الفصل 5

29 12 92
                                    

.
.
.
.

.

.
.
.
.
.
أتسلل خارج البيت بعد نوم جدتي ... متوجهة صوب منزلك و كلي عزم على الإعتراف بحبي لك فقد ضقت ذرعا من اخفاءه .
.
.
.
طرقة ... طرقات ... فتحت الباب بأعين ناعسة ... توتر قيد أضلعي ... كنت السباق بكسر صمتنا حينها حين نطقت :
" ما الأمر فلورا ؟ هل السيدة سيرا بخير ؟"

" ن ... نعم هي بخير ... العلة بي أنا نامجون "

" لتدخلي أولا ... أخبريني ما مشكلتك .   ... لربما تجدين ضالتك عندي "

" أنت مشكلتي ... و أنت ضالتي نامجون "

أردفت لتسوطن تقاسيمك الدهشة :

" لم أفهم ... هل يمكنك أن تكوني أكثر ايضاحا ؟ "

" و إن كانت كلماتي مبهمة يستعصي فهمها .... فعيوني تصدح بما أريد قوله ... لطالما خفت أن تفضحني في حضرتك .... لكنني كنت مخطئة.... فحبيبي جاهل للغة العيون " نبست بعيون دامعة و مشاعر متوهجة واجلة "

" هل قصدتي ما فهمته ؟ هل هذا يعني أنك واقعة في حبي فلورا ؟ " هززت رأسي مجيبة و كلي رجاء أن يبادلني حبيبي .. سالت المياه المالحة من مجرتيك و أطلقت تنهيدة لغريق عادت له الحياة .

" كنت أعتقد أن سهم كيوبيد أصابني وحدي  ... كنت أضن أنه حب من طرف واحد ... لكنني مسيء الضن ... و ما أجمل سوء ضني!  .... حبيبتي تحبني كما أفعل ... هل هذا حلمي الجميل الذي أضحى ضيفي كل ليلة بعد لقاءك ؟  أم هو النعيم "

كل ما استشعرته بعدها  عبق اللافندر الذي لا يستهويني إلا إذا انبعت من نحرك ... و حضننا الواسع الضيق الذي أحببته يوما نامجوني ... ألا زال كذلك أم أن حضن آخر أغراك ؟ ...

لطالما أخبرتني أنه ملجأك ... بيتك و وطنك ... فهل حب الوطن و شعور الانتماء ينتزع يوما من أفئدة  أبنائه ؟

فل يشهد العالم أنك لست حبيبا سيئا فقط .... بل خائن لا يستحق الاحترام حتى ... لأنك خنت وطنا لا يسكنه سواك .


.
.

كنت متوترة جدا و أنا أزف خبر مواعدتنا لجدتي نامجوني .... لقد تلألأت عيناها فرحا _ كما توقعتُ _ و طمأنينة لأنك الراعي الأمين _حسب اعتقادنا أنذاك _

لقد كنت مثاليا و دافئا حينها .... لقد كنت الملاذ و الوطن حبيبي .... كنت شامخا تشدد عضضي .... و أنا معك أزهرت ... لقد كنت عمودي الفقري   .... أما من بعدك فأضحيت مقعدة ... مشلولة الحركة .... فلما تركتني ؟

لست بارعة في الفراسة لكن عيونك التي تشع حبا يوم اعترافنا تخبرني أنك هائم أيضا ... أنك عاشق كحالي ... فمالذي غيرك بعدها ؟ لما لم تجري الأمور كما ينبغي لها أن تكون ؟ لما افترقت سبلنا ؟

السكون حولي..  و الضجيج داخلي

أفكر فيما حدث ... و فيما كان ليحدت ..  أفكر لو لم يحدث ما حدث هل كان نفس الحديث ليقال الآن ؟؟

أتساءل و أضع فرضيات ..... المبررات و الأعذار .....و حلول محتملة لكنني لا أصل للحل .... ينخر الصداع رأسي لأتجرع المسكنات و مرارتي بقدح ماء .... تسلك المسكنات ... و تبقى المرارة عالقة في حلقي .

.
.
.
لم أجد لك عذرا حتى _ و لا عذرا واحدا نامجوني

لقد كانت جريمة دون دافع _ لم تكن سوى قاتل سادي

قتَل ليقْتل فقط

___________________________________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

___________________________________

" أردت أن أذبل لتزهر ....أن  أنطفئ لتسطع ...  أن أموت لتحيى ... كنت عالمي ... لكنني لم أكن حتى مسودة في حياتك "

_________________________________

  《 زمهرير 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن