٨ : ٣٠ مَساء
"فَيَرجَعُ لِي مِن نِدائي نَحيب تَفَجَرَ عَنهُ الصَّدى
أحِسُ بِإني عَبَرتُ المَدى
إلى عالمٍ مِن رَدى لا يُجيب نِدائي"صَوتٌ يَأتي وَ يَتَلاشى مِن أحَد القَصائِد القَديمة بَينَما أسير لَيلاً قُربَ الشاطِئ... أدركت إنه قادِم مِن مَحلٍ قَريبٍ يَبيع كُتُبٌ لِلشعراء
لا يُزال لا شَيء يُثير انتِباهي ، أنا فاقِداً لِشَغَفي... بَل روحي
لِأن الشَغَف إن ذَهَبَ فَعاد ، إنَها آخر لَيال ديسَمبر وَ أنا أنتَظِر عَودة شَغفي الَذي فَقَدتَه في بِداية هَذِه السَنه ، وَ اعتَقَدت إنَهُ سَيَعود كَما في كُل مَره... لَكِن يَبدو إنَني فَقَدتُ روحي ، دون الانتقال من الارض الى السَماء.
وَ كَإن الروح تُغادِر مَرَتين... وَ غادَرَت روحي مَرَتها الأولى
أود الان الاستِلقاء وَحدي بِمَكانٍ خَالي مِن كُل شَيء، البَشَر وَ الضَوء وَ الاصوات... خالي مِنها تَماماً ، حَيث أحدق بِالنِجوم ثُم أغفو وَ لَن يَراني أحَد حَتى بَعد استيقاظي ، او لَم أستيقظ أبَداً ، سيبقى اختفائي أفضَل بِكَثير
كَبِرت سَنه وَ لَم أعد أهتَم لِلعمر الذي يَضيع ، كُنت أتَحَسر إن تَذهَب سَنه كامِله دون كَوني سَعيداً لَكِن السَنوات برحيلها و مَجيئها المستمر دونَ تَغيير شَيء اخبرتني انني لم أكون سَعيداً أبَدا وَ هَذِه حَقيقه تَقَبَلتَها أيضًا
الأرواح الحره أمامي تَفعَل ما كُنت أحلُم بِه ، كُنت... وَ لَيسَ بَعد.
إنَهُ يَنتظرني بِالسياره.. أخبَرَني أن لا أتأخر أمام الشاطئ فَلا وَقت لَديه ليضيعه كَي يُمتِعني
أنا مَمنوع تَماماً عَن الخُروج لِوَحدي ، يَجِب أن أعود الآن كَي لا يَغضَب ، جَسَدي مُهلَك لا طاقه لَه لِتَحَمُل المَزيد.
أنت تقرأ
" روحٌ نَجدية \ Soul "
عشوائيكإنَ الروح تُغادر مَرَتين... وَ غادَرَت روحي مَرَتها الأولى ادراك ان ما انا عَليه الآن لَيس بِفُقدان شَغَف بَل الفُقدان الأَوَل لِلروح ! انها عائِلة وَ اصدِقاء بِشَخصٌ واحِد ، وَطَن وَ موطِن بِمَنزِلٌ واحِد ، حُب وَ كِره بِبَشَرٌ واحد وَ حَياة وَ مَ...