احتلال جسدي (مكتملة)

(9) خلف الحائط

WELCOME BACK ♥

صلّوا على الحبيب 🤍

______________________________

ـ فالحة بس تقولي للبنات لو قالك مع السلامة يبقا مع السلامة وصباعي اللي يوجعني اقطعه والوقت اللي بينسي والوقت اللي مش عارف بيعمل أيه، وانتي اول ما شوفتيه قلبتي قطة.. دا شكله كان مسيطر أوي

تجمدّ جسدها وانقلبت ملامحها في استنكار، لكنها سيطرت على انفعلاتها وغضبها حين قالت بالهدوء الذي يسبق دومًا أعتى العواصف:
ـ طب ما تحكيلي شوية عن مريم اللي اديتك على قفاك تلت سنين يا مصنع الرجولة..

اكفهرّ وجهه بالمثل وباتت جميع حواسهما متحفزة بغصب جامح، فلم يمر يومًا على هذه الهدنة المزعومة حتى انتزعها إعصار جديد أقوى مما سبق..

اقترب منها بخطى بطيئة ثم قال بأعين حادة وبملامح عابسة:
- أنتي عرفتي حكاية مريم منين؟

عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة ببرود مستفز:
- وهو دا اللي فارق معاك، عرفت منين!
بيتهيألي اللي عرفته نفسه أهم بكتير من إنك تعرف مصدره..

ـ بالنسبالي اللي عرفتيه ولا يهمني ولا حتى يفرق معايا، أنا عايز أعرف أنتي عرفتي منين؟
صمت للحظة قبل أن يقول مقرًا بخذلان مرير:
- اتكلمتي معاها بدل ما تطرديها زي ما قولت لك مش كدا؟!

طالعته ببعض الاستخفاف ولم ترد، فاشتعلت عيونه أكتر، ليتابع بهجوم وسخط:
- أنتي واحدة حقيرة مالكيش أمان ولا كلمة ولا عهد..

قابلت كلماته بأعين حادة ثاقبة تخترقه دون أن ترمش، ثم قالت بقوة:
ـ أنت آخر واحد تتكلم عن العهود والأمانة يا شريف، أنت عمر ما كان عندك أمانة ولا في شغلي ولا مع الناس اللي بتتعامل معاهم على إنك أنا، فبلاش تمثل وتعمل فيها إن عندك أخلاق ومبادئ.
تاني حاجة أنا متكلمتش معاها ومحصلش بيني وبينها أي حوار من ساعة ما قولتلي اطردها، بالعكس أنا احترمت رغبك ونفذت من قبل حتى ما أفهم فيه إيه، وبالنسبة للي عرفته فدا أنا عرفته من سها أختك.. محطة الإذاعة المتنقلة..

أضطرب قليلًا حين علم بأنها سها، فكيف كان لها أن تتحدث عن الأمر ولأي مدى علمت هذه الحرباء؟ كل هذا دار بخلده قبل أن تتبدل نظرته لنظرة أكتر حدة وهو يقول بثقة وقد قرر استغلال الأمر لصالحه:
- طب كويس إنك عرفتي وقدرتي كمان تعترفي إن فيه واحدة من البنات البنات الطف الكائنات اللي مبيغلطوش طلعت واطية وزبالة..

ـ دي مش غلطتها هي، دي غلطة اللي اتنازل واتحملها وهي كدا وافتكر نفسه هيتمسكن لحد ما يتمكن بس هي طلعت أشطر واتغدت بيك الأول..
متحسسنيش إنك بدماغك دي كنت هتبقا الزوج الصالح المتفاني.. بمجرد ما كنت هتتجوزها كان هيبدأ الحساب، كلكم زي بعض حتى اللي حبته وفضلته عليك وعملت عشانه كل دا، جنس واطي كلكم..