الحديقة السرية

44 3 0
                                    

بعد ان سحبتني كارلا الى الحفل لكي اكل الكعكة التي حضروها من اجل هارث، كان في داخلي احساس ان وراء ذاك الشاب شيئ غريب فهو لا يغيب عن فكري ثانية واحدة،

وبينما الجميع منشغل بتناول الكعك وغيره من الامور اتى ذلك الحارس الشجاع يصرخ بشكل جنوني... جنود ممكلة الظلام اتو.... جنود مملكة الظلام اتو.. بدأ المدعوين بالصراخ والحراس.... اخرجوا سيوفهم والمسؤولين كذالك... وهارث اخرج سيفه وخرجو الى ساحة القصر ماهي ثوان الى بتلك الحفلة الهادئة ان تتحول الى ملحمة من سفك الدماء كانو الجنود يضربون بكل ما اتو من قوة وحراس هارث يصدون من جهة اخرى سحبتني كارا اليها وقالت لي اختبئي هنا واياكي الخروج...

لا اسمع سوى اصوات السيوف ودماء واشلاء في الارض... احسست بمعدتي تتقلب سوف اتقيأ كل شي اكلته... جنود الظلام كانوا يملكون بشرى سوداء مع عيون صفراء وحمراء وانياب... كانت مناظرهم مقززة بشكل لا يوصف.....

رأيت هارث يقاتل احد الجنود، رفع سيفه ذلك الجندي ووجهه يبتسم بقذارة لكن هارث صده بسرعة الى ان اعاد الضربة ذلك الجندي واصاب يده فبدأ ينزف.... صرخت انا بأعلى صوتي بأسمه... لكن الكارثة ان ذلك الجندي رَأني وابتسم كأنه حقق النصر.... صرخ عليه هارث وقال ابتعد عنها ايها اللعين ركض من خلفة وادخل السيف في ظهره لكني رأيت مقدمة السيف خرجت من بطنه...

هذا اخر شيئا رأيته..... فتحت عيوني ووجدت نفسي بالسرير مغطاه.. رأيت كارلا و تلك الجنية اللطيفة التي نسيت اسمها... ورأيت هارث يمسك يدي وينظر لي بعيون حزينا كأنه هو سبب الذي حصل... انتبهت الى يده وكان عليها ضمادة قلت بصوت خافت ماذا حصل ليدك هل انت بخير...
قال لي بوجه عليه ابسامة دافئة نعم انا بخير لكن انتي اخبريني ان كنت بخير هل يوجد شيء يؤلمك،  لقد كان الطبيب هنا وقال انه ليس هناك اي شيء يدعوا للقلق.. اومأت له بالتفهم ثم قالت له كارا عليك ان تدعها ترتاح قليلا وانت ايضا عليك الصعود الى غرفتك لترتاح قليلا...

اومأ بتفهم ثم نظر لي بنظرات حزن وخرج....  لا اصدق ماذا حصل لحظات كانت تفصلني عم الموتتت.... كيف تحولت تلك الحفلة الهادئة الى كارثة ودماء.... انا حقا لا اعلم وكيف رأيت تلك الجنود التي كانت سوف تقضي علينا...

اقتربت مني كارلا وعلامات القلق تبدو عليها وقالت سوف اقول للخدم ان يجلبو بعض الطعام لكي تستعيدي قواك اومات لها ب لا قالت عليك ان تأكلي فليس من الجيد ان تبقي هكذا...

بعد دقائق من ذهابها اتت ومعا صينية عليها كأس من عصير البرتقال وخبز محمص مع قليل من الزبدة ومربي الكرز...
ساعدتني بالطعام كارا حتى اكلت بعدها بقت بجانبي الا ان نمت وهي ممسكة بيدي... استيقظت بعد مدة لكن لم اجد كارلا بجانبي نهضت من السرير وانا متعبة، وقفت عند الشرفة ولم ارى غير ضوء القمر وتلك النسمات الباردة التي تلتف حولي في كل مرة اقف بها خارج الغرفة وذلك الغراب بمنقاره الذهبي وعيناه الزرقاوات الذي يحلق حولي في كل مرة اخرج بها كأنه ينتظر خروجي ليحلق فوقي...

دخلت الى الغرفة والقيت بجسدي على السرير وانا اتذكر ما رأيته بتلك الحفلة... ولوهلة تذكرت ملامح ذاك الشاب الوسيم فكيف اختفى من امامي ولم يظهر ابدا بعدها...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وها انا ذا لم اخرج من الغرفة لي ثلاثة ايام... فقط تأتي الخادمة وتضع الطعام امامي وثم تأتي في مابعد لتأخذه.. وكذلك كارلا تأتي لتطمئن علي.. لم اعلم ماذا حل ب هارث ف كل تلك الايام لم اره او اسمع عنه وانا لم اسأل ايضا لان برغم اهتمامه بي فلا اكترث لأمره ابدا...

اليوم قررت ان اذهب للحديقة السرية لربما اشعر ببعض السكينة بعد ما رأيت تلك الملحمة..

دخلت الحمام لأستحم ولأذهب الى الحديقة.... فتحت الخزانة لارى ماذا سأرتي ليس لدي مزاج للأناقة هذه المرة اريد فقط ان ارتدي شيئ مريح وليس اكثر...  اخترت فستان ابيض مائل للاصفر وعليه نقشات زهور باللون الاصفر، بدا لي مريحا جدا فوقع اختياري عليه

وكالعادة تركت شعري منسدلا، خرجت من الغرفة متوجهة الى الحديقة السرية،  بحثت عن كارا لكنيي لم اراها قلت في نفسي لعلها مشغولة بشيئ ما، فخرجت متهجة الى الحديقة

لقد كان اليوم مشمسا ومناسبة للخروج كانت شمس ساطعة وتلقي بأشعتها الدافئة علينا، اخذت امشي وانا غارقة بأفكاري الى ان وصلت الى الحديقة وعند دخولي شعرت يطمأنينة كأني اعلم بوجودها منذ زمن، جلست قرب البحيرة اتامل هذا المنظر واتذكر عائلتي التي افتقدها منذ زمن وبكل شيئ حدث معي، لمحت ظل شاب طويل يمشي قرب البحيرة ايضا ظننته للحظة انه هارث لكنني عندما نظرت اليه كان ذلك الشاب الذي رأيته بالحفلة،  لم اصدق ما اراه وكيف دخل الى هنا فهذه حديقة سرية، رأيته يقترب ويبتسم وكأنه يعلم بأني سوف آتي الى هنا نهضت انا وهو اقترب والقى التحية علي وقال الله صباح الخير ايتها البشرية.... ابتسمت له وقلت صباح الخير ايها الجني رايته يهمهم ضاحكاً بعدها نظر قليلا الى البحيرة قلت له بهدوء هل لي ان اسالك سؤال قال لي تفضلي قلت هذه الحديقة خاصة بالسيد هارث فيك تدخل الى هنا دون اذنه بدأ بالضحك وكان منظره لطيفا جداً....

اجاب لا عليك لا عليك...  بعدها اختفى كما جاء.. يا الهي ماهذا الرجل كيف يظهر ويختفي بسرعة...  ياله من عالم غريب ومحزن ومخيف وكل شيء سيئ يوجد هنا..

امضيت بعض الوقت وانا اتامل لقد شعرت براحة لكن وجود هذا الرجل الذي يظهر ويختفي يجعلني في حيرة سيئة، خطرت ببالي كارلا لأسئلها عن هذا الرجل الغريب...بدأت الشمس بالغروب وانا نهضت لأذهب بعد ان جلست لوحدي لساعات...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وصلت الى القصر وبدأت بالبحث عن كارلا لكنني لم اجدها اوقفت احد الجنيات لاسئله عنها لكنه اومأ الي انها في ممر السيد هارث بعدها صعدت الى غرفتي لانتظرها كي تأتي واسئلها عنه

لم تمض نصف ساعة الا وبالباب يطرق قلت بصوت خافت من الطارق فتح الباب ودخلت منه كارلا وقالت اين كنتي منذ الصباح فلم اراك اليوم قلت لها ذهبت الى الحديقه السرية لكي اتامل قليلا... همهمت بالتفهم ثم اكملت حديثي اريد ان اسالك عن ذلك الشاب الذي رأيته بالحفل لكنه اختفى من امامي واليوم رأيته بالحديقة وايضا اختفى فجأةً...
من هو ذاك... رأيتها كأنها سعقت عندما سألتها عنه اتت لتفتح فمها وتقول لي من هو الا وقاطعنا صوت الباب دخل احد الجنيات وقال... سيدتي اسف على المقاطعة لكن السيد هارث يريد كارلا لذلك عليها الذهاب اليه الان ثم ذهب اومأت لي كارلاوخرجت....

وانا الان في حيرة من امري عن كل تلك الاحداث الغريبة

العالم السحري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن