ضائِعٌ فِي النَعِيم

349 40 39
                                    

يَعتَقِد مِينهُو بِأنَّهُ دائِمًا ما كانَ وَحِيدًا هُنا ، لِفَترة طَويلة مِن الوَقت، قَدْ أعتادَ تَمامًا على هَذا، بِأعتقادٍ سَخيفٌ مِنهُ قَدْ آمنَ به.

مِن المُحْبِط كَيفَ نِعمةُ السماء قَدْ مَحَت إعتقادِهُ تَمامًا، وَ تَجعلهُ مُتعطشًا لِلمَزِيد مِن التواصِل.

مَقَّت الوِحدة بِشدة.

لأنَّ هُناك ذَلِكَ الشَيء الَذي غَير نَظرَتهُ حَقًا ، وَلَكِنهُ سُلِبَ مِنهُ سَرِيعًا . باقيًا عَلى الفُتات،

كانَت إحدى الأيام الأعتيادية جِدًا، بِجوٍ صافٍ ، غيومٌ كَثيرة ، وَ شَمسٌ مُعتدِلة ، يَجدها جَوًا مِثالِي لِلجلوس عَلى العُشِب ، مَعَ الأرْنَبة سُونا بِجوارِه بِحجْمَها الهائِل، وَ الطَيور الصَغِيرة الَتِي أحْبَت الوقوف عَلى كَتِفه، وَ أُخرى عَلى أصابِعه ، يَضعُ بِكامِل ثِقله عَلى سُونا حِينها ، وَ لَم تَكُن تُلقِي بالًا لِثقلِه مُستغرقة بِقيلولَتِها المُعْتادة.

هُناكَ شَيئًا تَغيَّرَ بِالهواء حِينها، وَ سَمعَ خِطواتٍ ثَقيلة عَلى الأرْض ، كانَ بِالقُربِ مِن مَدخل الجَبَل الوَحِيد، وَ حواسِه مُعزَزة ، يَسْتَطيع سَماعها مِن مَسافة بَعيدة، وَلَكِن هَذِهِ المَرة لَم يَلحظها حَتى أصبَحَت قَريبة ، ثَقيلة وَ بَطيئة.

'يَعرفُ زائِرهُ المُعتاد'

فَلَم يَتفاجئ تَمامًا حِينَ رَأى رَأسَهُ الأشْقَر أولًا يَبرز، وَ بَعدها يَظهر جَميع جَسَده ، ما أن أصْبَحَ عَلى القِمة قَد رَمى بِحقيبَتِه المُعلقة عَلى ظَهره عَلى الأرض وَ أحنى جِذعهُ مُتَشبِثًا بِرُكبَتيهِ يَلهثُ أنفاسه بِصوتٍ عالٍ قَدْ وَصلَ لِلآخَر بِالفعِل. وَ بَعض الهسهسات وَ اللعنات الخافِتة جَعلتهُ يَبْتَسِم .

" كَيف أسْتَطعت صِعودِه عِندما كُنتُ طِفلًا !"

يَطلقُ تَذمرٌ مَخنوق بِسَبب فِقدانِه لِأنفاسِه بِالفعِل ، فَظهرَ مُحتَقنًا غَليظًا ،

" كُنتَ تَمْتَلِك الكَثير مِن الطاقة حِينها، لَرُبَّما أصْبَحتَ عَجوزًا ؟"

لَم يَتَحرك مِينهُو حِينها مِن مَكانه، بَل كانَ يُناظِره بِمُقلَتينِ لامِعة، وَ يَسخرُ مِنه، جَعلَ هَذا الرَجُل يَصدرُ صَوتًا مُعترِضًا .

" لا أزالُ شابًا! هَذا المَظهر يُبَرْهِنُ هَذا "

كانَ قَدْ دَفعَ بِخصلِه الشَقراء المُتعرِقة لِخلِف إذنه ، لَم تَكُن غِرَتِه بِذَلِك الطَول، كانَت قَصيرةٌ كَثيفة وَ مُتَفرِقة عَلى وَجهه، وَ أمْتَدَت خِصلِهِ عَلى أمتداد رَقَبَتِه، بَيْنَما رَبطَ بَقيته ، فَلَقَد كانَ طَويلًا يَصلُ لِما بَعد خِصره، فَتَبَعثَرت حِينها خِصله المَربوطة عَلى ظَهره ، وَ ظَهرَ البَعض عَلى أكتافِه . كانَ يَرتَدي رِداءً طَويلًا، بِلونٍ أسود وَ حِزامٍ قِماشي أحْمَر، لَم يَكُن يَرْتَدي كِلا كَمْي الرِداء، بَل كانَ يَرتَدي واحِدًا، وَ الآخَر تَركهُ يَتَدلى دونَ إرتَداءه، ما سَمحَ بِظهور عُري صَدره، وَ أنحلال حِزامه عَلى خِصره،

وَحَش الجَبَل ~ هيوَنهُو ✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن