البارت الخامس

84 8 0
                                    




                     ما الذي حدث للتو ..

                    أنا لم أعد أفهم شيئا..

توجه جونغكوك إلى هيون وو و ليرفعه من قميصه و هو يشد  على قبضته فائرًا ، كان ينوي ضربه من جديد لو لم يتدخل صديقاه و بعض الزبائن لردعه و تهدِأتِه ، أما أنا فظللت واقفة دون أن أبدي ردة فعل سوى أن عيناي كانتا تلاحقانه..

خرج الآخر يتطايح و هو يضع أصابعه على جُرحِ فمه ... لٍتُرسَم على شفاهي إبتسامة خفيفة دون أن أشعر و أنا أرى بطلي يضع يديه على خصره مطأطأ الرأس و هو يحاول تهدئة نفسه ، لكن ملامح الإنزعاج مازالت تعلوه...

يبدو لطيفا...لطيفا بشكلٍ لا يُصدق....لطيفا بِشَكلٍ يثيرني ..

لا أستطيع إزاحة عيناي من عليه حتى ، لقد وَتَّر قلبي و جعله ينبض بشدة ..

تُرى هل أحَسَ بي ، هل اِنتقم لأجلي ، حتى و إن كان هذا من مَحضِ خيالي فقط ، فأنا سعيدة لأنه دافع عني..

لكن ما حدث بعدها غَيَّر ملامحي و جعل جنون الإرتباك و القلق  يتضاربان داخل رأسي ، لِأُبصِرَه يرتكز على ظهر الكرسي و هو يَزفرُ بشدة و يتعرق ، هل هو بخير ..يبدو شاحبا !!

توجهت نحوه لأسئله عن حاله لكن شوقا قطع طريقي

{{ تستطيعين الرحيل الآن ..لقد سببتي ما يكفي من المشاكل}}

هذا ما قاله لي و هو يرمقني بنظرة حانقة..

كيف لي أن أرحَل و أتركه هكذا لن يرتاح بالي..لا أريد الرحيل ، أريد البقاء بجانبه...

لكن جيسي جذبتني من ذراعي و هي تجرني معها خارجا بعد أن إنزعجت من نبرة شوقا اللئيمة...


جلسنا على المقاعد المخصصة للراحة وسط الحديقة و أنا كُلِّي قلق عليه ، لا أستطيع إخراجه من بالي ، لا أستطيع...

بعد أن أصَّرت جيسي أن تعرف الحقيقة ، سردت لها القصة لتتسع عيناها فجعا لهول ما حدث ، و أقسمت أنها سوف تُلقن هيون وو درسا إذا ما رأت ذلك المنحرف المجنون...

{{ كُنتُ بدأت أفقد الأمل من ذلك الشاب لكن زالت الآن...على الأقل علمنا أن ذهابك لذلك المقهى يوميا لم يذهب سدى}}

قالتها بنبرةٍ مازحة و هي تضحك علي ..لاَ أعرِف لما تَصَرف جونغكوك بتلك الطريقة أنا لم أره هائجا هكذا من قبل..

عُدت إلى المنزل لِأُغير ملابسي الخانقة و أرتدي شورت و  قميصا فضفاضا بأكمام ، ثم نزلت مُسرعة إلى آخر الدرج لأنتظر قدومه على أحر من الجمر ..

بقيتُ أترنح في مكاني مدة من الزمن  لكن لا أثر له ..

لقد خيم الظلام و موعد إغلاق المقهى قد فات لكن لا أثر له لحد الآن ، لقد تشنجت مؤخرتي من جلوسي على هذا الدَرَجِ البارد..

حبيبي يا صانع القهوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن