. أعتقد بأن روحينا مرتبطتان إلى الأبد، و بالتالي فإنني متيقن من أنكِ تفكرين بي كثيرًا، و بأنني أشغل من عقلك حيزا ليس بالقليل. لربما تتحدثين عني مع الغرباء الذين تقابلينهم، تمررين ذِكْرَايَ للآخرين على أمل التخلص مني، تحاولين يائسة إستئصالي منكِ، كلعنة تنقلينها إلى الآخرين... لربما تكتبين عني بين صفحات دفترك الأزرق العتيق ، كَسِرٍّ لا يمكنك البوح به... لربما حتى إنكِ تهمسين بإسمي حين تشتد بك الوحدة ليلا فيحاصرك الحنين، كترنيمة قديمة أو صلاة أو حتى دعاء...
أحاول و أحاول و لا أنفك أحاول... يائسا أعيد شريط ذكرياتي و إياك، عبثا أحاول إلتقاط اللحظة التي وقعت بها في حبك... أكانت تلك اللحظة التي لامس فيها شعرك ذراعي العارية بشكل عشوائي، فشعرت كما لو أن موجة قد أغرقتني ثم جرفتني لتلقي بي على شواطئك، مثل صدمة كهربائية صعقتني فألقتني صريعا؟ هل كان ذلك عندما رأيت عينيك لأول مرة تحت ضوء الشمس؟ حين إكتشفت و بشكل عرضيٍْ بأن لون عينيك لا يقرب السواد، لربما في المرة الأولى التي ضحكت فيها على نكتتي غير المضحكة، أو في الليلة التي تجولنا فيها أنا و أنت خارج القصر ليلاً، إستلقينا على العشب الطويل البارد، ثم رحنا نعد النجوم فنسمِّي الكثير منها قبل أن أضيع أنا في عينيك.
لا أستطيع أن أتذكر... لم لا أستطيع التذكر يا داسيانا؟ حين أعصر مخي و أفكر في الأمر مليا فإن الأمر يبدو أعقد و أعقد!
إني لأكاد أقسم لك بأنني قد أحببتك منذ أن رأت عيني النور لأول مرة، و بأنني قد تعلمت الطيران نحوك قبل أن أتعلم كيف أزحف، تعلمت الركض نحوك حتى قبل أن أتعلم كيف أخطو خطواتي الأولى في هذا العالم، و بأنني قد حفظت اسمك... صوتك و كل تفاصيلك حتى قبل أن أعلم بوجودك. إن حبك قد وُلِدَ معي، خُلِقَ قبل أن أُخْلَق فلا زال ينتظرني حتى وُجِدْتُ، فما إن فعلت حتى سكن قلبي فإنطلق يسري في كل جسدي... إن حبك مثل الحياة... مثل الموت... مثل القيامة... مقدر له الحدوث. و إنك يا داسيانا وجهتي و بوصلتي في هذا العالم المضطرب، كل طرقي ستقودني إليك أنت وحدك دائمًا دونا عن سواكِ.
أنت تقرأ
LOKI : Meant To Be
Fanfictionيقع لوكي، إله الخداع ضحية حب فانية. "... و إن كان حبك نارا كما تدعين... فإني رجل ولد من رحم الجحيم، لا أهاب النيران و لا يرعبني لهيبها، لا يخيفني حرها و لا أمانع الإحتراق... دعيني أحترق, بل إني أتوسلك أن تدعي نيرانك تطهرني... تمحو من جلدي كل أثر ترك...