البارت الثاني

114 10 0
                                    



 

كُنتُ أسبَحُ في بَحرِ أَحلاَمِي لأَصحُو مُنزَعِجةً من إهتزاز هاتفي المُتكرر ، جاهدتُ لفتح عَينَايَ المِسكِينتان  و رحتُ أرُدُ على ذلك الإتصال اللعين بمكبر الصوت ، مُعيدةً برأسي إلى حيثُ أساريره ، كم أعشقُ ملمس الوسادة ..

لِتََتسِعَ جُفوني على مصرعيهما و أنا أَسمَعُ صِيَاحَ صديقتي جيسي و هي تُعاتبني على تأخري  ..

         {{سول بي أين أنتِ ستبدأ المحاضرة قريبا ، هل نسيتي مشروع اليوم..}}

انتفضتُ من سَرِيرِي و أنا أُخبِرها أنني قادمة ، جَهزتُ نفسي و خرجتُ مسرعة لِيقشعِر بدني من رؤية كوابيسي عند عتبة الباب  ، مَالِكةُ الشقة ..

حَييتُها و في محياي إبتسامتي المعتادة لكنها صدمتني بقولها :

{{ آنسة لي سول بي لقد انتهى إيجار الشهر الفائت و عليكِ الدفع مسَبَقا لهذا الشهر كما اتفقنا}}

عَلِمتُ ذلك هذا اليوم منحوس من بدايته ، أغلقت باب شقتي و قلت لها بصوت متوتر ..

~ اعذريني سيدتي ولكن أنا جد جد جد متأخرةٍ على الجامعة .. سنتكلم في وقت لاحق ~

أمسَكَت بي من ذِرَاعي تشدني نحوها  و أنا على وَشَكِ نزول السلالم

{{يا آنسة لا يهمني أمرُكِ ، لاَ تَحتَالي علي ، عَليكِ الدفع هذا الأسبوع و الا سأطردكِ ... هذا آخر كلام عندي..}}

ثم أَعتَقَتني و راحت تُطَالعني بإستياء لِينعَقِدَ لساني خجلا ..

الضيق أخذ يتراكمُ في صدري و عيناي تتبع خطاها نحو شقتها بِدُمُوعٍ قد تحجرت فيهما ، لأصحو من شرودي إثر صفعها للباب...

ما عساي أفعل الآن و الحظُ الجيد يميل و يَتَجَنبني ، حياتي بائسة بحق ..

إنجرفت مع تيار التفكير للحظات .. لكن الفزع خالجني ما إن تذكرتُ إنشغالاتي ..

                        ~المحاضرة~

سارعتُ خطواتي إلى الموقف لأستقل الحافلة التي كادت تُغادِرُ من دوني ، جلستُ على المِقعد أرِيحُ صِدغيَّ على الزُجَاجِ البارد و أنا ألتَقِطُ أنفاسي ...كان هذا وشيكًا ..

سَرحتُ بعد ذلك في مُراجَعة البحث الذي سأُقدِمُه و الإكتئاب يتملكني رويدًا رويدًا من كُلِ كلمة تَمُرُ بها حدقتاي ..

بحق الجحيم ما هذا الذي أقرَأُه ، كيف يُفترض بي أن أُلقِيهِ أمام الطلبة الآن  ..

حتى توقفنا في إحدى المحطات ، لأرفعَ رأسي جهة الباب هربًا من تلك الكلمات و تُصِيبَنِي رجفة ذهولٍ عندما وجدتُ جونغكوك  يسير بإتجاهي ..

حبيبي يا صانع القهوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن