PART 5

252 16 81
                                    

- إن أدركتم أن تلك هي النهاية استسلموا - ..

و إن طبقتم كلماتي فأنتم جبناء

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

أعينه الكهرمانية كانت تشاهد نقاوة السماء الصافية التي تطابق لونها مع لون حدقتيه العسلية .. لون الغروب هو ما يكسو السماء كما كسى حديقة الكنيسة التي انعكست عليها أشعة الشمس التي بدأت تختفي عن عاصمة روسيا ... كانت ملامحه تحمل من الهدوء ما يحمله المكان حولهم وهو يتنهد بخفة يحاول بذلك تصفية ذهنه من أي فساد يفسد مزاجه ..

لكنه كان فاسدا بالفعل ..

" هل رأيتِ أسدا يكلف حيوانا آخر باصطياد فريسته ؟"

تساءل القسيس بهدوء ضاما يديه لصدره وأنظاره لازالت تحدق بالسماء بينما يجلس على أحد الكراسي المتواجدة بحديقة الكنيسة ..مكانهم المعتاد لمناقشة أمور تخالف ما يتم مناقشته داخل الكنيسة ...، كان صمت الجالسة بجانبه جوابا على سؤاله الذي لم يكن سؤالا بالفعل بل ليؤكد لها بأن الأسد هو من يصطاد فريسته لا غير ..

" الأسد يترصد فريسته قبل الانقضاض عليها "

مرة أخرى تحدث بنفس الهدوء الذي يكسو المكان بعدما تنهد بخفة مزيلا هذه المرة حدقتيه من السماء عندما اكتفى من مشاهدة الغروب فيها وأصبح يشاهد الصليب الكبير المتواجد فوق الكنيسة الذي يعتبرها بيته الثاني .. وهذه المرة حدقت هي فيه تلاحظ التجاعيد الخفيفة على وجهه التي دلت على كبره في السن وعكس أي رجل كبير لم تكن خصلاته بيضاء بسبب الشيب بل كانت شقراء غامقة تبعد اللون الأبيض بطبقات كبيرة ..

هي ليست غبية كي لا تفهم أنها الفريسة في الموضوع وأن مهددها هو الأسد الذي انقض عليها اليوم وسط الكنيسة ، لكنها لم تتقبل أنه كان يترصدها دون علم منها، كما لم تتقبل أنه تجاوزها بخطوات كبيرة لم تضعها هي في حسبانها ...

" كيف حصل هذا ؟!"

نبرتها خرجت باردة بينما تحدق فيه ضامة يديها لصدرها بنفس حركته بينما تضع قدما فوق الأخرى متكأة براحة على خشبات الكرسي الجالسين فوقه ... هي لم تسأله عن فحوى حديثه بل سألته عن كيف تم تدمير خطتهم وهم في غفلة من أمرهم ... كيف توصل هو لأمر حقيقتها الذي أخفتها لمدة أكبر من المدة الذي كشفها هو فيها ... وهل يعرف حقيقتها الأخرى بأنها ابنة السيناتور؟ عند هذه الفكرة تنهدت بخنق تزيل بأنظارها من وجهه لأي مكان آخر تواجد أمامها

" ليس ذلك هو السؤال الذي يجب طرحه أزاليا "

نبس لها القسيس مرة أخرى ما دفعها لتحدق فيه من جديد متجاوزة غضبها واهتمامها أصبح على كلماته القادمة تنصت له كفتاة كان فضولها معرفة نهاية القصة التي تسردها لها والدتها قبل النوم ..ولأنه كان قسيسا حكيما في أقواله الدينية داخل الكنيسة كان حكيما أيضا في أقواله وخططه الذي يقدمها لها في طبق من ذهب .. وهي كانت شخصية تكن الإعجاب لأفكاره وذكائه الذي لا زالت تجهل مصدره ..

Azalea حيث تعيش القصص. اكتشف الآن