PART 3

289 22 37
                                    

- عندما تخوض حربا مع أحدهم خضها بهداوة فربما تسقط الراء دون مقدمات -

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

يقال أن لهيب الجحيم حارق لكنهم لم يرو منظر شفتاه الآثمة وهي تحتضن سيجارة محترقة يتطاير دخانها من ثغرات فمه الذي لم يسلم لثانية من شفط سيجاراته المتتابعة ...، كصقر يترصد صحرائه مرر هو خضروتيه على الجبال الثلجية بهدوء يستشعر برودة الثلوج على كفه المتموضع فوق أحد الصخور لكنه لم يعطيها اهتمام بقدر اهتمامه بشد الحبل على خصره دون التوقف عن تأمل نعيمه ...، تسلق الجبال كان نعيمه الأول واستنشاق تبغه كان نعيمه الثاني بحيث أزال السيجارة من فمه بعدما انتهى من احكام الحبل على خصره ينفث دخانها ببطئ يلاحظ اختلاطه مع الهواء وبعدما أنهى تأمل لوحته الدخانية ضغط على ما تبقى من السيجارة بقبضته عندما انتهت لتصبح رمادا تطاير فتاته للأسفل حيث لا يتواجد غير الجبال وحيث ستفارق الروح جسده إذْ أفلته الحبل الملتف على خصره

كشخص متقيد بصلاته كان هو متقيد بتلاوة دعائه على حواف سيجارته لذلك كمدمن متلهف لتعاطي مخدراته كان هو متلهفا لملئ رئتيه بدخان السيجارة الأخرى الذي أخرجها من العلبة في جيبه يشعلها مسببا تطاير شرارات طفيفة على وجهه بفعل الرياح الباردة وهذه إحدى أفضل لحظات حياته لذلك بمتعة أغمض عينيه مستنشقا رحيقها ببطئ دون الاهتمام لموضعه على حافة جبل لا يمسكه سوى حبل كان مشدودا في صخرة ضخمة لكن رغم ضخامتها إلا أنها لا تضمن سلامته وسقطوه في أي لحظة كان مؤكدا ... يديه كانت متموضعة سابقا بين إحدى ثغرات الصخور يتشبت بها كي يستطيع التسلق براحة لكنها الآن كانت متحررة في الهواء مقيدة بسيجارة بين أصابعه ..

الأسود نقيض الأبيض ، وهو بلباسه القاتم كان يناقض نصاعة ثلوج جبال روسيا .. الشيء الوحيد في هيئته والذي توافق مع لون الثلوج هو شعره الحريري الرمادي والذي كان أغمق من الثلوج بطبقات خفيفة ...، خصلاته كانت مجموعة برباط خفيف وهيئته كانت سوداء بسيجارة بيضاء وسط ثلوج قارة آسيا معلق على إحدى الجبال بحبل أخف من هيئته جعله ذلك يبدو كشخصية خيالية خرجت من فيلم خيالي ...

النار حارقة لكنه كان يلعب بها غير مهتم لسخونتها ... هو الآن معلق في جبل ذات ارتفاع مميت لكن الأمر المميت هو عندما مرر لسانه على أسنانه الأمامية بمكر وحاجبه ارتفع بإعجاب عندما انجرف الحبل للأسفل قليلا دليلا على نفاد صبره من الكتلة الثقيلة الذي يحملها مما جعل جسده يرتد للأسفل وسيجارته التي كانت تأخد مكانها بين أصابعه قد اختل توازنها ثم سقطت تختفي في الأسفل حيث لا يظهر له شيء مما يتواجد هناك بسبب ضبابة كثيفة تدل على المستوى المرتفع الذي يتواجد فيه لكن كل هذا لم يؤثر به بل جعله يفصح عن ابتسامة جانبية محركا رأسه لكلتا الجانبين بعدم تصديق من عدم قدرته في إمساك سيجارته ومنعها من السقوط، تلك كانت السيجارة ما قبل الآخيرة ، كان يرغب في الاستمتاع بها قبل وصوله للأعلى كما يفعل في كل مرة يتوقف للاستراحة فيها لكنها الآن أصبحت تحتضن الأسفل عوض شفتيه ..

Azalea حيث تعيش القصص. اكتشف الآن