21

186 3 0
                                    

البارت الواحد والعشرون
" 21 "

خيرزان
-

كيف قلبي فيك صدّق؟
كيف لي أن أنفي هواك أو أُصدّق ؟!
كيف أبقى فوق ذا الجسر المعلق
وتتدلى قدماي وإحساسي يتدفّق
بي ترفّق !

-

فتح باب سيارته الامامي وهو يدفعها تجلس
رمد بصراخ وهي تراه يربط حزامها بطريقه المتها : ممكن اعرف وش اللي يصير
تأوهت ب ألم وهو يشد حزامها بحيث لم ينتبه لطريقته الخطأ
تجاهلها متوجها لمكانه وهو يشغل السياره وهاتفه ب اذنه
حرك السياره بشكل سريع ومبالغ به وهو يتوجه لطريق خالي
دقائق قصيره فقط وهي ترا نفسها بمكان اشبه بخالي وسياف يزداد سرعه
صرخت رمد برعب من سرعة سياف وهي تتخيل خروج سياره مفاجئة لهما
رمد بصراخ : يامجنووون وقف
زاد نحيبها : سياااف الله يخليك خفف السرعه سياف
ثبت هاتفه على مكان مخصص امامه بعد تلقى الرد
قصاف بتعجب من اتصال سياف به : الو ؟
انقبض قلبه من صوت الصراخ
التفت بحدة لأحد رجاله وهما على درج الطائرة الخاصه سيصعدان
ليشير له الرجل الذي بجانب قصاف بطمئان ان قدر على متن الطائرة
تنبه على صوت الهاتف ولأول مرة يشعر بالعجز
رمد بنحيب وصوتها قد بح تماما : سياف اللله يخليك خفف السرعه سياااف
بينما سياف قد وضع على السبيكر وصوته اتى حاداً لمسامع قصاف : وين راجح ياقصاف وينه
قصاف بغضب : بحرييقة انت وولدك تضن اني انا اللي ماخذه عشان احرق قلبك عليه مثل ماحرقت قلبي على رمد
سياف بصراخ وعرقا قد اشتد برأسه : انا لسى ماحرقت قلبك عليها ان مارجع ولدي لحرق لك قلبك عليها صح ياقصاف
نظرت له بفجع دون تصديق ، لا قل ب انك كاذب قل
قل ب انك ماتقوله من باب التهديد لا اكثر
ارني ملامحك لعل شيىء منها قد يوضح لي صدقك او حيلتك
لا سياف لا شعوري الذي تسلل من قلبي اليك لاتقطعه بفعلك هذا
شعوري الذي شراك لاتبعه بالطريقه هذه
وكأن لاقيمة لي لديك بل هذا الواقع لاقيمه لي لديه وماالقيمه التي تجعلني لديه شيئاً
لست سوى نكرة ابنة قاتل دخيله على عائلته
من الطبيعي ان يتخلص منك بالطريقه هذه
يالله الهمني الصبر يارب
باتت تبحث عن ملامحه شيئا يدل على كذبه وانه لن يتخلص منها ليحرق قلب عمها
لكن لا لم تجد شيئا
يبدوا انها اضاعت سياف الحنون احيانا بالوقت الذي يلي ضياعها لرسمتها
كرهته الان مثلما كرهت ذاك الشعور الذي تسلل من قلبها له
حتى وان انكرت سابقا ان لامشاعر له تقر بها الان
لكن بعد هذا وان كنت على قيد الحياة لن تحيا له المشاعر منها شيئا واحده له
تنبهت من تفكيرها على صراخ سياف : وييينه
قصاف : تدري شلون مع اني مو انا اللي ماخذ ولدك لكن ليتني اللي سويتها ، علي دينٍ حبة راس من سواها ياسياف
وضع يده سياف على احد معدات السياره لتزداد سرعه
وصراخ رمد يزداد معها
لم يسمع الا صوت قصاف
على شدة صراخ رمد وخوفها بجانبه الا انه لم يسمعه من شده قهره
سياف : معك 5 دقايق ماتقول لي وين ولدي تترحم لي على بنت اخوك
قصاف ببرود مدروس : الله يرحمنا جميعا مادري وين ولدك
تصنمت بمكانها وهي تسمع صوت قصاف البارد
لا لا تفجعني انت الاخر وكأن امري لايعنيك
صرخت بصراخ باكي مستنجده قصاف
رمد ببكاء : قصاااااف
ضن سياف انها تستنجد بعمها يأتيها
بينما رمد كانت تستنجده ان لايكسر قلبها بما يقول
اغمض قصاف عينه بقهر من صوت رمد
لكن ليس بيده سوا فعل هذا
لن يصدقه سياف سوى ببروده
سياف بحدة لقصاف : انا بسكر الحين لكن هي ساعه وحده مايجيني راجح فيها حرام بالله يوصلك علم بنت اخوك .
قصاف ببرود متصنع وهو يجلس على مقعده امام قدر : رحلة بحث سعيده ياسياف
كانت انظارها معلقه بهاتف سياف وبرود نبرة قصاف يترسخ بها
تشعر بشعور سيىء مميت لاتعلم ماهو تشعر بشيء قد ربط على صدرها وحواسها
جعل منها التنفس صعبا
جعل الكلام منها يُسلب
تشعر بالفتور لاتعلم ماسببه ، لا هي تعلم سببه لكن ماذا يُطلق على حالتها الان لاتعلم
تنبهت على صوت بوري السياره امامها مقابلهم بسرعه
وضعت يديها على وجهها بخوف وهي تضن ان هذه لحظتها
صرخت بخوف واصوات سرعه السيارات وبواريها برأسها صرخت بكل ما اعطاها الله من قوة وصوت وهي تسمع صوت اصتدام السياره
بينما لم تنتبه لسياف الذي اجتازها بشكل سريع
والسياره الاخرى قد صدمت جذعا خلفهما
اغلق سياف الهاتف مباشره
واخر ماقد وصل قصاف هو صرختها وصوت اصتدام ما
قصاف بصراخ وهو يأمر رجاله لأعطاء الاوامر للكابتن ان يوقف الاقلاع
قصاف : امنع لي الاقلاع بسرعه
احد رجاله : مانقدر طال عمرك اقلعنا من 10 دقايق والمدرج مو مهيأ للهبوط
قصاف بقهر وهو يتحرك بكرسيه بشكل لاارادي : لعنه تلعنك انت والمدرج انا قلت يرجع وينهي لي الرحله الحين
كانت انظار قدر موجهه عليهما بقلق دون علم بما يحدث
لكن ماتعلمه ان كارثه ما تحدث لقصاف
احد رجاله الاخرين بمحاولة اقناع : ياطويل العمر قل لا اله الا الله صعبه نرجع الحين دون علم المطار بالهبوط
هذا الشي راح يلفت لنا الانتباه ونتعرض لتفتيش وراح توصل لتوقيفك
ان شالله مو صاير الا الخير اتصل بطويل العمر رماح واستفسر منه
قصاف بقهر وعجز اول مرة يشعر به : الله ياخذك انت ورماح قل امين
جلس بمقعده وهو يحاول التفكير في حل
الطائرة لا مجال لها للعوده اطلاقا
اخذ هاتفه وهو يتصل برماح
رماح وكوب قهوه امامه : هلا
قصاف بغضب : انت وش مسوي ؟
رماح بتعجب : ووش سويت عسى خير شصاير ؟ انت ماسافرت
قصاف بغضب : الا سافرت وانا بنص الطياره يجيني اتصال من الزفت اللي ماينسمى سياف ويهددني بحياة بنت اخوي
رماح ببرود وحيله وهو يخبر قصاف : ماعليك حبيبي ريح ،وماهانت علي روحتك مقهور
قصاف بمقاطعه : يعني ؟
رماح وهو يرمي الجريده على الطاوله امامه : قلت لي ضمير سياف يعذبه اذا كان ظالم احد صح ؟
قصاف بعدم صبر : رماح انطق اللي عندك بسرعه
رماح : راجح مانخطف ولا شي اتصل عليه صديقه اللي ماشافه من سنين وراح يشوفه
وبينما هو راح يشوف صديقه صديقه اعتذر من حضوره
وطبعا لما حاول راجح يرجع للبيت مالقى سيارة اجرة ترجعه والفضل هذا بعد الله يرجع لرجالي
بحيث كل ماقربت سياره كانوا يستخدمونها
وللأسف طاح جوال راجح لما صدم بواحد من رجالي
اوخلنا نقول رجالي تصادموا معها بالغلط المتعمد وحلف عليه يصلح له جهازه قبل رجع للبيت
وبكذا راجح الخجول ماقدر يرفض للرجال اللي حلف عليه يصلح له جواله
وطبعا صار تأخير متعمد
بينما رجال سياف لاحظوا تأخر راجح مما خلاهم يتوصلون لراجح ب انه مع احد رجالي
لكن لما راجح يشرح الوضع لأبوه بشكل طبيعي وان اللي صار كله محض الصدف
وقتها بنشوف سياف وشلون يتصرف معك ومع بنت اخوك
هذا اذا استعادالثقه ببنت مقرن مرة ثانية
اعرف ياقصاف ان كثير اشياء انهدمت الحين وانبنت لصالحنا
فاهم حبيبي وتوته توته خلصت الحتوته
قصاف وفكرة ان هذا كله مخطط حتى سلامه رمد محسوب حسابها من احد رجال رماح جعلت لسانه ينعقد
قصاف بتعب : يعني هي بخير
رماح بصدق : والله ياخوي بخير
قصاف : وسياف
رماح بسخريه : الله اعلم بقلبه يقولون الضنى غالي
قصاف بقهر وهو يتذكر طلبه وبكاء رمد امس : جعله من هالحال واردى
رماح : طيب حبيبي انت ارتاح الحين وانا بشيك عالوضع
قصاف بعجل قبل ان يغلق رماح : ابو كساب
رماح : سم
قصاف بنشوه : لك حبة راس برقبتي ،، بردت لي قلبي .
اغلق هاتفه من رماح وهو يرميه جانبا
حتى وان كان كل هذا مخطط الا ان باله لم يرتاح جدا
وضع كفيه على شعره وهو يشعر بالتعب
كان من الغلط اساسا ان يرحل عنها
كان من الذنب ان يعقد ذاك الاتفاق مع سياف
انعاد عليه صوتها وهي تخبره " وش فاد ياقصاف هذا ابوي راح بنية يحميني وبالنهاية ماستفاد لا انا اللي شفته ولاهو اللي ربح "
تمتم وهو يغرس اصابعه بشعره الكثيف : ياخوفي انا اخسر يارمد
لم ينتبه لنظرات قدر امامه وهي تشعر بالانتصار على حاله
اقتربت منه قدر بهمس : جعل حوبتي ماتعداك ياقصاف توك ماذقت من قهري شي
رفع رأسه ببطئ لها وهو يبتسم لها بسخريه بعد ان اقنع نفسه ان كل شيء على ما يرام
قصاف بثقه ونبره خبث استعادها : شكلي تاركك هاليومين براحتك وانفلتي يبي لك تأديب وترجعين مزبوط
عادت بظهرها للخلف على كرسيهابسرعه
وهي تشتمه ب اسوء الشتائم داخلها
تشتم قوته التي لاتنهار تشتم تسلطه وجبروته
ولعل الله يريها به شيئا
شعرت بحجابها ينسال بين يديه بسهوله
تلفتت بفزع لترا المكان خالي من رجاله بعد ان اعطاهم الامر
وجدته يجلس بجانبها على المقعد المجاور دون انتباه منها
كتفه العريض ملاصق لكتفها الصغير مقارنه به
شتت انظارها عنه بقلق وهي ترا الطائرة تخفض انوارها
بحيث تبقى نورا خفيف لايذكر والظلمة تسطو الطائرة
وصل لها صوت قصاف المرهق : نامي الرحلة طويله
حاولت ان تبتعد الا ان ذراعه على ظهرها ثبتتها بحظنه
وضع رأسها على صدره ليطلب منها النوم
فهو لايأتمن ان ينام ويتركها صاحيه ورجاله بالطائرة معه
لو كان بمنزله لأغلق عليها الباب ونام ولا مجال لأحد الوصول لها
لكن هنا الوضع صعب حتى وان كانت ثقته برجاله عاليه
وضع يده التي كانت خلف ظهرها على رأسها وهو يثبتها على صدره : نامي من امس مانمنا التعب خذا حقه
قدر بعتراض وهي تحاول الابتعاد وهو يزيد من تثبيتها : بس انا
قاطعها قصاف وهو يسحب نظارة النوم القطنيه على عينيه بعد ان كانت على رأسه : اششش ونامي
شعر بها تسترخي على صدره ومازالت يده وذراعه تحاوطها
بينما بالاساس هي قد فقدت املها منه ان يتركها تبتعد قليلا
قدر : هي بخير ؟
قصاف بنفس وضعيته ونظارة النوم على عينيه : ان شالله انها بخير
قدر بصوت منخفض : قالت لي بتساعدني
قصاف بتهكم وهو يضغط بيده على كتف قدر بحظنه : هه مين رمد ؟ ليتها ترتاح من بلاويها عشان تريحك .
قبل رأسها الساكن على صدره وهو يراها تجاهد للنوم
بينما خطر على باله بيت قصيده ليهمس لها به : نامي ياحزينه اللي ماجابهم حنين مايجيبهم ليل

رواية ما يلتقي برد ودفا الكاتبه ، خيزران ،  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن