3

1.4K 97 34
                                    

وجدَ راينو ذاته تميلُ لِلخلف، وَ بِالهدوءِ قد غرق لِتنعسَ عينيهِ ناظرًا لِضباب المنطقة المُحيطة بِه.

لَم يمر الكثير مِن الوَقت والا بِـ الصغير امامَ ناظريه، يحملُ الارنَب الصَغير وَ بسمةٌ عريضة قد احتلت ثغرهُ الظريف،

رُبَما قد نام دونَ أن يَشعُر، فَـ لَم يَكنُ لِلوقتِ تأثيرٌ كبير على حياته الروتيّنية المُملة، وَلِكِن كون الطفل قد امسكَ الارنَب بِهَذهِ السُرعة قد فاجئته،

الأطفال يَمتَلكُونَ الكثير مِن الطاقة.

شعرهُ آلآشقر الطويل تقريبًا قد بُعثرَ بِفوضوية، وَ ملابسهُ قد اتَسَخت وَ جروحٌ خفيفة قد علت وجهه.

هَذا المنظر قد بعثَ الدفئُ لِقلبه الساكِنْ، وَ ذكرياتٌ خافتة مِنذُ وقتٍ طويل قد زارته، تبعثُ الدافئ لِجسده

جذبَ الصَغير لِحُضنه بِطريقة فاجئت هيوَنجِين وَ الارنَب الذي قفزَ بعيدًا،

وضعهُ على إحدى ساقيهِ وَ اتجَهَت يدَهُ لِتشدُ وجنتيهِ وَ يصدرُ انتحاباتٍ بِأصواتٍ ناعِمة وَ جميعُها كانت تَمدح ظرافة الفتى الذي شحبَ وجهه وَ تجمدت اطرافُه.

" اه توَقَف! "

صرخَ بِهِ لِلتوقُف ويديهِ الصَغيرة قد استطاعَت إمساك إحدى يديه وَ حسب، لِهَذا قد أمالَ الوَحشُ بِرأسه ما سببَ بعثرة شعره وَ إيضاح مُقلَتيهِ العسلية.

الاجراس التي كانت مُعلَقة على قُرنيه قد جذبت الصَغير لِلسؤالِ عِنها.

" لِما هَذهِ الاجراس؟"

" اه، كانت موجودة لِتُنذِر أهل القرية بِوجودي."

اجابَ باسِمًا وَ قد حطت يدهُ الضخمة فوق رأس الصَغير لِتُرَبِت عليه،

راينو لَم يَكنُ يُحادث ايِّ شخصٌ، وَلَكنَهُ لَم يمتَنع عَن الكلام، فَلَقَد كانَ يُحادِث اي شيء، أرنَبه، السمك في البُحيرة وَ حتى الشَجر لِكِ لا ينسى مِن هوَ حقًا وَ لا اللُغة التي يَتَحدَثُها.

الطفلُ بِـ اسئلتهِ الكثيرة قد بعثَ بِـ الدفئِ إليه، وَ حماسٌ لِلحديث.

هيوَنجِين كانَ يَلعب معَ الارنَب على مَقربَةً مِنه، رُغم انهُ كانَ يَحبس الحيوان في حضنه وَ حسب،

فجأةً قد مُدت يد الوَحش ناحية وجهه، وَ بِهلعٌ وَ خوف قد اغلقَ الطفلُ عينيهِ، وَلَكِن ما حدث كانَ فقط نورٌ قد بُثِقَ في وجهه وَ النغزات التي كانت يَشعرُ بِها قد اختفَت، هَذا ما جعل الطفل يُناظِره بِـ إعجاب، وَ الخوفُ مِن المكان قد قلّ.

وَلَكِنهُ رُغمَ هَذا لا يزالُ يتشتاقُ لِعائلته، وَ مِن دونِ شعورٍ مِنه قد تدَحرَجَت الدموع مِن عينيهِ مُجَدَدًا وما إن لاحظ الوَحشُ هَذا حتى تنَهَد بِأسى.

" هَل سَـ تَتَوَقف عَن البُكاء ان قصيتُ عليكَ قصة؟ "

اؤما هيوَنجِين بِحماس وَمسحَ دموعهُ بِسُرعة رُغم انهُ لا يزال يشهق بِخفوت،

ذهبَ راينو لِفترةٌ قصيرة، لِلحصولِ على كتابٌ وعاد، لَم يَجد الصَغير مكانه، بَل كانَ بِجوار المدخَل، وَ يحاول الخروج رُغم انَ الحاجِز كانَ يمنعه،

قد اصبحَ وراءه وَ ابتَسَم.

" هيوني الصَغير ليسَ بِفتًى جيد"

انتفضَ هيوَنجِين وَ استدَارَ بِبطئ، لِيَضحك بِخجلٍ بعدها.

* **

400 كِلمة

400 كِلمة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وَحَش الجَبَل ~ هيوَنهُو ✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن