" أضيئوا نجمتي"🌟
' تجاهلوا الأخطاء الإملائية إن وجدت لطفا '
.
.
.
..
..
.
..
.
لا شيء جديد .... إن الأيام تمر برتابة مملة .. . محاضرات خانقة _لا نهاية لها _ دروس متراكمة .. و حياة روتينية لا بريق بها سوى وجود سر سعادتي الحاني بها ...
.
.
.
لحظة واحدة ... أعتقد أنني نسيت الحدت الرئيسي أو حاولت تناسيه إن صح التعبير ففي هذه المرحلة كنت لا أزال فلورا المستقلة بذاتها ... لقد كنت نفسي أنذاك .. قبل أن أطمس و أشكل كصلصال عالي الجودة يساير صانعه طواعية دون بدل جهد حتى ..
.
.
فتى الجامعة الوسيم ... كان ذكتورا و ليس طالبا ... و لأنني الأكثر حظا في هذا العالم كان أستاذا لي ... بعد ذلك الموقف عرفت أنني سأرسب في هذه المادة إلا أن يجمعني و أحفادي نفس الفصل .. لقد تأكدت حينها أنه لو كان الحظ مغناطيسا .. فأنا بلا شك قطعة خشب..
.
لكم أن تتخيلوا فضاعة الموقف عندما ولج المدرج بخطواته الرزينة متوجها إلى المنصة حاملا مكبر الصوت .. شادا انتباه كل من في القاعة بصوته الرخيم " مرحبا ... أنا كيم نامجون ... أستاذ مادة الأنظمة الدستورية لهذا الأسدس ... أتمنى أن نكون على توافق .. و أن نعمل بجد دون مشاكل " أنهى حديثه بابتسامته الآسرة تلك ، وجه نظراته الودودة نحوي ، لأبادله بابتسامة متملقة مع محاولتي الجاهدة لاخفاء توتري .
.
.
..
.
لا أعلم ان كانت تلك أول الخفقات المضطربة لفؤادي الموجهة له... لكنها لم تكن الأخيرة .. فقد تلتها خفقات عدة .. حتى إن آخرها كان من نصيبه . . .
.
.
.
.
.
.لم يتوقف الأمر عند هذا الحد .. بل إنه المستأجر الجديد ... فقد استأجر الطابق السفلي من بيتنا ... أذكر حينها سعادة جدتي عند علمها بهويته ... لم تكن على علم بأنه العقدة التي ستكتم أنفاسي مستقبلا .
.
.
.هنا بدأت علاقتنا توطد ... هنا حيت لم يعد عابر سبيل فقط .. هنا حيت أطلقت أذرع الأخطبوط التي حاوطتني طواعية ..... اعتصرت كل خلية بجسمي حتى آخر رمق .. هنا حيت لم نعد غرباء بعد الآن .. هو الآن أستاذي و جاري .. بل إنه ضيفنا الشبه يومي على العشاء بسبب إصرار جدتي
.
.
.
.
لقد كان ذا أعين لامعة كأن نجوم الكون استقرت داخلهما ... لطالما اختلست النظر لهما بينما يتشاطر أطراف الحديث مع جدتي بكل هدوء و رزانة كعادته ... له تلك الكاريزما الوقورة التي لطالما استهوتني .. إنها من بين الأشياء التي جذبتني نحوه و ذلك لافتقاري لتلك العاطفة ... اعتقد أنه لو كان والدي حيا لما وجدت هذا شيئا مثيرا للاهتمام... إنها احدى سلبيات أن تكون يتيم الأب في النهاية .
..
.
...
...
لا أملك ذاكرة فلاذية .. و تركيزي شبه منعدم ..... اخفض صوت التلفاز بالريموت لكي يتسنى لي البحث عنه .. أتسائل أين وضعت هاتفي بينما هو بين يدي .. أضع كنزتي المفضلة في آلة الغسيل لأذهب بعدها إلى جدتي متذمرة لأني لم أجدها في خزانتي .
.
.
لكن الوضع كان مختلفا معك ... كنت أتذكر تفاصيل تفاصيلك _و لازلت _ ..... تلك التجاعيد الطفيفة بين حاجبيك عند التساؤل أو الاستنكار .. عض خدك و رفع حاجبك عند الغضب .... ابتسامتك الجانية عند فوزك في النقاش و إلجام الطرف الآخر .... لكنني لا أعرف ماهية تفصيل واحد يا وجع فؤادي ... ما شعورك في تلك اللحظة التي تنظر فيها للأعلى بقلة صبر عندما يحتد النقاش بيننا ... هل دقت مني ذرعا حينها ؟ أم أن شعور الشفقة تملكك أنذاك بسبب ضعفي و احتياجي الملح لك ؟ _لم أكن بهذا الالحاح يوما إلا بعد لقائك_ .
.
.
.
أتعلم أكثر ما كرهت في كل هذا ... ليس بطشك و لا نرجسيتك حبيبي ... و إنما ضعفي . ... نفسي الواهنة .... كلما انظر بالمرآة لا أرى سوى تجسيدا مقيتا لفتاة دون كرامة و لا احترام للذات .. ربما هذا ما جعلني أنهي حياتي و ليس عذاب حبك نامجوني ... لكن لا تشعر بالراحة و الاستكان ان طالت عينك اعترافي .. لتشعر بالذنب .. لتكره نفسك كذلك .. لعل هذا يشفع لك يوم لا شفاعة فيه . ..._____________________________________
" لم يكن بالشيء الكبير بالنسبة لك . .. لكنه كان قلبي .."
_______________________________________
أنت تقرأ
《 زمهرير 》
Romanceحلمت بأنٌَ لي حلماً سيحملني و أحمله إلا أن أكتُبَ السَّطر الأخير على رخام القبر : نِمتُ .... لكيْ أطِير #محمود_درويش