٨. حِوار الحُب

85 5 23
                                    





٩:٣٠
لَيلاً

اجلس وَحدي على الاريكَة مُحاوِلاً الدِراسة بَينَما تُزعجني أصوات الصحون بالمَطبَخ ، نَأكُل عَشائنا مُتَأخِراً عادة وّ اخي يَطبخ الآن اكثر الاكلات المُحَببه لَدي

قَطَع تَركيزي الدراسي صَوته وهو يقف في باب الغُرفه و أدوات الطّبخ بَيَديه " لا يَجِب عَليك الدِراسه ، لَم تَذهب للمدرسة غَداً "

لا اريد اطالَة الحَديث مَعه وّ سأله عَن السَبَب ، اغلَقت كِتابي وَ اعتقد انه قالَ لِأنَني خّرجت مِن المَشفى لِلتَو وَ أحتاج إلى راحة.

اذاً هَذا مُريح ، لا مانِع لَدي بِالتَأكيد ! سّأبقى هُنا بَدّلاً مِن الجلوس داخِل ضَوضاء الطلاب لِعِدة ساعات

لِذا رَميتُ نَفسي مُستَلقياً عَلى سَريري بِراحَةٍ وَ دونَ تَوَتر أو إشغال تَفكير ،، دَقائق قَليلة مَرَت ثُم أسمَعه يُنادي إسمي
ما بالَه يَتَصَرّف بِطَبيعه وَ كإنَ شَيئاً لَم يَكُن ؟ وَ كإنَني سامَحته عَلى ما فَعَل وَ عُدنا كَما كُنا عَليه ؟

لِذا ذَهبت لِرؤيته وَ قالَ بِمَلامِح حادَة " لَيسَ مَسموحٌ لَكَ بِرَفض تَناوِل العَشاء ، إذاً ، تَفَضَل "

" مَن أخبرَك بِأنني سأرفض ، توقَف عَن قَول كُل ما يَأتي بِه عَقلك "

إنَهُ لا يَرد عَلى كَلامِي القاسي مَعَه أبَداً مَهما كان ، جَلسنَا مَعاً وَ انا وَحدي مَن يَأكُل ، اما هو فَينظر اليَّ بِنَظرةٍ عاطِفيةٍ، فَأتَوَقف فَجأه عَن مَضغ اللقمه مَصدوماً مِما سَمعتهُ لِلتَو " نَحن اخوه ايليا "

" وَ ماذا تريد ؟ "

" اريد تَغيير ما أنتَ عَليه ، لِأنَنا إخوة "

" أنتَ تثير جِنوني دائِماً ، قل هَذا لنفسك فأنا لَم أصِل الى هَذِه المَرحَلة إلى مِن بَعدك "

"انا أُخطئ وَ أنتَ تخطئ وَ الجَميع يُخطئ وَ كُلٌ لَهُ حَق المُساَمحه عند الاعتذار ، انا لا اعتذر أبَداً لَكِن إن تَعَلَق الأمر بِك... أنا مُستَعِد لِفعل المُستَحيل "

" وَ ماذا تُسَمي هَذا... لا أعرف ماذا أقول... "

" أُسَميه الحُب... الهَوَس... الخَوف وَ القَلق ، كُله بِسَبَب حُبي الجنوني لَك ، حَتى إنَني أستغرب مِن نَفسي دائِماً لِأنَني أُحِبَك لهذه الدَرَجة ، لَكِن... "

" هان اي حُب، انتَ لَيسَ جاهِلاً إلى الدرجة هَذِه ما الذي غَيرَك !!! الحب لَيس بِالعنف وَ الاخوه لَيسَت بِالمُسامَحة وَ الحَبس لَيسَ إلا أمراضًا نَفسيه... لَقَد تَلَقَيت ما يَكفيني... انا لا أرى حُبك "

" مُنذ مَتى ؟ مُنذ مَتى لا تَراه ؟ "

" مُنذ أن إنتَقَلنا إلى هُنا... أنتَ تَغَيرت "

"أنا لا أُلقي أيَّ لَومٌ عَلَيك ايليا ، لِأنَك لا تَعلَم كَم إنّني اخاف مِن كُل غَريبٍ أراهُ هُنا ، وَ كُل مَكانٍ مَوجودٌ هُنا ، أنتَ أنقى وَ أطيب مِن كُل شَيءٍ هُنا ، خِلال السَنَوات الأخيرة أنا أرى العَجائب وَ عِند عَودَتي للمَنزِل أُحاوِل عَدَم إفراغ غَضَبي بِك لَكِنَني تَحَمَلت الكَثير وَ خَبأتُ المَزيد... اخاف عليكَ حَتى مِني وَ مِن والِدَيك... انا اعيش ضغطٌ كَبير كُل يَومٍ وَ أُرَدِد لِنَفسي رُبَما لَسني مُستَعِداً لِأكون مَسؤلاً عَن شَخص ، لَسني مُستَعِداً لِأكونَ أباً وَ أماً وَ أخاً وَ أستاذاً وَ مُعَلِماً وَ صَديقاً... ايليا انا لا أعلَم إن يَجِب عَليَّ قَول نَعَم عَلى كُل ما تَطلب ، أنا أُريد أن أكون أفضل مِن والِدَيك لَكِن يَبدو إنَني لا أستَطيع... لكنني سأفعل وَ سأحاول وَ سَأبذل المَزيد مِن طاقه قَقَط لِأنَني أُحِبُك ، لَسني كَما تَعتَقد وَ تَصفني بِغَبي وَ جاهِل وَ مُتَسِخ التَفكير، انا أثِق بِك ثِقَةٌ عَمياء وَ احبك بِشِدة أيُها الغَبي ، أنتَ واعي وَ ناضِج لَكِنَك لا تَتَعَمق أبَدَاً... لم يَكُن عَليَّ إخبارك بِكُل هَذا لَكِن لَم اعد اتَقَبَل كرهَك لي وَ أنا مَهووسٌ بِك "

" كَيفَ إذًا سَأعيش... كَيف سَأتَعَلَم المُحاربه وَ الإختِلاط وَ التَصرف بَين عَدَداً مِنَ الناس... ايَجِب أن أبقى مَحبوساً لِكَي أحمي نَفسي ؟ أنا طِفلٌ لِهذه الدَرَجة ؟ "

" أتَعلَم ماذا ؟ قُلت لَكَ بَعض ما الذي يَجعَلَني مُتَشَتِت جِدا ، وَ أعِدَك بِإنَني سَأُحَسِن نَفسي مِن أجلِك ، وَ الان سَأرحَل عَنكَ قَليلاً ، كُل طَعامَك لَقَد صَنَعتهُ بِكُلِ حُب "

" روحٌ نَجدية \ Soul "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن