6

1.2K 93 17
                                    

لَم تَكُن الأمور بِتلكَ المثالية، كانت ضبابية وَ فاقعة. مِن السَهل معرفَة هَذا.

حينَ تنحَصر حياتك بِمكانٍ واحِد لِمدة طويلة جدًا، وَ ترى ذات الأشياء يوميًا، ذات الشَخص، الحيوانات، الزرع يوَلِد ذَلِكَ الشعُور الكريه، كُل تِلكَ المشاعر السوداوية وَ السلبية قابِعة في أعماق البشريّ.

لا يُمكِن لومِه، كانَ الأمرُ مُملاً، أن تَعلق معَ وَحَش ضَجر، مُنزَعج طوال الوَقت. يُعامِلك كَطِفلٍ مُزعج.

كانَ هيوَنجِين يَلعَب بِكُرة قَد وجَدَها أثناء عبَثه في الغابِة، متينة وَ جيدة، صَغيرة الحَجم. وَ الأفضل مِن كُلَ هَذا لَديه شيء يَقضي بِها وقته.

وَلَكِن في النهاية قَد ملَ مِن الأمر. لَقَد كانَ يَلعَب بِها على مرُور الأسبوعين الفائتَين. لِهَذا كانَ يَشردُ كثيرًا أثناء اللَعَب بِها، يَستمر بِصفقَها بِالارض وَ ترتَد لِيده.

وصلَ لِمرحَلَة الغضَب في حدود تفكيره، وَ مِن دونَ وعيًا مِنه قَد صفَعَ الكُرة بِقوة ممّا جَعَلَ الكُرة ترتَدُ بعيدًا عَن يَده، وَ تصفَع مِن جاءَ لِلبَحث عَنه.

مِينهُو، جاءت في مُنتَصَف وَجهَه وَ سَقَطَت بِبطئ على الأرض. ارتَعَد هيوَنجِين لِلخلف بِرُعب، لَقَد ظنَ بِأنهُ قَد اغضبَ الوَحَش.

وَلَكِن الأمر قَد مرَّ عَكس ما توَقع، فَـ مِينهُو كانَ هادِئًا حينَ ندهَه عليه لِلعودة وَ حسب، لِهَذا قَد تبعَ الاخر دونَ التفوَه بِحرف شاعِرًا بِالذَنب.

"هَل تَأذَيت..؟"

" لا."

غَمْغَم مِينهُو بِالاجابِة دونَ النظَر لِلخلف، ما جعلَ تفاقُم المشاعِر السيئة دَاخِل آلآشقر الذي توَقَف في مساره وَ شدَ على ثيابِه.

" ما الأمر؟ لِما توَقَفت؟"

" اوَدُ البقاءَ هُنا اليوم"

رمشَ مِينهُو عدَة مرات وَ بَعدَها تخَصَر بِوقفَته مُعبِرًا عَن عدَم اعجابِه بِالفكرة.

" وَ السَبَب؟"

" اه.. تجربة جدِيدة؟"

تنَهَد مِينهُو بِخفة وَ ابتسَم لِيَقتَرب مِن الاخر، حتى اصبحَ أمامه، هَذا قَد وتَر آلآشقر الذي اطرَقَ بِرأسه لِلاسفَل.

" الكُرة لَم تَتَسبَب بأذية، وَ لستُ غاضِبًا"

ربتَ على شَعر الصَغِير في آخِر حديثه، وَ قَد سَحبَه مِن معصَمِه بَعدَ هَذا، وَ لَم يَتركه طوالَ سيرَهِم.

مضَغَ هيوَنجِين ريقًا وَ ضاقَ صَدره، كانَ يشعُر بِالاستياء وَ الكثير مِنه.

مِينهُو كانَ سَبَبٌ لِلكثير مِن المشاعِر المُبعثِرة لِدواخِه،

حينَ وصلَ لِلمنزل قَد تركَ معصَم الصَغِير الذي شَعرَ بِالاستياء لِهَذا. وَ شعرَ بِالحيرة بِذات الوَقت.

ما الشيء الذي كانَ يُريده مِن مِينهُو بِالضَبط؟

تناسى الأمر حينَ لمَحَ سُونا نائمة بِأحدى الزوايا، وَ كَفعل اعتيادي قَد اتجَهَ سريعًا لَها وَ رمى بِذاته على كومة الشَعر التي رُغم استيقاظَها مِن قيلولَتَها لِوَهلة الا انها عادَت لِلنوم بِسُرعة.

مرَّ الكثيرُ مِنَ الوَقت، حتى انَهُ قَد اسهَب في أحلام اليَقَظة، فجأةً قَد شَعَر بِجَسَدٍ ثقيل فوقه،

لَم يَكُن بِحاجة لِمعرفة مَن كان، وَ ضحكِته اللطيفة رنَت بِأذنه، فَأغمَض عينيهِ بِراحة بَعَد الفزَع الذي سبَبَهُ لَه.

* **

400 كلِمة.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


وَحَش الجَبَل ~ هيوَنهُو ✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن