part 02 : أسيرة نظراته

56 8 0
                                    

٭ لا تكن بلا حب كي لا تشعر بأنك ميت ، بل مت في الحب وابقى حيا للأبد ٭


꒷︶꒷꒥꒷‧₊˚꒷︶꒷꒥꒷‧₊˚


هل من الممكن حقا ان يتوقف الزمن، هل يمكن للأرض ولو لوهلة ان تتوقف عن الدوران ؛ الاصوات من حولك تختفي ولن تتمكن سوى من سماع نبضات قلبك تدق على صدى صوت خطواته ...

بعد سماع فيرلا تتمتم بالكلمات التفتت أناستاسيا برأسها ووقعت عينيها عليه ... مرت ثلاثة اشهر وستة عشر يوم واربعة وثلاثون دقيقة منذ لمحته آخر مرة ...

يبدو كعادته ساحرا ؛ جامدا ؛ وفتاكا لقلبها بشكل خطير خرج من سيارته الفخمة يرتدي الزي المدرسي الخاص سروالا اسود كلاسيكي وسترة نبيذية وقميص ابيض كأنه فصل من اجله فقط ربطة العنق مفكوكة وغير مرتبة كحال شعره الأسود المبعثر ربما قد يبدو هذا بالنسبة للبعض منظرا عاديا لكنها حقا أحست بتوقف الزمن في هذه اللحظة و يبدو كل شئ حوله باهت تشكلت غصة في حلقها لفرط المشاعر في هذه اللحظة وهمست بغير وعي " أليكس "

كأنه سمع همسها ومناجاتها في هذه اللحظة رفع رأسه و التقت نظراتهما ... لثواني التقت زرقتاها بخضراوتيه في لحظة عابرة ، كل ما تحتاجه كان ثواني تروي فيها عطش شوقها لثلاثة اشهر كاملة ؛ كل ما تطلبه الأمر كان ثواني لتقع في حبه مجددا ؛ تقع في حب الندبة الجديدة اعلى حاجبه الأيسر وتقع للشق الصغير على شفته السفلية والذي يبدو ناجما عن شجار جديد كان له اليد العليا فيه

كالعادة ككل شئ جميل لابد ان ينتهي والثواني انقضت كما مر من امامها كأنه لا يراها او ربما حقا لم يلاحظها ..

كانت ثواني ستعيش عليها لهذا اليوم وتصبر بها نفسها العاشقة ، ربما غدا سنحصل على ثواني اطول ..
عادت الى ارض الواقع على وكزة من فيرلا تخرجها من دائرة الوهم التي وقعت لها

" يا إلاهي ٱنا ليس مجددا ، لقد توقعت هذا منذ رؤيته ستنفصلين عن العالم وتقعين في شرودك هاذا مرة اخرى " قالت فيرلا بنبرة ملل كأنها اعتادت الأمر وتوقعته ولم يعد يفاجئها

ابتسمت لها اناستاسيا تنظر لظهره الذي اختفى عن مرمى بصرها وقالت

" لن يحس المرء بالجمرة حتى تكويه " ثم حولت بصرها الى صديقتها واردفت " ولن تحسي بي حتى تقعي وعندها سأعوض كل سنين السخرية التي عانيت منها وسأذكرك بهذا اليوم "

قلبت فيرلا عينيها سخرية وقالت بغرور " بحقك هاذا لن يحدث مطلقا ، ثم بحق جمالي من يستحقني ستكون خسارة للعالم اذا وقعت لأحدهم واصبحت ملكه " مجددا غرور فيرلا الذي لا ينتهي ومعتقداتها التي لا تتقبل المناقشة فيها ؛ ثم بحق السماء من لديه الجرأة ليقسم بجماله ..غير فيرلا فلورنتين طبعا ..

" حسنا .. حسنا لقد فهمت ثم هيا ندخل سنتأخر والنظرات البريئة لن تفعنا اليوم " اعطتها فيرلا نظرة فحواها ' حقا وبسبب من تأخرنا ' ففردتها أناستاسيا بابتسامة متوترة وعانقت ذراعها تسحبها الى الحرم الداخلي للمدرسة بعد تحية العم باولو وتأنيبه لهما على التأخر واستمرتا في المشي بسرعة بعد ان وعدتاه للمرة الألف بعد المئة بأنها آخر مرة ...




 Anastasia La Sirda حيث تعيش القصص. اكتشف الآن