10

1.3K 65 73
                                    

كانَت الأيامُ تَسري بِرِتْنَها المُعتاد وَ البَطيئ ، وَلَكِن السِنين تَمرُ بِسُرعة

نِجُومٌ جَريئة بِأضاءة السماء بِحالِمية ،وَ قَمَرٌ باهِت قَد أضاءَ الأرْض العُشبية ، كانَ مِينهُو يُناظِر هَذا بِروحٍ ساكِنة ، أحيانًا يأخِذ رَشْفة مِن كأسٍ مَملوءٍ بِالكحول وَ أحيانًا اُخرى يُداعِب خُصل شَعر الساكِن على ساقِيه .

هيوَنجِين الَذي كانَ شارِدًا كَعادِته ، يَضع بِراسِه على ساقِين الوَحَش ، وَ قَد مَدَّد باقي جَسَدِه على الارْض الخَشَبية .

وَ في هَذِهِ الأحيان البَسيطة قَد مُدَّت يَد مِينهُو لِتُبَعثِر شَعره وَ افْكارِه ، فأغمَضَ مُقلَتِيه لِوَهلة وَحيدة ، يَشعُر بِذوبانِ احاسِيسِه وَ تَنطَمر افْكارِه بِشعورٍ خَدِر ، حِيْنَ يُصْبِح الوَحَش ماهِرًا بِأسْتخدَام يَديه لِتَخدِير جَسَدَه ، لا يَملُكُ خيارًا سوَ الانْصِياع لِنبضات قَلبه الصاخِبة ، وَ تُرغمُه على الخِضوع .

حِيْنَ ابْعَد مِينهُو يَده لِلمرة الْألف مُسبِّبًا بِأنزعَاج الاشْقَر الَذي لَم يَمْتَلِك القَدرة على الصَبر هَذِهِ المَرة فَسَارَعَ لِلقَبْضِ على مِعصَمِه وَ عَبَسَ بِوَجهِ من ارْتَبَك وَ انزَلَقت انظارِه على مَنظَر الآخَر بِالاسْفَل .

" اكْمِل "

هَمَسَ وَ أعَادَ بِوْضِعِ يَده أعلى شَعِره ، فَهمْهَمَ مِينهُو باسِمًا وَ اسْتَجابَ لِمَطلَبِه بَعدَما احِمرَّت مُقدِمة أُذنَيه وَ تسَارَعَت خَفَقاتُ قَلْبِه . فَقَد اسْتَلطَفَ هَذا الجانبُ مِنه كَثيرًا . فأخَذَ يُرَبِت على شَعرِه بِأسْتمرار .

" بِماذا تُفَكِر ؟"

" انا لا اُفَكِر ، انا نَعِس "

تَحَدَثَ وَ مَدَّدَ ذِراعِيه لِلأعلى ما أعطى لِذاتِه فُرصة النَظَر لمِينهُو مِنَ الاسْفَل ، فَأبتَسَمَ مَعَ انْحناء الوَحَش لِلأسْفَل بِأجفانٍ مائلة على عَينَيه .

مِينهُو قَد رَبَطَ شَعَره لِلمرة الأولى وَ سَمَحَ لِقَرْنَيه بِالأختفاء لِيَميلَ أكْثَر وَ يُقَبِّل شِفاه الاشْقَر بِسطحية وَ ابْتَعَد بِذات الوَقت بِبَسْمة صَغِيرة.

" يالَ كَسَلِك "

" عُذرًا ! انَهُ الليل حَيثُ يَنام الجَمِيع ايُّها العَبْقَرِي "

" انتَ تَتَمَلْمَل طوالَ اليَوْم بِذاتَ الطَرِيقة .. أَ اصْبَحَ اليَوْمُ بِأكْمَلهِ لَيْلًا ؟"

عَبَسَ هيوَنجِين بِوَجه الآخَر مُبْرِزًا شِفاهَه ، وَ مُدَّت يَدَه لِتَتَلَمَّس خُصلات شَعره المُنْزَلِقة لِلاسْفَل .

هيوَنجِين قَد نَهَضَ لِلذهابِ لِلخارِج ،مُسبِّبًا التفاجُئ لِلآخَر فَنَدَهَ عَليهِ وَ ما كانَت إجابة الاشْقَر سوَ تَلوِيحة وَ غَمْغَمة خَفِيفة.

وَحَش الجَبَل ~ هيوَنهُو ✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن