(1) مناظرة

9.8K 581 375
                                    

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"

🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤

كان يتنقل في حجرته الفوضوية وهو يجهز رُكن التصوير حتى يبث فيديو لايف على مجموعته على الفيس بوك، قام بتجهيز اعدادات هاتفه ليستقبل الفيديو، وقد قرر أن يكون موضوع الفيديو عن المقال الذي قام بنشره في صباح هذا اليوم..
"شريف زاهر" في الثامن والعشرين من عمره صحفي شهير، له جسد عريض وطول تخطى المائة وثمانية وثمانين سنتيمترات مع لون بشرة برونزية، لم تكن ملامحه وسيمة بالصورة المتعارف عليها ولكن ثقته في نفسه والتي تطل دوما من عينيه وتتجلى في كل نظراته جعلت له كاريزما خاصة.
يعيش برفقه أمه وأخته الصغرى "سها" وهي فتاة مرحة تدرس بكلية الطب، ويعيش جميعهم في شقة متوسطة المساحة ومتوسطة تقريبا في كل شيء، بدأ مسيرته المهنية في جريدة "الصباح المصري" عمِل في البداية كصحفي حوادث يركض خلف المصائب والنكائب وأيضا الجرائم الأسرية، ولكنه لفت الأنظار إلى قلمه ومقالاته حين كان يكتب عن هذه الجرائم ويطوعها بوجهات نظره المتطرفة ليثبت في النهاية أن المتسبب الأساسي لهذه الجرائم والأسرية تحديدا هم النساء، حتى ولو كانت هي نفسها الضحية أو حتى القتيلة، وحتى وإن لم تكن طرفا مطلقا في الحادث لا جانية ولا مجني عليها، بمعنى أن حتى ولو كانت الحادثة لرجل قتل صديقه في مشاجرة معتادة؛ لانه غلبه في دور طاولة على القهوة ، كان يرجع ذلك لزوجة القاتل التي تنغص عليه حياته وتنكد عليه عيشته وجعلته يفقد صوابه في أتفه المواقف؛ ولذلك ترصدته صحفية زميلة استائت كثيرا من كتاباته وأخذت تستهزء به وبأفكاره المتطرفة، وكتبت عنه بأنه معقد من النساء وربما فعلت معه امرأة فعلا مشينا وهو طفل لذا فسببت له هذه العقدة...

فكتب مقالا عريضا يرد فيه عليها، وبدأ في استوحاشه ضد النساء، ولاقت مقالاته صدى كبير من قبل النساء في المقام الأول، ولكنه بالطبع لم يكن استحسانا بل كان استنكارا وغضبا وبدأت النسويات في إعلان الحرب عليه، وفي نفس الوقت تكاتف الرجال حوله في تأيد مطلق لأفكاره ونظرياته عن المرأة، وبمرور الوقت قد أعجبته اللعبة كما أن شهرته أجبرت رئيس التحرير أن يخصص له عمودا كاملا من كل إصدار للجريدة يكتب فيه مقالاته الساخرة مع مراعاة الأدب وعدم إهانة أشخاصًا بعينهم، ولكنه وللأسف كانت دوما سخريته لاذعة ولسانه طويلا..
استمر مع الجريدة حتى بدأ ينشر مقلاته الكترونيًا، وهنا تحرر قليلا من ضوابط الجرائد الورقية وأطلق للسانه العنان، ولم يكتفِ بذلك فحين شعر بوجود قاعدة جماهيرية قوية تسانده وتؤيد أفكاره، خاصة مع انتشار وتوغل الأفكار النسوية ومعاناة الرجال الشرقيين منها، فبدأ في استغلال هذا الأمر و أنشأ مجموعة على الفيس بوك يقدم فيها فيديوهات ومقالات توعوية للشباب ضد الطوفان الفيمنستاوي، وأطلق على هذه المجموعة اسم (ذكوريست "مطارق التستوستيرون")

احتلال جسدي (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن