البارت الثالث

103 7 0
                                    




                      ~ هل أنتي بخير ~

يبدو الصوتُ مألوفا ، رفعتُ رأسي لأجِدَ أحد معارف صديقتي جيسي المدعُوَ هيون وو .. يَمُدُ لي يده كي يساعدني على الوقوف

~ شكرا لك أنا بخير ~

قلتها و أنا أنفض الغبار عن ملابسي ..لكنه أجفلني و أمسك يدي المدمومة بحركةٍ سريعة ، و علامات القلق بادية  على وجهه .. ما خطبُه ؟

{{ سآخذكِ إلى العيادة ... أنظري لجرح يدك  }} 

سحبتُ يدي من قبضته حرجًا و حادثته بنبرة متوترة

~ لا عليك .. كما أنني لا أستطيع .. فلدي محاضرةٌ مهمة و علي إلقاءُ بحثٍ فيها ~

و رحتُ أسَارِعُ خطاي نحو قاعة المحاضرات .. لاحظت نظراته نحوي لكنني لم أبالي ..لقد صار يعاملني بطريقة غريبة مؤخرًا ..

لم تكن بداية يومي السيء كافية  ، لتصفعني الحياة بإذلالِ الأستاذِ لي أمام الطلبة و خصم نقطتين من علاماتي و طردي من المحاضرة أيضًا ، عذابٌ تمرغتُ فيه اليوم و إزدادَ بهذا ..

توجهتُ إلى العيادة و تعابير الحزن لا تُفارقني ، أُمسِكُ يدي و أطالع الجروح التي خَلفت دماءً لا تتوقف و ألمًا لا ينفكُ يخزني .. لِتعالجها الممرضة و هي تُثرثر معي في أمور الفتيات مبتسمة كعادتها  ...

خرجتُ من الجامعة بعد ذلك فلا مكان لي هناك على أيةِ حال لقد ذُلِلتُ بالطردِ أمام الملأ  .. و شرعتُ أبحث عن عمل آخر ..

كنت أعمل بائعة في أحد المتاجر قبلاً .. لكنني استقلت لدوافع خاصة و ها أنا الآن .. أتمشى في هذه الطُرقات كالمُشردة. أبحث عن عمل آخر أُعيلُ بهِ نفسي ..

أسبوع واحد و سأُطرد من منزلي ، ليس لدي مكان أذهب إليه ، ليس لدي عمل محدد و لا أعرف خطوتي التالية ،  يا .. لِحياتي البائسة ...

قطعتُ شوطًا طويلاً و أنا أتجول تحت رذاذ المطر مستقصية عن عمل لكن دون فائدة ، جلستُ في أَحَدِ مقاعد الراحة التي بالحديقة و أنا مُشوشة بالكامل ..حتى اشتدت قطرات المطر لتوقظني من غفلت ...يا إلهي أين أخذني شرودي ..لقد تَبَللت ثِيابي كلها و الوقت تأخر كثيرًا لقد بدأ الليل يرخي سدوله و أنا كنت تائهة في دوامة أفكاري ...

أحتاج للشعور بالدفء قليلا...قليلا فقط بعد يومي هذا .. أريدُ رؤيته .... رؤيته فقط ..

دلفتُ إلى المقهى و جلستُ في مقعدي المعتاد ، كان شبه خاوي من الزبائن و لا أثر لجونغكوك ....

أين هو ..  يا حسرتي لما ليس موجودا !!

ليتقدم جيمين نحوي و هو يبتسم بعينيه ، معذرةً جيمين لكنني لا أريد رؤيتك أنت ، بل أريد أن أراه ، أريد أن أُشبِع عيني..أين أنت جونغكوك... لما المقهى أصبح مظلما هكذا..

حبيبي يا صانع القهوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن