.
.
.
..
.
.
.
.
.
أتسلل خارج البيت بعد نوم جدتي ... متوجهة صوب منزلك و كلي عزم على الإعتراف بحبي لك فقد ضقت ذرعا من اخفاءه .
.
.
.
طرقة ... طرقات ... فتحت الباب بأعين ناعسة ... توتر قيد أضلعي ... كنت السباق بكسر صمتنا حينها حين نطقت :
" ما الأمر فلورا ؟ هل السيدة سيرا بخير ؟"" ن ... نعم هي بخير ... العلة بي أنا نامجون "
" لتدخلي أولا ... أخبريني ما مشكلتك . ... لربما تجدين ضالتك عندي "
" أنت مشكلتي ... و أنت ضالتي نامجون "
أردفت لتسوطن تقاسيمك الدهشة :
" لم أفهم ... هل يمكنك أن تكوني أكثر ايضاحا ؟ "
" و إن كانت كلماتي مبهمة يستعصي فهمها .... فعيوني تصدح بما أريد قوله ... لطالما خفت أن تفضحني في حضرتك .... لكنني كنت مخطئة.... فحبيبي جاهل للغة العيون " نبست بعيون دامعة و مشاعر متوهجة واجلة "
" هل قصدتي ما فهمته ؟ هل هذا يعني أنك واقعة في حبي فلورا ؟ " هززت رأسي مجيبة و كلي رجاء أن يبادلني حبيبي .. سالت المياه المالحة من مجرتيك و أطلقت تنهيدة لغريق عادت له الحياة .
" كنت أعتقد أن سهم كيوبيد أصابني وحدي ... كنت أضن أنه حب من طرف واحد ... لكنني مسيء الضن ... و ما أجمل سوء ضني! .... حبيبتي تحبني كما أفعل ... هل هذا حلمي الجميل الذي أضحى ضيفي كل ليلة بعد لقاءك ؟ أم هو النعيم "
كل ما استشعرته بعدها عبق اللافندر الذي لا يستهويني إلا إذا انبعت من نحرك ... و حضننا الواسع الضيق الذي أحببته يوما نامجوني ... ألا زال كذلك أم أن حضن آخر أغراك ؟ ...
لطالما أخبرتني أنه ملجأك ... بيتك و وطنك ... فهل حب الوطن و شعور الانتماء ينتزع يوما من أفئدة أبنائه ؟
فل يشهد العالم أنك لست حبيبا سيئا فقط .... بل خائن لا يستحق الاحترام حتى ... لأنك خنت وطنا لا يسكنه سواك .
.
.كنت متوترة جدا و أنا أزف خبر مواعدتنا لجدتي نامجوني .... لقد تلألأت عيناها فرحا _ كما توقعتُ _ و طمأنينة لأنك الراعي الأمين _حسب اعتقادنا أنذاك _
لقد كنت مثاليا و دافئا حينها .... لقد كنت الملاذ و الوطن حبيبي .... كنت شامخا تشدد عضضي .... و أنا معك أزهرت ... لقد كنت عمودي الفقري .... أما من بعدك فأضحيت مقعدة ... مشلولة الحركة .... فلما تركتني ؟
لست بارعة في الفراسة لكن عيونك التي تشع حبا يوم اعترافنا تخبرني أنك هائم أيضا ... أنك عاشق كحالي ... فمالذي غيرك بعدها ؟ لما لم تجري الأمور كما ينبغي لها أن تكون ؟ لما افترقت سبلنا ؟
السكون حولي.. و الضجيج داخلي
أفكر فيما حدث ... و فيما كان ليحدت .. أفكر لو لم يحدث ما حدث هل كان نفس الحديث ليقال الآن ؟؟
أتساءل و أضع فرضيات ..... المبررات و الأعذار .....و حلول محتملة لكنني لا أصل للحل .... ينخر الصداع رأسي لأتجرع المسكنات و مرارتي بقدح ماء .... تسلك المسكنات ... و تبقى المرارة عالقة في حلقي .
.
.
.
لم أجد لك عذرا حتى _ و لا عذرا واحدا نامجونيلقد كانت جريمة دون دافع _ لم تكن سوى قاتل سادي
قتَل ليقْتل فقط
___________________________________
" أردت أن أذبل لتزهر ....أن أنطفئ لتسطع ... أن أموت لتحيى ... كنت عالمي ... لكنني لم أكن حتى مسودة في حياتك "
_________________________________
أنت تقرأ
《 زمهرير 》
Romanceحلمت بأنٌَ لي حلماً سيحملني و أحمله إلا أن أكتُبَ السَّطر الأخير على رخام القبر : نِمتُ .... لكيْ أطِير #محمود_درويش