PART 4

242 17 84
                                    

-يطفئ الموت ما تضيئ الحياة ..و وراء انطفائه ظلمات -

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

-- لو استطاع الأبكم الحديث لما استطاع وصف صدمة الواقفة بارتجاف ودموعها رفضت التحرر من حدقتيها كما رفضت جعل آلامها المكبوتة في التحرر أيضا .. كانت تقف وسط غرفة يضيئها الأبيض لكن رغم الإضائة إلا أن ما تراه هو غشاء بلوري مشكل فوق حديقتيها أعطى ظبابية للمنظر أمامها كما ترى ظلام مفاجئا حل على حياتها ..

بتهجم رفعت يديها المرتجفة تمررها على وجهها بخشونة كمحاولة فاشلة منها في محي المنظر الذي رأته لكن فورما أنزلت أناملها عن وجهها ببطئ شحب لونها أكثر بينما ترى جسد أختها متموضع فوق سرير حديدي مغطات بملائة بيضاء أو يمكننا القول أنها كانت بيضاء لأنها أصبحت مطلية بالأحمر القاني ..لون دمائها ..

حاولت تكذيب ما تراه لكن كل شيء يبدو حقيقي .. حقيقي لدرجة أفزعتها أكثر

أخفضت يديها بسرعة تعدل ملابسها التي تبعثرت بفعل ركضها في أنحاء المستشفى بعد سماعها لخبر قلب موازين حياتها ثم عدلت خصلاتها الفحمية بابتسامة مرتجفة وعندما تأكدت من سلامة مظهرها اقتربت من السرير الحديدي ببطئ قبل أن أن تمد يديها لمستوى وجنتها التي أصبحت شاحبة بعدما كانت محمرة بفعل برودة الجو تمسح بضع قطرات مالحة تمردت على وجنتيها وعندما وصلت لها مررت يديها المرتجفة على خصلاتها الشقراء القصيرة والتي كانت تحتوي على دماء جفت هناك

" لما يتواجد الكثير من الدماء ؟"

نبست باستغراب بينما تحاول إزالة الدماء الملتصقة بشقار شعر اختها الممددة على قساوة السرير الحديدي لكنها فشلت في ذلك لهذا مدت يدها للغطاء المغطات به تحاول إزالته لمعرفة مصدر الدماء ومعالجته كي لا يفسد جمال أختها لكن يد باردة حطت على يدها بهدوء تمنعها من رفع الملائة كي لا ترى ما سيزيد من صدمتها ويزيد وضعها سوءا ... انجرفت زرقوتيها للخلف باستغراب حيث كان هنالك طبيب يقف خلفها مباشرة وكانت تلك يده التي منعتها من فعل ذلك مناظرا إياها بحسرة وشفقة على حالتها ..

" لما تمنعني من رؤية جروح أختي ؟"

لم يجد الطبيب ما يقوله لها لذلك فقط ظل صامتا دون إجابتها فهي الآن مصدومة لموت أختها وهو ليس بيده حيلة يعالج بها الألم الذي تعيشه فلا دواء ولا علاج لجرح الفراق لذلك بهدوء عدل الغطاء جيدا على جسد الجثة أمامهم بحيث ظل وجهها ظاهرا والذي فارقته لمعة السعادة و حل محلها منظر الموت ..

" لما لم تعالجها إذا ؟"

بصراخ نبست له ترجع بضعة خطوات للخلف ودموعها انهمرت هذه المرة بغزارة عندما بدأت تستوعب ما حصل وما يحصل أمامها ...، بينما هي كانت تتجول بسيارة والدها الذي سرقتها خفية عنه في انتظار انتهاء حصص أختها في الجامعة يأتيها اتصال من المستشفى التي تتواجد هي به الآن بأن أختها التي أخدتها بنفسها للجامعة قبل أربع ساعات قد قُتِلت .. أربع ساعات فقط حرصت هي فيهم أن لا تعود لمنزلها إلا بعدما تقل أختها معها و يعودا معا للمنزل ..

Azalea حيث تعيش القصص. اكتشف الآن