رمشَ الطفل عدة مرات بِغرابة حينَ سَحبَهُ وَحشْ الجَبَل وراءِه بِهَذهِ السهولة فَـ اخذَ يُعاند وَ ينتَحب وَ الغريب أنَ الاخر لَم يلحَ عليه، بَل تركَ يدهُ ضاحِكًا.
" لِما لا استَطيّع مُغادَرة هَذا المكان؟"
" انها لعنةُ هَذا المكان."
تحدثَ بِخفوت، ما اظهرَ صوتهُ عميقًا هَذهِ المرة، سحبَ الطفل معهُ مرةً اُخرى حينَ رأى سكونه. وَلَكِنهُ مُجَدَدًا قد توَقف وَ ملامِحَ خوفٍ قد ظهرت على محياهُ الطفولي.
" هَل تنوي اكلِ؟! "
وَحشْ الجَبَل قد استَغرَبَ الأمرُ لِلحظات قَبل ان يُقهقه لِظرافة الطفل. وَ يجثوّ على الأرض لِيَكُنَ على مقربةً مِنهُ في الطول، ناظرهُ بِبسمةً حلوة، وَ غرته كانت تُغطي عينيهِ كِما هيَ العادة. وَ هَذا ما ارعب الطفل.
رُغِم أنَ نبرتهُ كانت مازحة الا انها ارعَبت الطفل بِشكل كبير بَل وَ ابكته وَ هَذا ما جَعل الوَحشْ يغرَقُ في الحيرة. لَم يَتَعامَل معَ البشر مِنذُ وقتًا طويل.
فَـ اخذَ يُحاوِل تَهدَائته بِعبارت غير مُترابطة وَلَكنَها تدلُ على الأسف، وَ حينَ فقدَ الأمل قد حملَ الطفل بِأحدى ذراعيهِ وَ الطبطبة على ظهره أثناء سيرهُ لِلداخِل رُغم أنَ الطفل استمر بِالمُقاومة وَ ترديد 'هيوَنجِين خائف'