فِي يومٍ مثلَ هَذا ، جميلٌ وَ مُنعش ، في اوائِل الصَباح ، السماءُ غائمة ، وَ الدُنيا زرقاء .
كانَ هيوَنجِين قابِعًّا على كُرسيٌ مِن الخشَب بِوضعية ثابِتة ، وَ الآخَر قبَّعَ إلى الوراء مِنه ، بِتركِيزٍ كَبير كانَ يَقص أطراف شَعره لِحدٍ كَبير ، لِدرَجَة انَ شَعْرَهُ كانَ يَصِل لِمُنتَصِف خِصره وَ الان يُقارِع إذنه .
لَم يَحبَذ مِينهُو الفكرة مُطلَقًا ، وَلَكِن هَذا كانَ مطلَبِه بِيوم مِيلادِه الثامِن عشَر . هَل لَديه اي خيار فِي هَذهِ الحالة ؟
الوَقت كانَ يَمُر بِسُرعة كانَت تُفاجئه ، متى كبَر الطِفْل البَكاء لِرَجُلٍ كبير ؟ على الاقَل في حجمِه .
ما امتلَكِه مِن مُشاكَسة لَم يتَغير ، كانَ يَشعُر بِتفتُح الازهارِ داخِله أثناء مُراقبَته ، بَسمَتهُ العابِثة وَ إدعاء البراءة ، دلَلُه كانَ شيئًا يبعَث الامان لِداخِله ، فَهوَ لِوَقتٍ طويل ظَنَّ بِأنَ الصَغِير يَكرُهَه لأنهُ بَقى عالِقًا هُنا .
وَلَكِن سُرعانَ ما يَختفي هَذا الاحتمال لِحلاوَة الاشقَر بِـ اظهار حُبِه ،
كانَ عزيزًا ، عزيزًا لِدرَجَة أنَ مِينهُو لا يتَخيَل الجَبَل دونَ زَهْوُ مَلمَحَّه وَ طفوليَة أفعاله ، وَ لا يَستَطيع قَهْر قلبِه عَن طيبَ ملامِحه . يَحنوُ عليهِ بِطيبِ خُلقه وَ خفَة افعالِه .
كانَ شارِدًا لِدرجة مُقيْتة ، مِن الجَيد انَّهُ استعادَ تركيْزه في هَذهِ اللحظة وَالا فُسَد شَعْر الاصغَر ، وَ لا يَستَطيع تَخيُل ما يُمكِن أن يفعَّله بِتلكَ اللَحظة .
انتهى بَعد مُدة ، فأبعَد قطعة القُماش المُحيطة لِعُنقه ، وَ مدَ لَهُ مرآةً صَغِيرة ،
طالَع هيوَنجِين ذاتِه لِوَقتٍ قَصِير بِبَسمَةٍ كَبيرة ، فَـ مَظهْرِه قَد راقَ لَه . وَ مِينهُو كانَ يَنظرُ مَعه لِوَهلة ، وَ بَعدَها قَد تنَهَد ، الاشقَر كانَ جميلاً بِكُل الأحوال .
لَم يثبَت بَعد هَذا ، فَلَقَد اصْطَحبَ سُونا مَعه لِلغابِة لِلعبَث بِالأرجاء ، بَقى مِينهُو لِيُنَظِف المكان وَ بَعدَها تبعْه . بِالعادة لا يفعَل وَلَكِن اليوم يَحمَل عاطِفة تَلثمُ انفاسِه بِمُجرَد رؤيَة الاصغَر .
كانَ في مُنتصَف الغابِة ، يَضعُ بِثقله على سُونا وَ لا يفعَل شيء سوَ تأمُل نقطة عمياء ، وَلَكِن رُغم شُرودِه قَد سمَع خطوات مِينهُو ، هَذا ما جعَّلَه يَنهْض بِالجلوس وَ جاءَ الآخَر لِلجلوسِ لِجانِبه .
" بِماذا تُفَكِر ؟"
" اه الكثير "
ردَ هيوَنجِين بِعبوس أثناء النظَر لَه ، هَذا شيء آخَر يُخدِر انفاسِه ، اتجَهْت يَده لِتسحَب إحدى وجنَتيه وَ يُفسِد عبُوسِه .
أنت تقرأ
وَحَش الجَبَل ~ هيوَنهُو ✔︎
Short Story- وَحَشٌ ظَريف قَد قَبَعَ في أعاليّ الجِبال، وَ طِفْلٌ صَغِير قَد تمَلَّكه الفُضُول. * مُكتَمِلة .