part 18

30 4 0
                                    

لم استطع النوم وانا افكر به، لما كان يظهر امامي ولما طلب مني العمل بالقصر، وبما امر كارا والجميع بإخفاء شخصيته، هل كل هذا من اجلي او من اجل ماذا انا حقاً لم اعد افهم شيئاً وعيونه التي تلاحقني في كل مكان و زمان، لما كل هذا ما سبب هذه الاشياء اذا شعوري عندما كنت اسير بالحدائق وشعوري بأن شخصاً يراقبني كان صحيحاً... انا اغرف بأفكاري اكثر واكثر.. لذلك دخلت الغرفة بعد ان كنت واقفة على الشرفة لساعات القيت بنفسي على السرير ونمت وانا افكر بكل تلك الاشياء التي تأكلني وتأكل عقلي اكثر واكثر...

استيقظت صباحاً مع تعب شديد في جميع انحاء جسدي، لان في الايام الاخيرة تعبنا كثيرا من اجل التحضير للحفلة لم انهض من السرير ظللت فيه اتأمل جمال الطبيعة بالخارج، طرق الباب الا بها كارا تدخل، اتت وجلست على طرف السرير وظلت تنظر الي لكن انا اكملت تأملي الخارج، اخرجت صوتاً من حلقها لتعيد تركيزي وقالت الن تنزلي لتتناولي الفطور قالت وهي تنظر لي بتمعن، نظرت اليها بوجه خالي من المشاعر وقلت بصوت هادئ كلا لا اريد ليس لدي شهية للطعام...

مرت دقيقة صمت بعدها نهضت وقبل ان تخرج من الغرفة قالت عليكي بحزم امتعتك فالاسبوع القادم سننتقل للعيش بالقصر لانهم يريدون رئيسة خدم والملك اختارك لتكوني هناك عوضاً عن التي كانت هناك فقد اصبحت كبيرة بالسن جداً، وانا سأكون معك هناك لأساعدك بالعمل فالعمل بالقصر ليس كالمنزل هنا،.. والان عليكي حزم الامتعة للأسبوع القادم...خرجت واغلقت الباب خلفها بهدوء..

رمشت مليون مرة لأستوعب ماقالته، كيف؟ من؟ انا؟ هل انا من سأعمل بالقصر وكرئيسة خدم ايضا يا اللهي هذا الخبر نزل علي كالساعقة لم افكر ابدا ان اعيش بالقصر الملكي لكن لوهلة كأنه حلم...هل سأرى الملك كيف سأنظر اليه بعد ان ظننته مجرد شخص عادي كيف سأتحمل عيونه التي تلحق بي ولا تتركني أبداً... هل سيتم تقلبي هناك بصفتي بشرية ورئيسة خدم القصر الملكي هل سيحبوني هناك ام سأكون مجرد عائق امامهم حقاً انا متوترة وخائفة من رداة الفعل..



مر ثلاثة ايام وانا لا اخرج من غرفتي بل تأتي كارا ومعها الطعام لكنني لا اكل سوى شيء قليل، كان التوتر والخوف يغلابني لم اكن قادرة حتى على النهوض، لكن فاليوم الرابع اتت كارا وكان على ملامحها الغضب على غير العادة جلست على طرف السرير وانا كالعادة اتامل النافذة فجأةً تقليت صفعةً على وجهي منها نظرت اليها وملامحي تعتليها الدهشة... الن تكفي عن هذه المهزلة التي انتِ بها لما كل هذا التوتر والقلق انتي حتى طعامك لا تأكليه كنت اظن انك اقوى من ذلك لكن الان تبين لي العكس اين شخصيتك الجريئة واين الفتاة المرحة التي بداخلك هل ستقابلين الملك بهذا الضعف حقا انتي مسكينة جداً... نظرت لها بعيون حزينة وأومأت بالتفهم...

اكملت كلامها قائلة من الان ستعودين كما كنتي وكما قلت لك انا سأكون معك لذلك لا تقلقي أبداً.. اقتربت منها وحضنتها بكل قوتي وهي ايضاً بادلتني العناق بعدها وقفت وخرجت.. وانا اعادني الى وعيي كلامها فنهضت من السرير لأبدا بجمع اغراضي المهمة لانه ظل ثلاثة ايام على انتقالنا للقصر...

العالم السحري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن