١٢. قَلبٌ لا يَحزَن مِنكَ

62 4 14
                                    



٦.٤٠
مَسَاء

تَنَهدتُ بِسَبَب المَلَل الذي سَيطَر عَلي تَماماً وَ لا أعلَم ما الذي يَجِب عَليّ فِعله الآن حَقاً... هان يَملك الشعور نَفسِه تَماماً وَ ها نَحنُ نَتَخِذ مَكاناً بِالمَطبَخ نُحاوِل إختيار ما سَنَأكله الآن

" لا أُريد الطَبخ ، غَير مَلابِسَك ، إرتَدي أجمَل ما لَديك "
رّفَعت رَأسي المُنحَني لِأنظر إليه رافِعاً أحَد حاجِباي لِلسؤال عَن قَصده

" اريد الخروج مَعَك... الآن "
أضافَ ليجعَل طَلَبِه واضِحاً.... لَم أرفض هَذا وَ أتَمَنى أن نَقضي وَقتاً مُمتِعاً


غادَرنا المَنزِل وَ كإنَ كِلانا يَتَنافَس مَع الآخر مَن الأجمَل بِإرتِداء المَلابِس السَوداء وَ المُعطَف الأسود الطَويل وَ لَمسات هان التي يَختارَها لي مِن إكسسوارات... لا أهتَم لَها لَكِننَي أملك أخاً مُهتَماً بالموضه لَن يَدَعَني أخرج دونَها وَ دونَ عطرٌ رجولي إعتادَ عَلى إستِخدامِه ليزيد رجولَتِه رجولَة... لا مانِع لَديه أن نَكونَ مُتَشابِهين وَ حَتى بِالرائِحه

أطالَ الطَريق وَ لا أعرف ما المَكان الذي يَنتَضِرنا لِزيارَتِه...

" هان... ما المَكان الذي تَبقى بِه عِندَما تَتَأخَر كَثيراً ؟ "

" أرى إنَكَ تُريد مَعرِفة هَذا بِشِدة... عِندَما أتَأخَر كَثيراً أنا لِوَحدي في مَكانٍ خالِ مِن البَشَر ، وَ مِنك ايضا "

" اوه ! ماذا ؟ لِما ؟ "

" لِأنَني يا ايليا تائِه بِشِدة... وَ انتَ تُزيدني مِن هَذا الشعور ، لَم ارد علمك بِهَذا لَكِنَك الحَحت وَ إن اخبرتك بِهَذا سَيَكون جَيداً ، رُبَما انتَ لَيسَ مُنتَبِهاً لِكَلِماتِك لَكِنَها.. نَعَم تُؤذيني أحيانًا ، وَ أيضًا شَعَرت إنَكَ لا تَرغَب بِرؤيَتي كَثيراً جانِبَك... وَ لا أُريد ان تُغضبني أفعالَك وَ أضربَك مُجَدَداً... انا اعتَذر لِقَول هَذا ، لَكِن لا بَأس بِما حَصَل "

" يَبدو... إنَ لي مَضارٌ كَثيرة.. لَقَد اذيتُك لِأنَني.. "
لَم أُكمِل كَلامي الذي خَرَج مِن فَمي بِنّبرَةٍ امتَزَج بِها الخَجّل وَ الحزن ، قاطَعَني هو " لِأنَني اذيتُك ، ضَرَبتَك وَ عَنَفتَك وَ رَفَعت صَوتي وَ أبكّيتَك... لا لَومٌ عَلَيك ايليا "

تَنَهَدتُ لا أعرف ما الذي يَجِب عَليَّ قَولِه... لِما لَم أَشعر بِهَذا أبدًا ؟ لِما لَم أُفَكِر بِهَذا أبَداً وَ لَم يَطرأ عَلى رأسي الغَبي أسئِلَةً حَولَ إبتِسامَتِه لي وَ غَيرهُ وَ غَيرَه وَ غَيره ! لَم أُفَكِر بِـ سِوى إنَهُ صارَ يَظرِبَني وَ يَقسو وَ يَغضَب... لَم يَعد يُفَكِر بي وَلا يَهتَم لِجَسَدي إن أُصيب وَلا حَتى نَفسيَتي إن تَغَيَرت ، كُنتُ أُفَكِر هَكَذا كَشَخصٌ سَطحي وَ غَبي طيلة السَنوات هَذِه ، لَسني مُتَأكِداً إن كانَت اربَع سَنوات ام ثَلاث وَ نَحنُ وَحدِنا مَعاً

" ايليا ما الذي تُفَكِر بِه ! اخبَرتَك لا بَأس فَقَلبي لا يَحزَن مِنكَ... لَكِنَهُ سَيَحزَن إن لَم تُحاوِل الهِدوء وَ التَوَقُف عَن كرهي بِشِدة "

"انا لا اكرَهَك ! عَقلي يُثَرثِر بِإنَك تَغَيَرت وَ هُناكَ مَا سَلَب ثِقَتَك بي..."

" لَكِن ! عِندَما اقولَ احبك اعني بِهَذا الكَثير ، ثِقَتي بِك وَ فِهمي لَكَ وَ لِتَغيرات مَزاجِك وَ تَقبلي لِغَضَبِك وَ عَدَم شعوري بِالمَلَل مِنكَ وَ الكَثير وَ الكَثير "

" روحٌ نَجدية \ Soul "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن