〰︎〰︎〰︎
"شكرًا لكِ ، استمتعي بالقهوه." ، ابتسمت للمرأه الجميله التي رحلت للتو من امامي وحَل مكانها شخص اخر بذلك الصف الطويل ، لطالما كانت المقاهي تعمل بشكل مزدحم صباحًا كون ان الجميع يرغب بإرتشاف قهوته قبل الذهاب للعمل.
لكن الامر يختلف اذا كنت تعمل بالمقهي نفسُه ، فلن تستطيع الحصول علي القهوه لنفسك.
لكن اذا اتيِنا لحياتي ، فأنا لم احصل علي شئ لنفسي ابدًا.
- لا تعودي الي هناك!
هذا ما كان يخبرني بِه عقلي كلما مرت لحظه اشعر بها انني سأعود لليلا نفسها منذ فتره.كانت هذه الجمله هي مُنقذي.
لا تعودي الي هنا لِيلا ، ستُهزمين بتلك المعركه لِيلا ، ستعودين لنفسها لِيلا التي كانت تبكي بالكنيسه وتتضرع للرب ان يرجُعه لها مره اخري لانها لم تقوي علي الاشتياق لِيلا ، تقبلي الامر ليِلا وتوقفي عن النكران.
وهكذا ، وبهذه الجمُل ، نجوت ، لكنني تركت جزء ضخم من روحي خلفي.
"اتمني لك يوم سعيد ، تمتع بالقهوه!" ، بالرغم من تلك الحروب التي تُجري بداخل عقلي الا انني مازلت اوزع الابتسامات واعمَل بجِد.
اهتز هاتفي فجيبي لمره واحده وعلمت انه اشعار رساله ، لا يوجد وقت لتفقدها الان لكن لا بأس.
انتهيت من عملي بعد سته ساعات ، واتي شخص غيري ليأخذ مكاني ، خلعت ملابس العمل ووضعت معطفي البُني الكبير.
بمجرد خروجي من المقهي فتحت هاتفي وحتي لو كان جزء كبير مني يتمني انها من شخص اخر الا انها كانت من ماريا.
- يا فتاه ، من الافضل ان تقابليني بالمنتزه اليوم الا واتيت لمنزلك وقمت بصفع مؤخرتك!
أُرسلت 11:30 am.وكما قالت توجهت نحو المنتزه واضعه السماعات بأذني استمع للموسيقي ، اشعر ان الاغاني الحزينه لم يعد لديها تأثير علَّي ، انا من اصنع اغنيتي الحزينه بنفسي ، اذا سمعها أحد لتمني لو كنت مُت كي لا اتحمل هذا الالم.
مازلت بنهايات ببدايه العشرينات من عمري ، واعمل واذاكر واسكن بالمنزل كالشبح الذي يأبي الرحيل عن مكانه ، هذه ليست الحياه التي من المُفترض ان تكون اجمل حياه نعيشها بالعشرينات من عمرها ، كان من الممكن ان تكون افضل لكن اظن ان الرب لُه حكمه بذلك ، لكن لنأمل ان ليكون الامر بأكمله مجرد فتره.