مقدمة

544 28 7
                                    


.

.

في ذلك الشارع الخالي حيث منتصف الليل، والمطر يهطل بغزارة، تجلس فتاة بشعر أسود طويل على قارعةِ الطريق تبكي وتنتحب بألم، تكاد شهقاتها تجرح حلقها وتخدشه، بينما تنظر لذلك الواقفان أمامها احدهما ينظر لها بغضب والأخرى تنذر عيناها بنزول شلالاتها في حين تنظر لها بحزن وألم

"سألعنكما.. وألعن الروح التي تستكين في رحمك.. سأدعوا وأنا ألفظ أنفاسي الأخيرة.. ان لا تجد رفيقها ابداً.. ابداً"
نطقتْ وهي تنظر لهما بحقدٍ وكُره في حين شددت على كلمتها الأخيرة تتوعد وتقسم بغضب، رمقتها الأخرى بحزن أكبر وشلالاتها لم تستطع الصبر أكثر إذ شقت طريقها حول وجنتيها تحرقها، ذراع الواقف بجانبها إلتفت حولها ثم نظر للجالسة وقال" هذا يكفي كاثرين، أفيقي ! لقد سايرناكِ بما فيه الكفايه واللعنة ! ولكن العضو اللذي في رأسك لا -"

تحدث بهدوء إلى ان ختمها بسخرية لكنها قاطعته صارخة
"فاليلعنك الإله أرون! يكفي؟ حقاً؟... لقد ضحيتُ بكل ما أملك في سبيلك ! لقد خسرتُ عائلتي ! لقد خسرتُ عملي ! سيارتي جرفتها الأمواج في سبيل انقاذ روحكَ المتعفنه ! كنتُ الوحيدة التي تُضحِي وتُقدِم بينما أنت؟ هه فقط حين وَجدتَها تصرفتَ وكأنني لستُ سوى ذرةِ غبار عبرت أمامك فنفختها لتبتعد ! لستُ سوى عائقٌ وعثرةٌ أمام حياتكَ العاطفية اللعينة... ولكن ماذا عني؟ ها؟ ما بال العضو الذي في رأسك أيضاً؟ أستخدمتهُ جيداً قبل الإقدام على أمرٍ كهذا؟ ألم أشغل حيزاً بسيطاً من رأسك؟ وأنتِ؟...تشه.. صديقتي؟ .. أقلت صديقتي المقربة؟ أم كانت خدعةً منك؟ بقائي معك في أسوأ ايامك وايجادي لعمل لك وحتى المأوى ! لقد استغللتيني ! أكنتِ تُسمين تلك صداقةً حتى؟ اللعنة على هكذا صداقة ! ايتها العاهرة المُتشردة "

كانت تصرخ أحياناً تبكي وأحياناً تضحك ساخرة وعيناها الزرقاء تطلق شرراً معبأٌ بكره عظيم لذلك الواقفان أمامها، لن يصدق أحد ان ذلك المحيط كان في يومٍ يفيض من حبها وعشقها فيفضحها، واهتمامها الصادق الذي اعماها عن الحقيقه ف يوشوش بصرها، ولكن كما يقولون: أن ما بين الحُبِ والكُرهِ شَعرَه! خيطٌ رفيع قد ينقطع في ليلةٍ وضحاها.. قد ينقلب الزهري إلى أحمر غاضب وأسودَ حاقد.. حينها سلاماً على قلبكَ الذي جاهد ثمّ ضحى و تُرِك في وسط المَعركةِ وحيداً .

في ذلك اليوم صَرخَتِ السماء تضامناً واحتواءً لقلب تلك المكسورة تغطي مياهها المالحة بثوبٍ من مطر وتخفي شهقاتها بصواعق تحتضنها تُخيف الناس ليختبئوا هرباً منها، تخفيها عن أعينهم ونظرات الشفقه وربما كان تحقيقاً لرغباتها السوداء .

______________________________________

مرحباً بك في عالمي🖤!

هذه روايتي الأولى ولا تزال أفكاري والأحداث في مسودة، متحمسة جداً لها وقد أحببتها كثيراً وهذه المقدمة ليست البداية إنما شرارة لبداية أعظم.

أتمنى ان تعجبكم وأتقبل النقد وإبداء الرأي،سواء في السرد أو الأحداث أو في معلومة، نبهوني إن وجدتم أغلاط إملائية.

Bye.

آرنست | ARNST حيث تعيش القصص. اكتشف الآن