" روحٌ نَجدية \ Soul "

١١. نِهايَة دروسٌ مُمِلة

الكاتِب : آمُل أن تَقَرَؤا بِبطئ ... ليُبان هدوء الروايَة.

في اليَوم هَذا
وَ في الساعة هَذِه
أنا أُحاوِل التَركيز بِالدروس فَلا أعلَم ما الَذي يُشَتتني وَ يَمنَعني عَن التَركيز ، إنها دروس مُمِله لَكِن يَجِب عَليَّ فِهمها عَلى الأقل

الدروس تَمضي وَ انا أومئ لنفسي لا بأس سَأركز جَيداً في الدَرس الذي يَليه ، لَكِن اتَضح لي إن لا رَغبه لَدَيَّ لِمَعرفة ما يَحدث في هَذِه الكُتب

حَولي اشخاصٌ لا يُحبون الهِدوء ، لا يُمكنني قِرائة كِتاباً أثناء الاستِراحة ، اريد العَوده لِلمَنزِل وَ لِلأبد دونَ دِراسه
فَلا جَدوى مِنها ، أنا أُريد المَوت قَبل الالتِحاق بِوَظيفَه

( ماذا عَن الذِهاب لِلشاطِئ اليَوم ؟ ) كَتَبت لَهُ رِسالة عَبر الإنترنت وَ لم اتمَكن مِن انتظار رَده لإن الاستراحة قَد إنتَهَت ، وَ في الاستراحة التي تَليها فَتحت الرِساله هو قَد قَرأها لَكِن لَم أتلقى رَداً
بَقيتُ انتَظِر نِهاية الدرسُ الأخير الذي أنا بِه الآن كَي أقابِل أخي بِسيارته ، وَ حينَها

" أهلًا ايليا " قالَ راداً سَلامي لَهُ ثُم حَرك سيارته دونَ قَول شَيءٍ آخر ، دونَ سَماع ما كُنتً أنتَظر سَماعه ، لَكِن رغم صَمتنا طَوالَ الطَريق لَم ألاحظ إنه لَم يَذهَب لِلمَنزل ، إنَنا قُرب الشاطِئ

" لَقَد قرأت رسالَتك "
اجابَ لِي دون ان اسال ، هو اجاب لِنظري له بأعين لَطيفه جِداً

انا اقِف بِجِواره وَ صَوت الأمواج كانَ الصَوت الوَحيد الذي يصدر، قَطَع اخي الهِدوء بِسؤالٍ مِنه " لَم يعجبك شَيءٍ بِهَذا البِلاد غَير الشاطئ ؟ الا تُريد تَجربة التَجول بِأماكِن أخرى ؟ "

"لا أُريد التَجرِبة"

" اتَعلَم ماذا... ؟ أتَمَنى أن يَعود أخي الفضولي وَ ذا الروح النَجدية... ايليا الذي اعرفه لَم يهدئ هَكذا أبدًا ، ايليا الصَغير الذي روحهُ اصغر مِنهُ عُمراً ! هَذا كُل ما أتَمناه "

" وَ لكِنَنا لا نّعود إلى نّفَسنا نَفسِها مَرَتين "

كانَ يَجِب ألا يَتَمَنى فالأشياء لا تَأتي عِندَ تَمَنيك لَها بَل بِسَعيك لِلحصولِ عَليها... فَليسَ مِن المَنطقي أن يُحَطِمَك شَخَصاً وَ هوَ نَفسهُ يَتَمَنى عَودَة روحَك النَجدية
كانَ يَجِب أن... يَتَوَقَف فَقَط

"لَا شَيءٍ مُحال ، لا تَنسى وَعَدي لَكَ "

"سأَكونَ واثِقاً بِك... انا جائع جِداً هان ! "

إبتَسَم ثَغرهُ وَ ضَحَكَ بِخِفةٍ لي... ما هَذا الرَجُل يُثيرَني جَمالِه في كُل مَرةٍ يَنظرُ لي بِها ! الرياح تَجعَل شَعره الطَويل يُزعِج وَجهِه وَ عَينيه العَسَلية... وَ حظيت بإبتِسامَةٍ أمام الشاطئ مِن مَن لا يَبتَسِم لِلناس أبَداً