رايّنو كانَ مُتَسطحًا على الجانب مِن جَسَده، وَ مُقلتيهِ مُندسة بِكتابٍ قَد قبعَ على الأرض يشغلُ اهتمامه بِهَذا الوَقت، في إحدى الغُرَف التي تطلُ على الخارج.
هيوَنجِين قَد تسطَح هوَ الاخر إلى الجانب مِنه، وَ بدَ عليهِ الملَلُ الشديد. لَقَد نزفَت السنين بِسُرعة وَ اصبحَ في الرابِعةَ عشرة مِنَ العُمر. وَ لَم يَعُد الروتين حينَ كانَ صَغيرًا يَشغله.
بَل قضى اغلبَ وقته يتَملْمَل مِن كُلَ شيء، وَ لا يَعجبَهُ شيء،
فَحينَ ضاقَ بِهِ الأمر، وَ قَد تَعب مِن التصريح عَن ملَله طوال هَذهِ المدة قَد قامَ بِرَفس رايّنو القريبُ مِنه،
وَ الوَحَش كانَ مُركِزًا معَ كِتابه، دفعةٌ كَهَذه جَعلَت توازنه يَخرُ بِسُرعة وَ يَشهق بِخفة.
" مِينهُو مَلَل، لِتفعَل شيئًا "
مِينهُو قَد تنَهَد قبلَ أن يَشتم تحتَ انفاسه، وَ يُعدل مِن وضعيته لِيرمُق الصَغِير بِأزدراء كَما يُريد.
" وَ ما الذي تُريدُ مني فعله بِحق السماء؟"
" لا أعرف! اي شيء"
تنَهَد مِينهُو بِخفة وَ اخذَ يُفَكِر بِحل لِلتَخلُص مِن هَذا الازعاج.
" لِما لا تلعَب معَ سُونا؟ وَ تحلَ عني؟"
رفعَ هيوَنجِين حاجبًا، مُبديًا انزعاجًا لِما تفوَهَ بِه، فَأعدلَ جَسَده لِيُقابِل الاخر بِشكلٍ جيد.
" لا، سئمتُ هَذا. افعل شيئًا، انتَ فَقَط تنامُ هُنا وَ تقرأ كتابًا بِكُلِ مرة"
تنَهَد مِينهُو لِلمرة المئة، وَ استقامَ بِجذعه معَ كتابه وَ قَد نوى مُغادَرة المكان لِاخر هادئ.
" اُفَضِل هيوَنجِين الصَغِير، على المُتَحاذق الكبير"
" عُذرًا! لَم أكُن لاتواجدَ هُنا لِازعاجَك لَوّلا حبسكَ لي هُنا "
" عفوًا! حبس؟ لستُ مَن حبَسَك بَل المكان اللعين، لِتحاول الخروج ايُها الذَكي."
" انَهُ بِسبَبَك!"
" بَل بِسَبَب فضولكَ اللعين."
تنفَس مِينهُو بِعمق بَعد هَذا الشجار البسيط، كانَ هيوَنجِين ينظرُ اليه بِـ استياء وَ هَذا اشعَره بِالذنب.
" حسنًا إذًا. سأحَاول الخروج مِن هُنا "
كانَ يَقولُ هَذا بِهدوء وَ انطلقَ لِلخارح بعدها، خطواته كانت تسيرُ بِعكس المخرَج، لِيتَنَهد مِينهُو بِخفة وَ يَعود لِوضعيته السابقة.
كانت الارنَبة سُونا على مرأى مِن بصَره، قَد نمَت بِشكلٍ مروع، قَد اصبَحَت بِحجم لا يصل اليه الأرانب بِالعادة .
ضخمة وَ كانت بطول ساقيه، وَ قَد تسائل 'لِما لا يوجَد اي شيء طبيعي هُنا؟'
مرَّ الكثيرُ مِن الوَقت، قرأَ كثيرًا، مشطَ شَعر سُونا، تمشى، فعلَ الكثير لِيَقضي الوَقت وَ هيوَنجِين لَم يَعُد.
تسلَّل القلق اليه، وَلَكِنَهُ قَد فَكر بِأنهُ سيَعود قبلَ حلول الظلام، وَ هوَ طفلٌ مُدلَل لا يُحِب النوم على العُشِب.
وَلَكِن قَد حلَ الظلام وَ لَم يَعُد، حينها قَد ادرَك بِأنَ الصَغِير مُستاءٌ مِنه، بِشكل مُضاعَف عَن العادة.
لِهَذا لَم يَنتظِر اكثرَ مِن هَذا، وَ قادَتهُ اقدامِه لِلغابة، وَ سَريعًا ما عثرَ عليه، يُسند بِجَسَده على جذع شَجَرة وَ يُناظِر السماء دونَ حركة.
تَغيَر مجال رؤيَته حينَ لمَحَ ضوء خافت على مقربة مِنه، وَ حينها قَد لاحَظ مِينهُو الذي بدَ عليهِ الترَدُد مِن الاقتراب وَلَكِنَهُ قَد اقترَب بِالنهاية. الضوء كانَ مِن طرف اصبَعه
" لِنَعُد هيون آه "
" لا "
اعرضَ في وجهه، وَ اطرقَ بِرأسه لِلاسفَل بِعبوسٍ كبير جعلَ الاخر يَتنَهد بِخفوت وَ يجثُ بِقُربه،
" حسنًا انا اسف لِما تفوَهتُ بِه. لِنَعُد الان"
" لا اُريد، اُفضل البقاء هُنا على الذهاب معَ شَخص لا يُحبُني."
تَجَعَّدَت ملامِح مِينهُو لِغرابة ما سمع، وَ حاوطَ وجنتيّ الاخر بِرقة لِيَنظرَ له.
" انا لَم اقُل هَذا-.."
" لستُ طفلاً. يَحتاج إلى كلمَة اكرَهُك لِاعرف "
زمَ الوَحَش شفتيهِ بِحيرة، كيفَ وصلَ آلآشقر لِهَذا الاحتمال؟
" لا تَكُن احمَقًا، انا اُحبُكَ كثيرًا. "
هَمْهَمَ آلآشقر بِعدم اقتناع وَلَكِنَهُ قَد نظر اليهِ أخيرًا، قَد انزَعَج كُون خصل شَعره قَد غطَت وجهَهُ بِالكامِل فَـ اخذَ يُزيحُّها لِخلف إذنه.
" عيناكَ جميلة"
ابتسم مِينهُو له، وَ ابعَد يديهِ عَن وجنَتيه، وَ بدلَ هَذا قَد سحبَ الاصَغر عَن التَسَطُح على العُشب.
" لا تأتي لِلغابة مُجَدَدًّا، لَرُبَما يوجَد حيوان مُفتَرس هُنا"
" هُراء. انتَ فَقَط تُحاول اخافَتي"
طوالَ طريق عودَتَهُم كانَ الشَجارُ قائم، دونَ سَبَب وَ لا مغزى.
** *
570 كلِمة.
أنت تقرأ
وَحَش الجَبَل ~ هيوَنهُو ✔︎
Short Story- وَحَشٌ ظَريف قَد قَبَعَ في أعاليّ الجِبال، وَ طِفْلٌ صَغِير قَد تمَلَّكه الفُضُول. * مُكتَمِلة .