اخذا يدوران في حلقات مفرغه .. هذا المكان كان يثير جنونهما .. لا نهايه ولا بداية و البياض الشديد كان يقتل اليوت
بارو جلست و اليأس ملأ قلبها : لم اعد استطيع التحمل .. الا يمكنك استخدام سحرك لتخرجنا من هنا
اليوت جلس بجوارها و اخذ يتنفس بألم : انا مجرد شخص عادي في هذا المكان .. (و اخذ يصرخ كما لو انه ينادي على ذلك الصوت ) لايوجد شيء في هذا المكان .. كيف لنا ان نعرف مالمفقود .. تبا ماهذا .. اكاد افقد عقلي
بارو تنظر له بتعب فهي لا تلومه على ما يفعله .. فهي تكاد تجن
بارو :ماذا سنفعل ؟
اليوت و المكان يغير من طباعه فتارة يصرخ و تاره يصبح لطيفا .. تجاهل سؤالها : هل انتي مخطوبه ؟
التفتت اليه بارو : ماذا ؟
تجاهل كلامها و شعر بأنه لا يريد ان يسمع اي اجابه عليه .. سألها مرة اخرى : كيف هو عالمك ؟
بارفاتي تنظر اليه بتمعن .. و تقول في قلبها لقد جن تماما !
التفت اليها و هي ترى قطرات العرق تنزل من جبينه
بارفاتي بداخلها ( يبدو ان المكان يرهقه )
اليوت : ذهبت الى هنالك مره .. لكن لم انتبه الى اي شي . لقد كان منذ مده ليست طويله .. الا اني اعجز عن تذكر ما رأيته
بارو لاتصدق ماقاله : انت اتيت الى عالمي ؟ هه لا تكذب ..
اليوت لم يكن يكذب : ااه .. حقا .. لقد ذهبت الى هنالك مره واحده
بارو بأستغراب : لما قد يذهب شخص مثلك الى هناك
اليوت بلا مبالاه : كانت لدي صفقه .. لقتل احدهم
ظنت انه يمزح على الرغم من انها تعلم بأنه شرير الا انها لم تصدق ماقاله .. كيف لاحد يقتل احد و يتحدث عن هذا الامر بهذا البرود
بارو بضياع : اليوت لدي سؤال
اليوت يضع رأسه على كتفها : اااه ..ايتها الثرثاره .. ماذا ؟
بارو : هل عالمي في زمن اخر ..؟ ام في كوكب اخر ؟ هل نعيش على نفس الكوكب لكن في بعد اخر ام على نفس الكوكب لكن في مكانين مختلفين ؟ ام انهما كوكبين مختلفين .. ام عالمين ام زمانين اين الاختلاف ؟
اليوت بعتدل في جلسته و يمسك راسها بكلتا يديه و همس و هو ينظر في وجهها : لقد قلتي سؤال ليس ملفوفة اسئله ..اخرسي حسنا ؟ .. اااه لا اصدق ..هل كل هذه الاشياء تحدث في هذا الرأس الصغير (و هو يؤشر على رأسها .. ابعدت يديه بغيض عن وجهها و التفتت الى الامام و عاد هو ايضا يجلس رافعا قدميه كما لو انه سيتكور على نفسه لكنه كان وواضع يديه على ركبتيه بضجر و رمى رأسه للخلف .. و اخذ الاثنان ينظران الى المكان عسى ان يجدا شيئا )
كانت بارو تنظر بتمعن ووقعت عينيها على حقيبتها : يمكنني ان اريك
التفت اليها بملل :ماذا
قامت و اتجهت الى الحقيبه و اخذت تبحث بداخلها و اخرجت شيئا مستطيل الشكل و غريب و اخذت بعض الشوكولا
و اتجهت بابتسامه كبيره اليه و هي تمد له الشوكولا : انها اخر ما تبقى لدي .. لنأكلها
اليوت يؤشر على الشيء المستطيل : ماهذا ؟
بارو تنظر له باستغراب و هي تحرك ذلك الشيء : الا تعلم ما هذا ؟ ... هذه كاميرا ..
اليوت يكرر : كاميرا ! ماذا يعني هذا
بارو ابتسمت : اننا نستخدمها لالتقاط الصور .. انها تحفظ الذكريات ..
اليوت : ماحاجتك الى الذكريات ؟ الا يحفظها عقلك ؟
اليوت تجاهلت ما سمعته و اقتربت منه و هي تقوم بتشغيلها : يبدو ان هذا العالم يفتقد الكثير ..
اليوت تعجب عندما رأها تعمل : لم اكن اعلم بأنكم تستخدمون السحر
بارو تضحك : انه العلم عزيزي
و اخذت تريه الكثير من الصور و المقاطع و تشرح له بسعاده كبيره و هي تتذكر تلك الاحداث
تاره في فرنسا و تاره في النرويج و في الامارات و لندن و تخبره عن تلك الشخصيات التي تقف معها .. و ارته سام صديقتها وصلت الى صوره لها و لابيها و اخذت تنظر بحنان و شوق : هذا ابي و انا في المنزل
اليوت شعر بقشعريره تمر في جسده .. و هو ينظر الى وجه الرجل .. و ينظر الى المكان .. كان كل شيء يبدو مثاليا في نظرها اما هو فأحس بان شيء يضغط على صدره بقوه ..
و بدأت تمرر الصور حتى وصلت الى احدى الصور
و امسك اليوت بيدها ليقرب الكاميره من وجهه ليتأكد مما في الصوره
صرخت بارو و اخذت تمرر بسرعه : اااه .. انها لا شيء
اليوت نظر اليها بطرف عينه : حقا ؟ لما انتي متوتره اذا
بارو و التوتر بادي على وجهها : لست كذلك
اليوت سحب الكاميره من يدها و توقف و وقفت هي معه تحاول اخذ الكاميرا فهي قصيره جدا عنده لا تستطيع الوصول اليه : كفى .. اعدها .. اخبرتك انه لاشيء
اليوت يرفع يده عاليا و رفع راسه ليقوم بتبديل الصور كما كانت تفعل حتى وصل الى ذات الصوره و نظر بتمعن .. و هو يشعر بشيء في صدره
بارو صرخت : حسنا حسنا ... هذا يكفي .. لا يجدر بك رؤية هذا
اليوت :امممم حسنا خذي
(و مد اليها الكاميرا بهدوء و سحبتها بقوه )
و اردفت : انه لا احد ..
اليوت يردد و هو يفكر لما كانت تمثل الخجل امامي بينما هي تقبل احدا .. تبا لما اشعر بالغيض رد ببرود : اجل اجل
بارو لم ترد له ان يفكر بشيء سيء عنها : حسنا .. انه حبيبي السابق .. اسمه ادي .. (و اخذت نحرك يديها بجنون لتنفي ما يفكر به ) لكن لم يحدث بيننا شيء اقسم .. لقد انفصلت عنه ..لقد كان سيئا .. اخبرتك انه لا احد
اليوت شعر بالسوء لانها قالت انه سيء .. تساءل هل يجب على المرء ان يتغير لشيء لا يحبه لاجل احد ؟ رد ببرود قاتل : اذا كان لا احد لما تحتفظين بهذه الصوره ؟ .. حسنا دعينا لا تتكلم كثيرا
بارو بابتسامه : انظر انه حقا لا احد سأقوم بحذف هذه الصوره ..( و هي لا تعلم لما ارادته ان يصدق انه لا يهمها و قامت بحذف الصوره )
بارو : لقد كان مجرد وغد .. ظننت بأنه يحبني حقا ..لكني اكتشفت انه لم يكن كذلك .. كان يتقرب مني لاجل مالي
اليوت يستمع اليها : لما انتم هكذا ؟ .. انتم عاطفيون جدا هذا يثير اشمئزازي ..ضعفاء جدا
بارو تشعر بالاهانه .. و بالندم ايضا لانها اخذت تبرر له : هذا غير صحيح ..
اليوت باصرار : بلا .. اسهل طريقه لتعذيب بشري هي عن طريق عواطفه .. كم اكره هذا .. الحب و الوفاء و الصداقه اشياء تقدسونها و هي غير موجوده ..
بارو بدأت تفضل الصمت على مجادله لا طائل منها : لولا اختلاف الاراء لبارت السلع ..
مضت مده ليست طويله ولا قصيره حتى جن اليوت فهو لم يعد يحتمل و فقد رباطت جأشه !!
اليوت بدأ يغضب و يتنفس بصعوبه و اخذ يصرخ و يضرب تلك الجدران التي لا وجود لها : اااااه .. اللعنه ... اااااااااااه .. اخرج وواجهني ايها اللعين .. اخرج وواجهني كالرجال .. اخرج
بارو ذعرت مما شاهدته و اخذت تحاول تهدئته فهذا المكان افقده صوابه : اهدا .. اليوت ارجوك .. تمالك نفسك
دفعها اليوت بقوه و اخذ يصرخ : ابتعدي ..
شعرت بارو بأنه لم يدفعها بل رماها من شدة قوته ..
وقعت بارو و ارتطم وجهها بالكاميرا عندما وقعت .. و شعرت بالدماء تنساب منها
نظر اليها اليوت و اخذ يضحك و يصرخ كان كالمجنون تماما : اترين ما فعل بك العلم (و هو يؤشر على الكاميرا ) و يكمل بصراخ : اههههههههههه انه العلم اليس كذلك . هههههههههه و اخذ يقترب منها و ينحني الى مستواها و كان يبدو مخيفا جدا : ربما هذا صاحب القبله يعاقبك على ماقلته عنه يابارفاتي .. (و اخذ يردد اسمها تاره بهدوء و تاره بصوت مرتفع) بارفاتي ؟ .. بارفاتي ..! بارفاتي .. بارفاتي ( وقف و اخذ يمشي في الارجاء كالسكارى و التفت اليها بقوه ): اي غبي يسمي ابنته بارفاتي ؟ يالهذا الاسم ! بارفاتي ؟
و اخذ يضحك و بتنفس بصعوبه و بارو تشعر بالالم و اخذت تمسح الدماء عن شفتيها و تنظر الى يديها .. لم يكن الجرح غميقا .. لكنها بدات تشعر بالخوف من تصرفات اليوت فهو فقد عقله كليا ..
بارو لم تعد تعلم ماذا يجب ان تشعر تجاهه فهو تارة يكون طيبا جدا و يشعرها بالامان و تارة شريرا جدا تخاف منه
اعتدلت بجلستها و تركته ليفعل و يقول ما يشاء .. و اغمضت عينيها و همست : اتمنى ان ينتهي هذا بسرعه
لم تنهي ماقالته حتى ظهر صبي من العدم و اخذ يقترب منها .. و همس في اذنها ( ان المفقود معه مولاتي .. و اشار الى احد الاتجاهات : خلصينا يا مولاتي
سألته بارو : ماذا ؟ ماهو المفقود .. اردف قائلا : لاتثقي به )
.. ثم سمعا صراخ احدهم و سرعان ما تلاشى
نظرت الى الاتجاه الذي اشار اليه ..
و اخذت تنظر الى اليوت : هل رأيت ما حصل ؟
اليوت بدأ كمن تحول الى شخص طيب : ماذا ؟ هل حدث شيء ؟
اخذت تتساءل مالذي يوجد عند اليوت
قامت و توقفت عنده و سحبته من يديه ليقوم و ما ان وقف : لقد حدث شيء و قصت له ما حدث دون ان تخبره الجزء الخاص به ..
توجه اليوت الى المكان الذي اشار له بسرعه و اخذ يلمس الانحاء و بارو خلفه لم يدم طويلا حتى اكتشفا انه ليس جدار بل باب شديد البياض بالكاد يفرق بينه و بين الجدار ..
دفعه اليوت و خرجا مسرعين
كانت السعاده ستغمرهما لو كانا قد خرجا من هذا المكان ..
لقد وجدا انفسهما فوق صخره عظيمه .. صخره تقع في اعلى قمة جبل شااهق لا يرون حولهم سوا الغيوم .. و يجلس عليها رجل بشع كثير الشعر لا اقدام له و يسمعان له نحيب
تقدمت منه بارو بهدوء : مرحبا ...
السيد العجوز لازال نحيبه مستمر
تقدمت منه ووضعت احدى يديها على كتفه : ايها السيد ..
التفت اليها و رجعت الى الخلف بقوه و هي تصرخ : ااااااه اللعنه !!!!
كان ذلك الرجل بلا عيون فقط محجر العين فارغ ! و بها الكثير من الخيوط كما لو ان احدا عذبه ..و شعر حاجبيه متصل بشعر راسه
![](https://img.wattpad.com/cover/39891053-288-k442339.jpg)
أنت تقرأ
قُمره
Fantasíaلقد كانت مجرد مكالمه لأول مره قررت ان تستخدم الهاتف العمومي ! اخذت نبضات قلبها تتسارع و هي تركض يمينا و يسارا اين انا ؟ ما هذا المكان ؟ اين ذهب الجميع ؟ قالت بندم و الدموع تتسلل الى عينيها من الخوف : ليتني تركت ذلك الزنجي يستخدم الهاتف قبلي .. لا...