صوتاً اصدَرهُ هاتِفي مُعلِناً ليَوماً اخر يُرَحِب بي وَ يَجِب ان استيقظ.. كَيفَ نُمت انا ؟ مَتى نُمت ؟ لِما عَيناي مُنتَفِخة جِداً وَ انا مُتعَب بِشِدة لا طاقة لي لبذلها و انهض مُجَدَداً...عادَت ذاكِرَتي التي فَقَدتَها لِثَوانٍ اناً بَكيت كَثيراً لَيلة امس.. لا وَقت لان أضيعه الان إنَهُ بِدايَة إسبوعٍ دراسي جَديد ، رائِحة الطَبخ وَصَلَت غُرفَتي وَ يا لَجمالها وَ ما الذَها و ما الذ مَن صَنَعَها في الوَقت هَذا !
نَزلت للمَطبخ وَ كانَ شَعري مُبَعثَر وَ جَسَدي المُتَخَذر تَعباً يُغطيه زي النَوم الخَفيف القِماش ، لَم انظر الى الساعه بَعد لَكِن يَبدو إنَه وَقت المَدرسة
هان يَطبخ الغَداء فَجراً كُل يَومٍ وَ يُجَهِز الفطور دون مُساعَدة مِني... هو يَفعَل كي اعود مِن المَدرَسة وَ اتَغَذى جَيداً دائِماً
" صَباح الخَير "
" صَباح الخَير ايليا... ما بالك هَل انتَ بِخَير ؟ "
" بِخَير... "
" سَنَبدأ دَرساً جَديداً اليَوم ، انتَبِه لكُل ما سَأقوم بِتَوضيحهُ سَيَكون مُهِماً لِلإمتِحان "
" لا اريد هّذا هان.. لا اطيق الامتحانات أبَداً "٨:٠٠
نَحنُ بِالمَدرَسة الكَريهه الان ، انا صَبور جِداً لِتَحَمل هَذا كُل يَومٍ
يقول هان هُناكَ طالِبةٌ جَديدة سَتأتي لِفّصلِنا وَ يَجِب عَلينا استِقبالِها بِرحب ، التفَت رأسَهُ نَحو باب الشُعبة لِيَخبرها ان تَدخل ،
" لَقَد مَرَ وَقتٌ طَويل ، كَيفَ حالك سَيد هان ؟ "اللعنه و اللعنه عَلى هَذا ! هان مُبتَسِم لَها ايضآ!!
" اهلاً بِك عَزيزَتي ، خُذي مَكاناً هُنا "
مُبتَسِمه تَمشي بَينَ كَراسينا وَ لحسن حَظي اي كُل الكَراسي التي حَولي مُمتَلِئة ، عِندَما وَصَلَت ناحيَتي قَدَمَت يَدِها لي تُريد ان اصافِحها بَينَما تَهذي " مَرحَباً ايليا ! "الهِدوء يَبتلع المَكان و جَميع الانظار عَلينا التَفَتت... احدق بِها دونَ تَكلفة نَفسي لمصافَحتها و انا لا ارغَب بِهَذا أبَداً ، اتكئت مُقَرِباً اذرعي ناحِية صَردي وَ استدرت رأسي نّحو الجِدار... لا أعلَم كَيف تَبدو مَلامِحها الان بَعد ان وَضَعتَها بِمَوقِفٍ مُحرج وَ هو اوَل مَا تَعَرَضَت لَهُ بِمَدرَسَتِها الجَديده
هان يَشرَح بِكُل وضوح وَ كَلامِه مَفهوم جِداً وَ يَبدو مُثير لِلإهتِمام ! الا إنَها تَسأل كَثيراً.. تَتَصَنَع صَوتاً ناعِماً عِندَ حَديثها وَ مَلامِحها تُثير اشمِئزازي ، هي تَعقد حاجِبَيها كالطِفله وَ تَبرز شفتيها كَي تَبدو اكثَر لَطافه... ما الذي غَيَرك الى الحَد هَذا ايما..
" هَذا كُل ما يَتّعَلَق بِالمَوضوع... اهناكَ شَيء غَير مَفهوم ؟ "
وَسامَتَك غَير مَفهومه استاذ.. اريد اخباره بِإن الجَميع استَمتِع بِمُشاهَدَة اطلالَته وَ سَماع صَوتِه المَبحوح بِشِكلٍ مُثير
اتَسائل ما الذي عادَ بِـتِلكَ الفَتاة مُجَدَداً.. اتَسائل عَن سَبَب القاؤها التَحيه لي كَإنَنا لا زُلنا اصدِقاء ، كإنَ شَيء لَم يَحصُل
عَلى الرغم مِن انني أبقى فِي صَفي كُل فُسحة بَين دَرسٍ وَ آخَر لِقِرائة كِتابي المُفَضَل ، عادَة ما يَخرج الجَميع وَ يَبقى مَن هو مُتعَب لِلخروج او مَن يَكره الاختِلاط
ذَهبت الى الكافتيريا اليَوم بِصِحبة كِتابي... هي مَوجودة بصَفِنا وَ الجَميع حَولها مُجتَمِع يُريد التَعَرف عَلَيها ، آمُل الا يَقَع احدٌ بِفَخِها جَميع طُلاب صَفي جَيدين لا يَستَحقونَها أبَداً
ايما.. كانَت صَديقَتي المُفَضَله لِثَلاث سَنوات ام رُبَما اكثَر، كانَت اختِنا الثالِثه وَ جزء مِن عِلاقَتنا العائليه انا وَ هان لَطالَما نُسَمي عِلاقَتِنا بِعائِلة.. لَكِن لا أعلَم لِما كُنا اغبياء جِداً هي فَقَط استِغلالية وَ فاشِلة جِداً
انتَظِر نِهايَة الدروس وَ انا اعد الدَقائِق وَ الثَواني لِنِهاية المَدرسة لليَوم هَذا كَي التَقي بِـ اخي وَ اعرف مِنهُ المَزيد
أنت تقرأ
" روحٌ نَجدية \ Soul "
Randomكإنَ الروح تُغادر مَرَتين... وَ غادَرَت روحي مَرَتها الأولى ادراك ان ما انا عَليه الآن لَيس بِفُقدان شَغَف بَل الفُقدان الأَوَل لِلروح ! انها عائِلة وَ اصدِقاء بِشَخصٌ واحِد ، وَطَن وَ موطِن بِمَنزِلٌ واحِد ، حُب وَ كِره بِبَشَرٌ واحد وَ حَياة وَ مَ...