Azalea

PART 1

-الوقت ينسي الألم و يطفئ الانتقام .. ينسي الغضب و يخنق الكراهية ، فيصبح الماضي كأنه لم يكن -

لكن هذه المقولة لا تنطبق عليها

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

_برودة روسيا كان الشيء الذي يلفح وجهها المحمر بفعل قساوة الرياح الباردة ، طأطأت رأسها للأرض تحديدا حذائها الشتوي الأسود تناظره بملل في انتظار وصول حافلتها التي ستقلها للجامعة بينما تقضم شفتيها تستطعم مذاق أحمر شفاهها بنكهة الكرز هناك ..

أخرجت إحدى يديها من جيب معطفها الفوري الأبيض الذي يحميها من برودة الجو تمسح على أنفها الذي باتت لا تشعر به بخفة وقبل أن ترجعها لمكانها الدافئ عدلت قلسونتها الصوفية السوداء المتواجدة فوق رأسها بطريقة تمنع تسرب الهواء لرأسها وبابتسامة خفيفة تعلو ملامحها الروسية بدأت تردد كلمات أغنية ما راودت تفكيرها وقررت تشغيلها عندما ازداد حماسها في الاستماع إليها بحيث أخرجت مرة أخرى يدها التي كانت تمسك بهاتفها داخل جيب المعطف تشغله قبل أن تبحث في قائمة أغانيها العديدة على التي احتضنت تفكيرها ،

شعرها الأشقر المتدلي من أسفل القلسونة امتلئ بحبات الثلوج التي تتساقط بوهن من السماء لذلك ودون أن تتوقف عن ترديد كلمات الأغنية حركت رأسها بخفة لكلا الجانبين تزيلهم دون استعمال يديها المتجمدتان تفضل أن تحتفظ بهم داخل جيوبها الدافئة ...

توالت الثواني لتصبح دقائق ثم توقفت أمامها سيارة لامبورغيني برتقالية اللون بشكل بطيء لا يعود لمحركها القوي تعرفت هي على صاحبتها قبل أن تنزل الزجاج الأسود حتى ... كان البرتقالي يجذب الأنظار لكن على سيارتها كان لافتا للأنظار بشكل قوي كنوعية محركها ...

" ما رأيك بتوصيلة مجانية أيتها الشقراء ؟"

ارتفعت خدودها الممتلئة كاشفة عن ابتسامة فرحة عندما سمعت كلمات الفتاة في السيارة والتي تعرفها جيدا وعوض إجابتها نهضت من مكان انتظار الحافلات حيث كانت تجلس سابقا تتقدم منها ببطئ خوفا من الوقوع بسبب مياه الثلوج الذي تملئ الأرض دون أن تزيل يديها من جيوبها ودون أن تزيل أنظارها عن وجه الفتاة في السيارة و التي كانت تحدق فيها أيضا بنفس البسمة على ملامحها ...

" هل أبي يعلم بذلك ؟"

تحدتث ذات المعطف الأبيض بعد وفودها لداخل السيارة تسمح لدفئ المكان بأن يكون أسيرها عوض قساوة البرد خارجا بينما ترتدي حزام الأمان في انتظار سماع رد الأخرى الجالسة في مكان السائق والذي لم تبخل عليها في الإجابة حيث وبنفس هدوء ملامحها الروسية البيضاء نبست لها بعدما أدارت المقود تغادر المكان :

" بحقك كاميليا، هذه ليست أول مرة أسرق فيها إحدى سياراته يجب أن يكون اعتاد على ذلك "