استيقظت من نفس الكابوس الذي رأيته الليلة الماضية، كان ذاته الذي رأيته ليال عديدة من قبل، لسنوات و سنوات حتى إنني قد حفظت كل تفاصيله، كل أصواته و روائحه مخزنة في أحد زوايا عقلي. استيقظت و يدي تتلمس صدري، محاولة تهدئة قلبي، ألهث كما لو كنت على وشك الموت، و يدي تزحف ببطء نحو جبهتي فأتلمس الندبة هناك. و فجأة... تندفع ذكرياتي إلي كما السيل فلا أجيد السباحة و كما كل مرة... لم يكن ذلك مجرد كابوس!
وجدت نفسي مستلقية على الأرض الباردة الرطبة، أكاد أكون عارية... لم أكن أرتدي الكثير من الملابس، فقط فستان يكاد يكون شفافا قد سُمح لي بالاحتفاظ به، و بذلك فقد تسلل البرد إلى كل عظم في جسدي، فبالكاد إستطعت المشي أو الشعور بأي شيء غير البرد. كنت أرتجف، أسناني تصطك ببعضها البعض فيما ألف نفسي بين ذراعيّ، و بخطوات متعبة توجهت نحو باب الزنزانة قبل أن تمنعني السلسلة الملفوفة حول كاحلي من المضي قدمًا... كيف لم ألاحظها قبلا؟
حاولت يائسة تحرير نفسي لكنني لم أستطع، و سقطت على الأرض مهزومة أفكر في لوكي و السبب الشي دفعه لفعل ما فعله. هل كان ذلك بدافع الكراهية؟ أعلم يقينا بأنه لا يكرهني و لماذا قد يفعل ذلك؟ فإن كان ذلك لكسب استحسان الڨراند ماستر؟ فقد كان لديه ذلك بالفعل ...استلقيت على ظهري، على نفس الأرضية الباردة، أحلم بالنار الدافئة، ملاءات السرير الناعمة و رائحة القهوة المعصورة حديثا، لكن صوت حذاء ثقيل داس بغضب على الأرض قريبا مني فأيقظني من حلمي الجميل.
نظرت ناحيته فإذا بي أجد لوكي، فنهضت على االفورو رحت أجر قدميَّ جرًّا إليه فيما كسر صوت السلاسل الصمت الذي بدأ سرعان ما بدأ يتراكم بيننا ببطء.
لمحت بعض الرضا في عينيه، فأدركت بأن رؤيتي مهزومة كانت تعد بالنسبة إليه انتصارا لذيذا ..."هل تعرفين لماذا أتيت إلى هنا طوعا؟" قام يسألني مبتسمًا، بنبرة هادئة لكنها تحمل من الجدية الكثير و من الحنق و الخيبة أكثر.
"لأن هذا هو أكثر ما تجيد فعله... الهروب" أجبته بصوت مرتعش و وقفت أراقب إبتسامته و هي تتلاشى حتى غابت تماما، و كما لو كنت قد رميت الملح على جراحه المفتوحة، أو نزعت الغطاء الذي إختبأ خلفه، وجدته يحملق فيّ بغضب بادٍ فأنذرت ملامحه بعواصف من غضبه فما كان لي إلا أن أغرس قدمي ثابتة أمامه...
إنه يعلم بأنني أراه، و إني لأعلم بأنه يدرك بأنني أعلم ذلك! بل إنني أرى من خلاله حتى!"أنت تعتقدين بأنك تعرفين كل شيء عني، أليس كذلك؟ إني لأَحُثُّكِ على التفكير مرة أخرى في هذا الشأن، أيها الفانية..."
هددني فاحتفظت بكلامي لنفسي، و وقفت ساكنة أنظر إليه و هو يتجول في الزنزانة الصغيرة ذهابًا و إيابًا، ذراعاه متشابكتان خلف ظهره، و هيئته توحي بأنه شديد التوتر... كان يلقي نظرة أو اثنتين علي بين الحين و الآخر دون أن ينطق بحرف واحد. بينما إكتفيت أنا بتتبعه بعينيِّ .
أنت تقرأ
LOKI : Meant To Be
Fanficيقع لوكي، إله الخداع ضحية حب فانية. "... و إن كان حبك نارا كما تدعين... فإني رجل ولد من رحم الجحيم، لا أهاب النيران و لا يرعبني لهيبها، لا يخيفني حرها و لا أمانع الإحتراق... دعيني أحترق, بل إني أتوسلك أن تدعي نيرانك تطهرني... تمحو من جلدي كل أثر ترك...