الفصل السابع عشر

265 3 0
                                    

أحبني ... بكل ما لدي من صدق ، ومن طفوله ... وكل ما أحمل للإنسان من مشاعر جميله ... أحبني غزالة هاربة من سلطة القبيله !
أحبني لذاتي ... وليس للكحل الذي يمطر في العينين ... وليس للورد الذي يلون الخدين ... وليس للشمع الذي يذوب من أصابع اليدين
* نزار قباني

-

اخذت نظرة على المكان بشكل متوتر ناتج عن تفكيرها بمقرن
حسنا لايهم الامر لا احتاج لا لرماح ولا غيره سأعود كما ذهبت ليحفظه الله حتى وصولي
عادت ادراجها للبوابه الخارجيه للمنزل بشكل سريع
لتتفاجاء بحائط اسود يقف بينها وبين البوابه ببعض سانتيمترات
رفعت عيناها تلقائيا ، حسنا ليس جداراً بل احد الرجال التابع لرماح
حاولت الابتعاد يمينا لتخرج لتجد ان الرجل ذاته يقف امامها مانعا اياها الخروج
نظرت للخلف لتجد رماح يعطيها ظهرها ماشيا للداخل بعد ان رمى اليه السائق مفتاح السياره
ب اشارة من رماح
التفتت بحنق للحارس امامها : رجاء بعد الموضوع لا يخصك ولا يخص رئيسك مدري الزفت حقك
لا رد اتاها وكأنه بالفعل جدار
ابعدته بغضب عنها وهي تمر يسارا مستغله كونه كان يمينا
لتجد اخراً بنفس بنية وهيئة الاول الا انه افتح بشره
الشخص برسميه : رجاء انسه رمد مانبي نأذيك ونبعدك اتباعا من اوامر طويل العمر " قاصدا بها رماح "
والبوابه تعمل بجهاز سواء سمحنا لك بالمرور او لا هي ماراح تفتح لك
حاولت ان لاتتلفظ الا انها لم تتمكن من تمرد لسانها : الله يقصف عمرك انت وطويل عمرك هذا
عادت حيث المدخل بخطوات غاضبه وهي تتصل على ارقام تحفظها عن ظهر غيب بالهاتف الذي كانت تحمله بيدها
ليأتيها الرد مغلق
سقطت عيناها على رماح امام النافذة الكبرا بعرض الجدار وهو ينظر لها واقفا من الداخل وكوبا من القهوه بيده
ابتسم ابتسامة انتصار وهو يرفع لها الكوب ويشرب بعد ان اشار لها به
تلفظت بشتائم انهتها ب اسمه بصوت منخفض لم يسمعها سوا هي
يبدوا انه كان ينظر للموقف من بدايته
دخلت للمنزل لتصعد الدرج امامها ببرود يعاكس جوفها
ليجاوبها رماح بالتجاهل وهو على نفس وضعيته دون الالتفات اليها
خلعت لثامها بغضب فور دخولها غرفتها وهي ترمي الحجاب على السرير وتتبعه بالبالطوا الطويل
جلست على طرف السرير وهي تغطي ملامح وجهها بكفيها
تفكر في حل ، بعد ان اسندت مرفقيها على اطراف فخذها
شعرت بصداع يداهمها
تسللت يدها الى ربطة شعرها لتحرر شعرها منها
ويتناثر حولها
غلغلت يدها بشعرها من باب التدليك لعل يقل المه
لاول مره تشعر بالعجز لا فرصة للخروح ورجال الحقير تحاوط بيته
وهاتف قصاف مغلق ايضا ،
حتى ان سياف يظهر لها مغلق !
تذكرت موقفها مع مقرن فور دخولها لمنزل سياف وقت احتفالهم
ليأتيها مقرن متباهيا ببطولة ابيه ويخبرها ايضا انه سيقاتل ويحارب الاشرار كما فعل ابيه
ليأتيه همس رمد ب اذنه متسائله ببتسامه : يعني بتحاربني وتقاتل مثل البطل ابوك ؟
ليضع ثغره مقرن عند اذن رمد بعد ان حاوط رأسها بكفيه الصغيرتان وهو يهمس لها كما تفعل
: لا انا ماقتل القطوات انا احبهم
رمد ببتسامه مرهقة تعاود همسها له: انا رمد مو قطوه
هز رأسه مقرن نافيا ليعاود الاقتراب ل اذنها وهو يلصق فمه ب اذنها كي لا يسمعه احد : لا بابا يقول انتي قطوه
بينما هي بالمقابل رفعت عينيها لسياف الواقف ببعد 3 امتار عنها
بينما هي جالسه ارضا بنفس طول مقرن
لتراه يرمقها بتفحص وكأنها يخبرها انه يسمع تحاورهما رغم عدم سماعه
كسرت عينيها عنه معاوده نظرها لمقرن الملاصق لها امامها وهي توصيه وصيه ب اذنه ثم تنهض مشيره له وداعا ب اطراف اصابعها صاعده للأعلى
وابتسامة تعلو ثغر مقرن وهو يعود حيث جلوس عائلته
شعرت صدرها يضيق اكثر واكثر وهي تتذكره
زاد حنقها على الجوهره لتتمتم بدعوات عليها لعدم اهتمامها به لتنهيها بستغفار من دعوتها التي دعتها عليها فكل شي " مقدر ومكتوب "

رواية ما يلتقي برد ودفا الكاتبه ، خيزران ،  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن