part 12

32 3 0
                                    

ياله من مساءٍ دافئ ليس كالعادة، فاليوم لم تأتيني تلك النسمات الباردة ابدا، ولا ذلك الغراب فقط انا وضوء القمر الذي ينعكس على البحيرة القريبة، اتأمل هذا الجمال بدون اي افكار فقط رأس فارغ لكن مشوش، مشوش بمشاعر لا يمكن التحكم بها ولا كيفية التصرف بها ايضا،

فجأةً اتت تلك النسمات الباردة التي تعانق جسدي كأنها قطعة منه، لكنني لم اكترث لها لقد اعتدت على ذلك انا فقط اريد ان اعلم كيف اتصرف وكيف اخذ كل تلك القرارت الصعبة بشأن نفسي، لمحت ظل هارث اتى وجلس على احدى المقاعد بالخارج، لكن على ملامحه الحزن وكأن جبال متربعة فوق ظهره، ظل جالسا ويتأمل المنظر الذي امامه... هبت نسمة هواء قوية جعلت من خصلات شعره تتطاير على وجنتيه واكتافه لكنه تجاهلها واستمر بالتحديق بالبحيرة والازهار ورائحة العشب الرطب في الليل... لا الومه على تلك الجلسة فعليه مسؤوليات كبيرة وهذا ليس بالشيئ السهل ابدا لكنه شخص شجاع يستطيع تحمل ذلك.. هذا ماقلته قبل ان ادخل الى الغرفة والقي بنفسي على سرير غارقة في افكاري التي لا تنتهي منذ قدومي الى هذا العالم..

اشتقت الى امي وابي واختي والى اصدقائي والى كل من احبهم انا حقا ادعو الله ان يكونو سعداء في حياتهم، وان لا يصيبهم اية مكروه ابدا، بعدها غطت في نوم عميق،..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

استيقظت صباحا على ضوء الشمس يحتل الغرفة، لقد نسيت ان اغلق الستائر قبل ان اخلد الى النوم لكن ياله من صباح جميل خالي من طرق كارلا على الباب، نهضت من سريري ووقفت عند النافذة اتامل المنظر مع ابتسامة صغيرة على منظر الطيور وقطرات الندى على الاشجار والعشب ايضاً..،

دخلت الحمام لاغسل وجهي واسناني قبل ان انزل لأتناول الفطور، بعدها انتهيت وفتحت خزانة الملابس لأرى ماذا سأرتدي لانني سأذهب لارى حصاني مضى وقت طويل على رؤيته لكن الحارس لوكاس يهتم به ويطعمه جيداً...

ارتديت فستانا ورديا بدون اكتاف طويل يصل للكاحل تقريبا وعليه كسرات من الاسفل، ووضعت مشبك شعر بألماسات صغيرة مثل ورق الياسمين، مع عقد صغير اهدتني اياه كارا في عيد ميلادي الماضي، يالها من جنية لطيفة رغم مزاجيتها وعصبيتها ونظراتها بالتهديد، ضحكت على افكاري بعدها فتحت الباب وخرجت لألتقي بها على الدرج صاعدتاً الى غرفتي، اوووه ماهذا النشاط المبكر كنت اتية لأزعجك بطرق الباب قالت كارا وهي تضحك بخفة، يالك من جنية مزعجة حقا قلت لها بعيون ضيقة، ابتسمت لي ثم قالت هيا انزلي الطعام جاهز...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يالك من حصان مطيع ولطيف حقا لم ارى مثله قط، كان يخرج صهيله كأنه يرحب بي وب كارا بعد ان جئنا اليه بعد وقت طويل، اطعمته، وراح لوكاس الى صنبور المياه وملئ له المياه ثم اعطاني لكي اضعها له وعلى وجهه ابتسامة صغيرة...

شكرته على لطفه بعدها اقترحت علي كارلا بأن نذهب جولةً على الاحصنة وطبعا بدون تردد واقفت على فكرتها، امتطيتُ حصاني وهي اخذت حصانا رماديا وعلى مقدمة رأسه خطا ابيض مستقيم وعيون سوداء مثل الليل الخالي من القمر...

بدأنا بالتجول بالغابة القريبة من منزل هارث وكان معنا اثنين من الحراس معنا كي لا نتعرض لأي مكروه بالغابة، وكل ذلك الوقت وانا اشعر بأني مراقبة وبأن هناك عيونٌ تراقبني في كل مكان لكن تجاهلت ذلك واخرجت صوتا من حلقي لأجذب انتباه كارا الي، واخذنا الحديث انا وهي الى ان قاربت الشمس على المغيب، سيدتي علينا العودة فالوقت الان ليس امناً ابدا لذلك الان علينا العودة قبل غروب الشمس بالكامل،. هاذا ماقاله لنا الحارس،اومأنا له انا وكارا بالموافقة وعدنا ادراجنا لنضع الاحصنة بالاسطبل،...

كذلك عند عودتنا احسست بتلك العيون التي لا تفارقني ابدا، وكأنها تلحقني من مكان الى اخر واين ما ذهبت واين ما درت لادري ان كان هذا صحيحا او انا فقط اهلوس، كما قلت سابقا هذا العالم يجعلك تشك حتى في نفسك وافكارك... وليس بالشيئ البسيط ابدا،وصلنا الى الاسطبل ساعدني لوكاس بالنزول ثم اخذ الحصان ليرجعه مكانه وكذلك اخذ حصان كارا...

عدنا انا وهي الى المنزل ثم تذكرت انني لم ارى هارث ابدا سألتها بصوت هادئ اين هارث فأنا لم اره اليوم ابدا نظرت لي بعيونها الخضراء التي تسلب عقل اي شخص يراها عن قرب وقالت كان لديه اعمال مستعجلة هل من خطب ما ليس لكي بالعادة ان تسألي عنه ابدا قلت لها بتوتر لا... انا.. لا اقصد ذلك ان.. ا فقط اسأل لا اك.. ثر همهمت وهي تنظر يمينا وشمالا كأنها ترى عمل الجنيات بغيابها فهي التي تدير تحركاتهم وتأمرهم بالعمل...

صعدت الى غرفتي وانا منهكة من التعب، وافكر بذلك الشعور الذي يراودني في كل مرة اخرج بها الى الخارج ولما ذلك الاحساس يراودني دائما هل حقا هذا صحيح وهناك احد ما يراقبني؟! كلا ربما انا فقط اتوهم لا اكثر... يا اللهي حقا اصبحت كالمجنونة اتحدث مع نفسي...

القيت جسدي على السرير وانا اراقب من النافذة غروب الشمس المذهل، وانعكاسه على النافذة ليعطي اشعة ذهبية كأنها خيطانٌ من الحرير....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
part 12

العالم السحري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن